بغداد- واع – محمد خضير سلطان
هل يمكننا أن نحدد يوما ما عيداً وطنياً للبلاد عبر تاريخنا الحديث؟ تدلل مؤشرات الوقائع منذ الثالث من تشرين الاول في العام 1932 على أن اختيار مثل هذا اليوم ،بدأ بتتويج الملك فيصل 1921ثم تقرر في خروج العراق من الانتداب البريطاني ودخوله عصبة الامم، وسرعان ما عصف النظام الجمهوري بكل الاجندة وأثبت الرابع من تموز 1958، فيما كشفت الوقائع الدموية الشرسة في ما بعد عدد من السنين عن تحولات كبيرة لم يعد فيه من إطار حقيقي جامع لرؤية ما في الذات العراقية، وكان هذا اليوم يسرق كثيرا كما تسرق الثورات. سيرة وتباينات بالرغم من أن الثالث من تشرين أول/أكتوبر لم يكن عيدا وطنيا رسميا، كونه يمثل خروج البلاد من الانتداب البريطاني ودخوله عصبة الامم في العام 1932،إلا أن اكثر من جهة سياسية وحكومية أو برلمانية، عدته كذلك بعد 2003، فيما تم رفضه كمقترح بقرار حكومي في العام 2009،والإبقاء على الرابع عشر من تموز /يوليو عيدا رسميا وفقا للقانون في الوقت الذي تصدر رئاسة الجمهورية بيانا رئاسيا في العام 2017، تهنىء فيه الشعب العراقي في هذا اليوم ويدعو فيه رئيس الجمهورية الى الاهتداء بالدستور والمرجعية الدينية لضمان وحدة البلاد. ويستمر التباين في الآراء والمواقف بحيث لا يشمل المجتمع السياسي حسب بل شموله جميع الاطياف والمكونات المجتمعية والثقافية حتى قدمت وزارة الثقافة مشروع قانون الى مجلس النواب، يتبنى الثالث من تشرين بوصفه يوما وطنيا، سبقته احتفالات تعريفية متعددة للتثقيف بهذا الاتجاه. واقعة جديدة وأصدرت وزارة الثقافة بيانا تفصيلياً بشأن تصويت مجلس الوزراء، على اختيار 3 تشرين الأول (يوم استقلال العراق والخلاص من الانتداب البريطاني وانضمامه إلى عصبة الأمم عام 1932)، يوما وطنياً لجمهورية العراق، موضحة أن ذلك حدث هو الأول من نوعه منذ 17 عاما، وقد تم تبني مشروع وزارة الثقافة بهذا الشأن. وقالت الوزارة في بيانها من أن حوارات مكثفة مع زعماء سياسيين وأعضاء في البرلمان العراقي ولجان من مجلس الوزراء ولقاءات مطولة مع باحثين ومؤرخين ومفكرين عبر مؤتمرات إلكترونية متعددة دعت إليها لاعتماد يوم وطني لجمهورية العراق. لانهاية المطاف ولم يكن هذا اليوم في تاريخ العراق الحديث قبل أن ينشأ في مخيلة الملك فيصل الأول ليعلنه كما تقول المصادر في خطاب التتويج يوم 23 آب/أغسطس 1921، قائلا "إن غايتنا المنشودة، هي استقلال المملكة العراقية" وقال بعد أن رفع العلم العراقي فوق عصبة الامم "العراق أصبح حرا طليقا، لا سيد عليه غير إرادته.. نحن أحرار، مستقلون لا شريك لنا في مصالحنا ولا رقيب علينا بعد دخولنا عصبة الأمم إلا الله". ولكن تتابع الوقائع التي كانت تعد مراسم التتويج عيدا وطنيا ما عادت مقبولة أمام حدث الاستقلال، والاخير لم يكن مبررا ما دامت المملكة العراقية قد تحولت الى نظام جمهوري عبر ثورة تموز/ يوليو في العام 1958، وسرعان ما علا اوار الوقائع ليشطب على اية فكرة ليوم وطني عراقي بعد الثورة ومارافقها من تحولات سياسية حتى جاء العام 2003، لتنطفئ فيه الرؤية قبل اتقادها بوصف هذا التاريخ احتلالا اميركيا. واليوم يصوت مجلس الوزراء على مشروع قانون ليرفع الى البرلمان من أجل التصويت عليه واعتماده عيدا وطنيا،يتمثل بالعودة الى يوم الاستقلال والتحرر من الانتداب، فهل يكون ذلك نهاية المطاف؟ ، من الصعب الاقرار بذلك.المصدر