يستدرجون الله إلى فخاخهم ليسرقوا عرشه ــ نص مفتوح

839

بقلم مهدي قاسم

لم أكن ساحرا ولا شريرا بنوايا خطرة

كلما هنالك …

عندما دخلت غابة اندلعت فيها ألسنة حرائق

حتى أخر شجرة تحولت إلى ناي ينوح بأنين محنتها

اقتربت من بحر لأغسل وجهي

حتى جّف ماؤه فجأة و بات قاعا قاحلا متشققا من شدة يباس .

ولما صعدت جبلا تخسفت قمته تحت أقدامي وأضحت بركانا محمّرا شررا .

قطفت وردة و إذا بها تستحيل رأس افعى سوداء لزجة بين أصابعي المرتعشة .

و عندما احتضنت حبيبتي وجدتها سعلوة بين ذراعي .

ذات مرة هتفتُ بمزاج رائق ومرح :

ــ صباحا جميلا أيها العالم التعيس.

فانطفأت الشمس مثل فانوس نضب نفطه فجأة .

لما رفعت رأسي نحو السماء معاتبا مواسيا من كثر مصائبي .

و إذا بالسماء تنهار فوق رأس وتتهاوى مثل رقائق من رمال ناعمة .

و عندما زرتُ وطني وجدت نفسي غريبا في كوكب غريب .

وسط مهرجين ملتحين بجباه مبقعة سوادا مقرفا

وهم يستدرجون حتى الله إلى فخاخهم

ليسرقوا عرشه الذهبي !.

المصدر