ومضات خاطفة  و شذرات لامعة

664

بقلم مهدي قاسم

1 ــ

هل يوجد أكثر من هذه الذلة والمذلة والمعيشة المهينة والذليلة ؟

رجال عراقيون يبكون من شدة فقر وفاقة وعوز وحرمان وقد وجدوا أنفسهم فجأة على الرصيف مع أطفالهم ، لعدم إمكانيتهم المادية لدفع الإيجار ، وبعضهم الآخر يبكي قهرا و بمرارة ، كنساء ، متفجعات، بسبب جوع أطفاله وهو لا يجد حتى قليلا من المال ليشتري دواء لنفسه ..

لذا فرجاء لا أحد يقول لنا : هيهات منا الذلة !!..

إذ إن غالبية العراقيين محاطون بسبعة أسوار من ذلة ليس لها نظيرا من مذلة !..

بفضل ساسة لصوص” مؤمنين ” ممن يصيحون :

ـــ هيهات منا الذلة

في الوقت الذي يذلوننا ذلة ما بعدها من ذلة منذ 17 عاما من مذلة !

2 ــ

لم يأخذوا راينا يا صاحبي : نص مفتوح أي غير شعري !

عندما ولدتُ أنا … و أنت …

و عندما ولد هو … وأنتم … وهم ..

كنا مجرد رُضع بحجم بطيخة صغيرة ببضع كيلوغرامات فحسب !,,

و كانت عقولنا صافية ونقية

وناصعة بياض كصفحة بيضة بيضاء

كمرايا مغسولة ولامعة وخالية

من أية أفكار وانتماءات وأواصر تجمعات حمقاء..

فسجلونا فورا على دين و مذهب أو عشيرة

دون أن يأخذوا رأينا فيما إذا نرغب في مثل هذا الانتماء أم لا ؟..

وعندما استوينا وبلغنا من وعي و عقل وعمر مدا بعيدا

اختار بعضنا لنفسه دينا و مذهبا أو عشيرة جديدة

جمعناها كلها تحت خيمة واحدة سميناها :

الإنســانيــــــــــــــــــة ………………………

/ حوار من إحدى القصصي

3ــ

الفارق بين هذا و ذاك :

الفرق بين من يتحدث عن الحب كثيرا

و بين من يعيشه يوميا بمشاعر زاخرة وأحاسيس دافئة و حميمة

هو نفس الفرق بين من يشم وردة اصطناعية ويصيح قائلا

ــ يا لها من ردة عطرة وفواحة !

الفرق بين من يعمل خيرا صامتا وهادئا

وبين من يدعو إليه بكل صخب و ضجيج مفتعلا دورا إنسانيا

هو نفس الفرق بين من يسقي الزرع بعرق جبينه

وبين مَن ينتظر هطول المطر في يوم من الأيام .

المصدر