بقلم / احمد الحسن
في ظل هذه الاجواء المحتقنة في الشارع العراقي الذي اثقله وزير الثقافة حُسن ناظم بفاجعة اليوم الوطني للعراق المقترن بدخول العراق الى عصبة الامم !!!
يكمن مضمون عنوان كلماتنا هذه هو خروج السيد الوزير عبر موقع الوزارة بانه قد تم انتخاب هذا اليوم اي ( يوم دخول العراق الى عصبة الامم )بعد التشاور مع مجموعة من المؤرخين والاكاديمين وان نسبة التصويت الاعلى كانت بانتخاب ذلك التاريخ ، وعند التمعن في مضمون المنشور وجدنا المناقشين لم يتجاوز عددهم الـ ( ١٢ ) شخصية وهم موضع احترام وتقدير ، الا ان من هذا المجموع نجد ان ( ٤ ) شخصيات فقط المؤيدة لذلك التاريخ و الاخرين كانوا بين مؤيدين لاعتبار ذكرى ثورة العشرين كعيد عراقي وطني وبين ذكرى ثورة ١٤ تموز الوطنية ، ولكن السيد الوزير خرج ليدلس علينا تلك النتائج ويقول بان النسبة الاكبر كانت لاعتبار ذكرى ثورة العشرين عيداً وطنياً للبلاد .
مايستنتج من هذا التصرف المتمثل في تجاوز ذكرى الثورتين ( العشرين و ١٤ تموز ) هو ارضاء للغرب المتمثل بأمريكا وبريطانيا الذي كان لهم في ذلك التاريخين ذكريات موجعة القهم العراقيين فيها آلم ودم كبيرين من اجل ان يحصل العراق على سيادته والتخلص من هيمنة الاستعمار عليه ، وان اتخاذ تاريخ الدخول المهين لعصبة الامم ماهو الا ارضاء لاسياد الوزير ( الامريكان والبريطانيين ) في ظل التوجه الجديد في هذه الحكومة التي تميل الى تلك الكفة ، وبهذا التصرف اثبت السيد حُسن ناظم مدى كره لاي ذكرى وطنية مقترنة بنضال حقيقي بذله الشعب من اجل هذه البلاد ، متجاوزاً التاريخ الذي يثبت مدى الذلة والاهانة والرخص الذي اقترفه سياسي العهد الملكي البائد عندما عزموا على الدخول الى تلك العصبة وعلى مدى الخسة التي انتهجوها ضد هذه البلاد والمتجسدة في توقيعهم على الدخول في اتفاقية عام ١٩٣٠ التي بموجبها سُلم العراق للانكليز رسمياً ، وحسب راي المطلعين والاكاديمين والسياسيين لو ان العراق باقي على بنود الانتداب لكان ارحم له من تلك الاتفاقية المهينة ، التي حتى عصبة الامم قد انتقدتها آنذاك .
مافعله وزير الثقافة اليوم من تحدي لمشاعر نسبة كبيرة من ابناء هذه البلاد ، من احفاد قادة ثورة العشرين ورجال وابناء وحتى احفاد ثورة ١٤ تموز ، التي باع نضال قادتها الوزير من اجل الحصول على رضا الغرب الكافر .
احمد الحسن
بغداد