موقع اقتصادي: وصول سعر برميل النفط لـ50 دولاراً حدث مهم

456

ترجمة/ حامد أحمد

رأى موقع بلومبيرغ الاميركي للاخبار الاقتصادية، تصاعد نفط خام برنت الى حاجز 50 دولارا للبرميل الاسبوع الماضي وللمرة الاولى منذ شهر آذار الماضي على انه حدث مهم بالنسبة لسوق النفط الذي بدأ يشق طريقه للصعود مرة اخرى بعد هبوط سحيق استمر لاشهر.

واشار بلومبيرغ الى انه “رغم ان الامور لم ترجع بعد للوضع الطبيعي، لكن المؤشرات الايجابية لتحسن الاوضاع بدأت تتزايد، وكميات النفط الوفيرة التي تراكمت هذا العام على كل شيء من البارجات الصغيرة الى الصهاريج العملاقة قد بدأت الآن بالنفاد على نحو مستمر”.

وبينما كان وقع وباء جائحة كورونا الاسوأ على نحو غير مسبوق على الولايات المتحدة، فان الطلب على النفط في اوروبا بدأ ينشط من جديد في وقت بدأت اجراءات حظر الموجة الثانية فيها بالتراخي مع استمرار بلدان آسيا بسحب كميات ضخمة من النفط الخام.

من جانب آخر فان التوقعات بعودة النشاط من جديد لحركة الطيران وتعافي النقل الجوي بشكل كبير خلال العام القادم من شأنها ان تزيد من اسعار النفط اكثر بسبب زيادة الطلب عليه.

الخبيرة الاقتصادية امريتا سين، من مركز أينيرجي اسبكتس البريطاني للاستشارات الاقتصادية قالت “نحن نتوقع توجه المستثمرين للعودة الى قطاع النفط وستستمر اسعار النفط بالتعافي”.

السوق الآسيوية للنفط التي تضم الهند والصين وكوريا الجنوبية واليابان والتي غالبا ما تستورد نفطا من العراق وبلدان الخليج بدأت مؤشرات استهلاك الوقود لديها بالازدياد، حيث ذكر مصفى IOC الاسبوع الماضي، الذي يعتبر اكبر مصفى في الهند، ان محطاته تعمل بأقصى طاقاتها وتتوقع استهلاك الوقود لديها بشكل كبير.

ومن المتوقع ايضا ازدياد استهلاك وقود البنزين، في كل من الصين واليابان وعودته لمعدلات استهلاك ما قبل ازمة كورونا مما يدعوها الى استيراد مزيد من النفط.

ويتوقع مؤشر بلومبيرغ ازدياد الطلب على النفط الخام في اوروبا مع رجوع راكبي الدراجات النارية بغزو الشوارع من جديد مع تخفيف الحكومات هناك من اجراءات الحظر الوطني بضمنها المملكة المتحدة واسبانيا وفرنسا.

وفي الوقت الذي بدأ فيه الطلب على النفط بالتعافي، فان منظمة البلدان المصدرة للنفط اوبك وحلفاءها ما يزالون يحافظون على محددات صارمة على الانتاج.

اوبك ألغت زيادة بالتجهيز كان مخطط لها لشهر كانون الثاني بمقدار 1.9 مليون برميل باليوم، وستقوم بدلا من ذلك بتجهيز السوق بكمية لا تتجاوز 500,000 برميل باليوم كل شهر خلال العام الجديد.

فكتور شوم، نائب رئيس مؤسسة “ماركت لمتد”، لاستشارات الطاقة في سنغافورة قال: “في الوقت الحالي هناك مؤشرات واعدة لتعافي اسعار النفط في المستقبل، بوقت نتعامل فيه مع وباء كورنا خلال هذا الشتاء”.

وقال الخبير الاقتصادي شوم، إن “هناك اسبابا تدعونا للاعتقاد بان حاجز الـ 50 دولارا قد يكون سقف سعر النفط للوقت الحالي”، مشيرا الى ان “هذا السعر قد يحفز ويغري منتجين ابتداءً من بغداد الى ولاية اوكلاهوما الى زيادة معدلات الانتاج”.

وتدور الان توترات ضمن مجموعة اوبك بلاص، حيث ان بعض الاعضاء يعربون عن اعتراضهم للقيود المفروضة عليهم بتقليص وتحديد الانتاج لسقف معين.

وكان وزير النفط العراقي احسان عبد الجبار، قد توقع نهاية الشهر الماضي ان تلامس اسعار النفط مطلع العام المقبل سعر 50 دولارا للبرميل مع تعافي الطلب على الخام، مشيرا الى ان “اتفاق خفض الانتاج الذي اقره تحالف أوبك بلاص يحقق هدف اعادة الاستقرار والتوازن لسوق النفط العالمية”.

المصدر