مسؤولون في كردستان: سدود إيران خفضت مناسيب المياه.. ونواجه خطر الجفاف

1٬193

ترجمة / حامد احمد

على مدى عقود عانى اقليم كردستان ــ كحال بقية محافظات العراق ــ من تبعات ازمة مياه في البلاد، ولكن خبراء يحذرون من بوادر ازمة حادة تلوح في الافق الان مع اقدام ايران على قطع منابع تجهيز رئيسة للمياه تغذي نهرين رئيسيين في الاقليم، والتي يعتمد عليهما ما يقارب من مليوني شخص في المنطقة كمورد اساسي للمياه .

مدير دائرة سد دربندخان، رحمان خاني، قال في لقاء مع موقع مدل ايست آي، الاخباري إن نهري سيروان والزاب الصغير يعتبران مصدران حيويان لمياه سدّي دربندخان ودوكان الكبيران في المنطقة، واذا تستمر ايران بتحجيم تدفق المياه الى العراق فان العواقب ستكون وخيمة على الناس والبيئة معا .

وعبر السنوات الثلاث الماضية كانت ايران تخفض من مناسيب تدفق المياه، مما نتج عن ذلك ضررا بالزراعة وشح بالمياه. وحذر مسؤولون عراقيون الشهر الماضي من ان مناسيب تدفق المياه القادمة من شمال غربي ايران لنهري سيروان والزاب الصغير قد انخفضت بشكل كبير .

وقال المسؤول خاني، ان ما يقارب من مليوني شخص يعتمدون على مياه هذين النهرين ــ للزراعة ومشاريع صيد السمك وللشرب والسياحة وتوليد الطاقة الكهربائية ــ اللذان يمران عبر اراضي حلبجة والسليمانية ومنطقة جارميان ومحافظة ديالى.

واضاف خاني قائلا “في غضون سنتين، فان مشاريع سدود ايران سوف لن تخلق فقط كارثة تُجبر ناس للهجرة الى مناطق اخرى، بل سيكون لها تأثير ايضا على الاراضي الزراعية والحياة البرية والسياحة”. وقال خاني “ما يدعم استمرار الحياة هنا هو فتح المياه الاحتياطية المخزونة في السد”، محذرا من عدم امكانيتهم الاستمرار بتدفق الاحتياطي من الماء المخزون لفترة طويلة. واستنادا لمدير السد فان مناسيب مياه سد دربندخان كانت تنخفض بمعدل 15 سم باليوم وارتفاع الماء فيه انخفض الى ما دون ستة امتار عما كان عليه العام الماضي بنفس المرحلة الزمنية، ومع ذلك فان ايران لجأت الشهر الماضي لتقليص تدفق المياه بنسبة 75 الى 80% .

انخفاض معدل الماء يعود بشكل رئيسي الى 16 سد انشأتهم ايران على نهر سيروان، وكان اكبر السدود سد داريان في محافظة كرمنشاه الذي اكتمل انشاؤه عام 2018 ويقع على بعد 28 كم عن الحدود العراقية.

وكان تقرير بحثي اعدته حملة، انقذوا دجلة، صدر عام 2016 قد سلط الضوء على التهديدات المحتملة التي يمكن ان يشكلها سد داريان على المنطقة والعراق بشكل عام، الذي يسع لخزن 340 مليون متر مكعب من المياه .

الحكومة الايرانية قالت ان الهدف من هذه السدود هو لانتاج الطاقة الكهربائية المائية والمساعدة في ري مناطق جنوب غربي البلاد الزراعية .

العام الماضي اعلنت شركة ادارة الموارد المائية الايرانية عن نيتها بانشاء 109 سدود جديدة وفقا لخطة تمتد حتى عام 2021 . ولكن ما يقلق المسؤولين في اقليم كردستان اكثر هو مشروع قناة مياه ناوزاد الايراني البالغ طولها 47 كم المرافقة للسد، والذي كان الغرض الرئيس منها هو تحوير مجرى النهر لبعض المدن الايرانية .

وقال نائب محافظ حلبجة، كاوا علي، في حديث لموقع مدل ايست آي: “مشروع ناوزاد سيكون له اثر كبير على محافظة حلبجة. سنفقد مياه الشرب بنسبة 100% وسيخلق ذلك عقبة كبرى للزراعة وموارد الصيد .”

من جانبه قال خاني، مدير سد دربندخان: “بتاريخ 13 آب باشرت ايران بتشغيل مشروع قناة ناوزاد التي لها القدرة على تحويل مجرى النهر بشكل كامل خلال فترات شح المياه، ليس هناك قانون دولي يسمح بتحويل مجرى موارد مائية طبيعية بين البلدان .”

روزهان فريدون، مدير مؤسسة شبكة الارضEarth Network غير الحكومية التي تتخذ من السليمانية مقرا لها، حذر من ان ستراتيجية ايران تجاه قطع موارد المياه لها عواقب محتملة من شأنها ان تغير النظام البيئي للمنطقة باكملها . وقال فريدون “من شأن ذلك ان يدمر ويضر بالتنوع الحياتي في المنطقة وستهلك الحياة البرية بالنهاية. اذا تستمر ايران بهذه الستراتيجية فان مشكلة اخرى ستبرز، ويتمثل ذلك بحملة جديدة يقوم بها سكان محليون لحفر آبار والذي سيؤثر ذلك حتما على النظام البيئي .”

على ضفاف نهر سيروان، بدأ سكان قرية شلانوا التي تبعد 4 كم جنوب دربندخان، بتنفيذ مشاريع سياحية صغيرة هذا العام مع تشييد متنزه العاب .

صلاح دارا، احد السكان المحليين الذي انفق 20,000 دولار على مشروعه السياحي، يخشى الان من ان استثماره قد لا يجدي نفعا اذا ما استمرت الحكومة الايرانية بقطع مياه النهر .

وقال دارا “اذا انخفض منسوب نهر سيروان بسبب تقييدات ايران فان استثماري كله سيذهب سدا مع عدم مجيء السواح الى هنا .”

عن: موقع مدل ايست آي البريطاني

المصدر