ترجمة/ حامد احمد
بعد ان تعرضت قريتها في سنجار لهجوم نفذه عناصر من تنظيم داعش خلال آب 2014 انتقلت شيماء (23 عاما) للعيش مع عائلتها في مخيم بهاركا للنازحين في اقليم كردستان وذلك في العام 2015. كانت حينها في السابعة عشرة من عمرها، وكونها الابنة الاكبر سنا ضمن العائلة اعتقدت شيماء ان زواجها في داخل المعسكر سيمنحها هي واقاربها مظهرا من مظاهر الاستقرار.
ولكن عندما بدأت بتنظيم العاب وانشطة الأطفال في المخيم، فان نظرة الآخرين لمرأة تقوم بهكذا دور رئيس في الحياة العامة ضمن مخيم يضم اكثر من 4700 نزيل يعتبر شيئا مبالغا فيه لا سيما بالنسبة لزوجها .
وقالت شيماء وهي تشكو من سوء معاملة زوجها الذي ارتبطت به وهي في السابعة عشرة من عمرها: “الجميع يقول لي باني يجب ان احترمه واقول له دائما، نعم، لقد شعرت وكأنني في سجن.”
بدأت شيماء العمل لتضمن لأخيها، الذي يعاني من متلازمة داون وكان مشلولا، بان لا يشعر انه معزول اجتماعيا وعندما توفي في الحادية عشرة من عمره عام 2016، تأثرت نفسية شيماء كثيرا واصبحت منهكة وطلبت الطلاق من زوجها ضد رغبة اقاربها، ولكن الشجب والاستهجان من قبل زوجها لها ازداد اكثر.
وتقول شيماء ان عائلتها نبذتها وعمها يضربها، وتؤكد بقولها “قالوا لي انه كوني مطلقة فانه يجب علي ان اشعر بالخجل وان ابقى حبيسة البيت “.
شيماء رفضت، وكتبت بعدها قصة عن تجاربها اثناء الهروب من تنظيم داعش والعنف الذي تعرضت له من ابناء مجتمعها والتي نالت عنها جائزة عندما نشرت في مجلة باللغة الاسبانية، هذا الهمها اكثر بان تجري مقابلات مع نساء وفتيات اخريات في المعسكر وان تقوم مقام حلقة وصل بينهم وبين منظمات دولية مثل منظمة اليونيسيف.
وعند اعجاب منظمةSave the Children الدولية المعنية برعاية الاطفال بالصلة الحميمة لشيماء التي بنتها مع اطفال مخيم باهاراك، كلفتها المنظمة بإدارة مشاريع محلية .
وعندما جاءت منظمة Free Run وهي منظمة غير ربحية لتدريب النساء الناجيات من الحرب للمشاركة في سباقات ماراثون، الى المعسكر في عام 2018، كانت شيماء اول العراقيات ممن اقدمن على المشاركة في الماراثون.
وساعدت شيماء نساء وفتيات اخريات للتسجيل في هذا البرنامج وذلك بالاستفادة من خبرتها المكتسبة والثقة التي بنتها وتمكنت من تشكيل فريق من 20 امرأة وفتاة للمشاركة في الماراثون .
وقالت كرستينا لونغمان، مديرة منظمة فري ران فرع العراق: “الفتيات يتطلعن الى شيماء لتحقيق ما حققته، حيث يشعرن بانها تشاركهم ما تقوم به”. وتشير الى انها “بعد حصولها على جوائز كثيرة تسعى الى اكمال ماراثون اربيل مستقبلا”.
وحصلت شيماء على جائزة الشجاعة في استخدام الرياضة لتحسين ظروف معيشة مجتمعها، وقالت شيماء “اشعر وانا حرة عندما اعدو في سباق ركض بعيدا عن السجون والحروب، اشعر بانه ليست هناك حدود وليس هناك ما يوقفني”.
عن: مجلة تايم الأميركية