مؤتمر ( حشد العتبات ) الفتوى الجديدة

124

مؤتمر ( حشد العتبات ) الفتوى الجديدة

حالة من الهلع الشديد و الهيستيريا الحادة انتابت قادة و زعماء فصائل الحشد الولائي بعد ان تبين المشهد و بشكل واضح لا غموض و لا لبس فيه حين انعقاد مؤتمر ( الحشد الشعبي ) و الذي تشكل بناء على فتوى ( الجهاد الكفائي ) ضمن تشكيل اطلق عليه تسمية ( حشد العتبات ) و الذي عاد اغلب عناصره و جنوده الى مزاولة اعمالهم المعتادة قبل الأجتياح الداعشي للمحافظات و المدن العراقية تلبية لنداء الوطن الذي دعت اليه ( مرجعية النجف ) و حال انحسار الخطر الداعشي و دحر قواته لم تشارك قوات ( الحشد الشعبي ) الشرعية في العمل السياسي مثلما فعلت فصائل ( الحشد الولائي ) و ذلك تلبية و تنفيذآ لتعليمات و توجيهات ( مرجعية النجف ) في الأبتعاد عن المعترك السياسي و عدم الأشتراك به في حين انغمست الفصائل الولائية في العملية السياسية و اصبح لها نواب في البرلمان و وزراء في الحكومة .

لقد عرفت الفصائل الولائية بالكذب و الخداع و النفاق و قد كانت من البراعة و الأتقان في هذه الصفات الذميمة حيث كانت ترفع صور مراجع ( حوزة النجف ) و تستفيئ بظلهم و تستمد وجودها من شرعيتهم في حين كانت تستقي و تنفذ اجندات و تعليمات ( حوزة قم ) و التي تدعو الى اقامة الدولة الأسلامية على غرار ( جمهورية أيران الأسلامية ) و وفقآ لتلك التوجيهات الصادرة من ( حوزة قم ) كان لهذه الفصائل ( الولائية ) اجنحة سياسية في محاولة سمجة و غير موفقة للألتفاف على القوانين العراقية التي تمنع العسكريين من الترشح للمناصب السياسية من منتسبي المؤسسة العسكرية الرسمية الشرعية اما هؤلاء فقد انخرطوا في العملية السياسية و هم اصلآ ينتمون الى فصائل عسكرية غير شرعية .

المؤتمر الأخير الذي عقدته فصائل الحشد الشعبي الشرعية وضع النقاط على الحروف كما يقال و ان جاء متأخرآ بعض الوقت ( ان تأتي متأخرآ…..) و كان من الوضوح و الصراحة في التفريق بين الحشد الذي دعت اليه المرجعية الدينية في النجف في تلك الفتوى الشهيرة و بين من تقمصوا من الفتوى اسمها و شكلها فقط و انحرفوا عن مضمونها و اهدافها الى ان جاء هذا المؤتمر لكي يكشف حقيقتهم و اجنداتهم و الجهات التي تقف خلفهم فثارت ثائرتهم و صار التخبط و العشوائية في تصريحات زعمائهم و قادتهم ( و منظريهم ) هي السمة التي طبعت احاديثهم و مقابلاتهم الأعلامية خصوصآ و ان هذه الضربة الموجعة جاءت في وقت كانت هذه الأحزاب و التيارات و فصائلها و ميليشياتها المسلحة تستعد و تتحشد للأنتخابات القادمة .

هاقد سقطت ( ورقة التوت ) و التي لطالما تسترت بها هذه الميليشيات الولائية خلف شعارات براقة جذابة لكنها كاذبة في الأدعاء ان فصائلها قد تشكلت تلبية لنداء المرجعية في الجهاد الكفائي لكن الحقيقة هي عكس ذلك تمامآ فأغلب هذه التشكيلات كانت قبل الفتوى بزمن طويل حتى ان البعض منها تأسست تشكيلاته في ( ايران ) مثل ( قوات بدر و قوات الصدر ) و قاتلت الى جانب الجيش الأيراني في الحرب العراقية الأيرانية اما الأخرى فقد تأسست بعد سقوط النظام السابق و ابرزها ( جيش المهدي ) الذي تحول الى ( سرايا السلام ) و تفرعت عنه و انشقت الكثير من الفصائل المسلحة الأخرى .

يبدو ان صبر المرجعية في النجف قد استنفذ او على وشك بعد ان عاثت و دمرت هذه الميليشيات و الفصائل ما تبقى من كيان الدولة و هيبتها بعد ان اصبح السلاح المنتشر و المنفلت يهدد أمن المواطنين بالخطر و كيان الوطن للأنهيار و التفكك و التقسيم و اصبح البلد كله تحت سيطرة هذه الميليشيات و الفصائل المسلحة و كأنها قوات احتلال اجنبي غاشم و جاثم فكان مؤتمر الحشد الشرعي هذا بمستوى و مكانة فتوى الجهاد الكفائي التي اوقفت تمدد ( داعش ) و الحقت الهزيمة المنكرة بقواتها و حررت الأراضي و طهرت المدن و القرى و طردت فلول الأرهاب بعيدآ عنها و كانت الرسالة الأخيرة موجهة الى الرأي العام الشعبي في ان هذه الفصائل هي عبارة عن ميليشيات لا تلتزم بأوامر القائد العام و لا بتوجيهات المرجعية الدينية .

لم يعد هناك من غطاء شرعي يستر و يحمي هذه المجموعات المسلحة بعد ان سحبت المرجعية الدينية منها كل انواع الدعم بالشرعية عندما اعتبرتها فصائل مخالفة للفتوى و لا يهم قادتها و زعمائها سوى المغانم و المكاسب و على ذلك فعلى قادة هذه الميليشيات ان يعلنوا و يبينوا صراحة و من خلال قنواتهم الأعلامية الكثيرة عن خضوعهم و تنفيذهم لتوجيهات و تعليمات ( حوزة قم ) في ايران و الأنصياع لأوامر ( الولي الفقيه ) و عدم الأستماع لمرجعية النجف و تعليماتها بعدم التدخل بالشأن السياسي و تحريم العمل الحزبي و ان يرفعوا صور السيد ( السيستاني ) المعلقة في كل مقرات و معسكرات الأحزاب و الميليشيات و التي اتخذوها بالخداع و الحيلة و النفاق وسيلة في تحقيق اهدافآ غير شريفة و مكاسب مشبوه و هي رسالة ايضآ الى الجماهير العراقية التي تكن الأحترام و التقدير للمرجعية في عدم التصويت لهذه الأحزاب و الفصائل كونها انحرفت عن خط المرجعية و استغلت اسمها و عنوانها في كل الجرائم و الآثام و الموبقات ما انعكس سلبآ على مكانة المرجعية الدينية في النجف فهذه الأحزاب نهبت و سلبت كل شيئ في العراق و لم تسلم من شرورها حتى المرجعية .

حيدر الصراف

المصدر