لماذا  لم يأمر النظام الإيراني ميليشياته  بضرب إسرائيل  ؟

156

بقلم مهدي قاسم

بعدما يئست إسرائيل من احتمالات قيام ترمب بتوجيه ضربة قاصمة وقاضية ضد النظام الإيراني ، و خاصة بعدما خسر الانتخابات أيضا ، فقررت حسم بعض الأمور الأمنية المهمة والحساسة بالنسبة لها و التي تشكّل خطرا على أمنها ــ حسب اعتقادها ـــ و حتى لو لم تشكل خطرا بشكل مباشر أو غير مباشر ، و لكن لا بأس من إجراءات وقاية مسبقة حسب العقلية الإسرائيلية الأمنية الاستباقية دائما ، فقررت تقليم و بتر بعضأذرع النظام الإيراني الطويلة والخطيرة فعلا في المنطقة ، فعمدت إلى التحريض على عملية اغتيال الجنرال سليماني القائد العام للمليشيات الشيعية الموالية لإيران في كل من العراق و لبنان وسوريا و ربما في اليمن أيضا ، هذا على الصعيد الأمني و السياسي أما من الناحية التطور النووي فاستهدفت إسرائيل ” أبو ” العقل النووي لإيران و المتجسد بالعالِم النووي فخري زادة واغتالته في قعر إيران ذاتها ( حيث هنا تكتسب المسألة أهميتها المضاعفة ) بنية توجيه ضربة قاصمة و قاسية للمشروع النووي الإيراني ، وهو الأمر الذي يدل على طول أذرع اسرائيل حتى داخل إيران نفسها والتي من الممكن جدا أن تصل إلى أي مسؤول إيراني كبير في الدولة لو شاءت إسرائيل ، ولا نحتاج هنا لتكرار حقيقة معروفة للسادة القراء الكرام من أنه قد سبقت عمليات الاغتيال هذه عشرات من ضربات إسرائيلية جوية استهدفت مواقع عسكرية إيرانية في سوريا نتج عنها سقوط قتلى من ضباط وجنود المرابطين هناك، فضلا عن عشرات ضربات أخرى استهدفت مجموعات مرتزقة وميليشيات تابعة للنظالم الإيراني في كل من سوريا والعراق ، ولكن المثير أنه بالرغم من قرب هذه القوات الإيرانية وعشرات من مليشياتها المدججة على قرب شديد من الحدود السورية ــ الإسرائيلية فأن النظام الإيراني لم يتجرأ لا هو ولا ميليشياته القيام ولوب عملية انتقامية واحدة ضد إسرائيل و ذلك ثأرا لكل هذه الخسائر البشرية والمادية الكبيرةالتي سببتها و تسببهاإسرائيل بين حين وآخر لإيران ..

و السبب أن نظام الملالي في طهران وقم يدركون جيدا ماذا سيترتب على ردهم الانتقامي من صواعق جحيم بركانية كرد إسرائيلي سريع على ذلك ..

هامش ذات صلة :

  • ( إيران تتّهم إسرائيل باغتيال فخري زادة: مغامرة ربع الساعة الأخير

«إسرائيل» في الوقت الضائع: اعتداء أمنيّ في طهران

السبت 28 تشرين الثاني 2020

  • طهران، على لسان مسؤوليها، بأن «يدفع الصهاينة ثمن الاغتيال» (أ ف ب )
    تُغامر تل أبيب، ومِن خلفها واشنطن، في ربع الساعة الأخير. يسابق الطرفان الزمن الذي بات لا يتجاوز شهرين يفصلان عن موعد تنصيب جو بايدن، من أجل إرساء أمر واقع يصعب على أحد تجاوزه. بعد اغتيال قاسم سليماني باعتباره المسؤول عن دور إيران الإقليمي، وعملية التخريب التي طالت مفاعل «نطنز» النووي، جاء الدور على آخر ملفّات الاشتباك، والمتمثّل في برنامج الصواريخ الإيرانية، من خلال قتل الرجل الذي يوصف بأنه «أحد أهمّ النخب العلمية المسؤولة عن الصناعات الدفاعية في البلاد». عمليةٌ ربّما تمثّل نموذجاً من الضربات التي توعّدت بها إدارة دونالد ترامب في آخر أيّامها، فاتحةً، بتنفيذها إيّاها، الباب على سيناريوات خطيرة، خصوصاً في ظلّ توعّد إيران بالانتقام من كلّ مَن قرّر وخطّط ونفّذ.بعد وقت ليس بالقليل على تضارب الأنباء الواردة من طهران حول مصير العالم الإيراني، محسن فخري زاده، خرجت وزارة الدفاع لتقطع الشكّ باليقين، وتُعلن عبر بيانٍ لها أن «رئيس مركز الأبحاث العلمية في الوزارة محسن فخري زاده استشهد في هجوم إرهابي مسلح»، مؤكدة «فشل محاولات إنقاذ حياته»، فيما أفادت وكالة «تسنيم» بأن «فخري زاده فارق الحياة بعد نقله إلى المستشفى إثر إصابته بجروح خطيرة ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ».

المصدر