كيات السمك تسحب البساط من تجار الأسواق التقليديين

304

بغداد/ حسين حاتم

بسيارته المملوءة بالماء والسمك الحي، اعتاد علي داود ان يوقظ زبائنه عبر مكبر صوت صغير مثبت بطريقة مبعثرة على زجاج سيارته الامامي.

وتعتبر مهنة بيع السمك من المهن القديمة في العاصمة بغداد، إذ يرث اغلب العاملين فيها المهنة عن آبائهم واجدادهم.

ويقول داود لـ(المدى) ان “الثروة السمكية عمل اجدادي منذ سنين طويلة… منذ الطفولة وانا اعمل مع والدي في بيع الأسماك”.

اعتاد علي واخوه على مرافقة ابيهم كل يوم من ساعات الفجر الى “علوة الرشيد” ــ أحد الاماكن المخصصة لبيع السمك بالجملة ــ لشراء السمك، ثم يقسمون ما اشتروه على قسمين؛ الاول من حصة الاب الذي يبيعه في السوق الشعبي وهو المكان التقليدي للبيع، فيما يضع الاخوان حصتهما في حوض صمماه داخل سيارتهما ليبيعاه وسط الازقة.

ويقول علي داود ان الذهاب الى “بورصة السمك” فجرا يمكنني من شراء السمك الافضل والاجود.

اعتاد والد داود على بسطيته الصغيرة في السوق وهو لا يرغب في مغادرتها رغم تراجع البيع ــ بحسب ابنه ــ الذي يقول إن “شغلي (عملي) في السيارة افضل، كون لا يوجد منافسين مثل ما موجود في الأسواق”.

ويعتاد سكان بغداد على تناول وجبة السمك ظهر كل يوم جمعة، وهذا تقليد متعارف عليه منذ سنوات.

ويختم داود كلامه قائلا ان “البيع جيد في يوم الجمعة حيث يتزايد الطلب بشكل كبير”.

وداخل السوق الشعبي، ينشغل ابو عقيل ــ كما يحب ان يكنى ــ بتقطيع السمك لزبائنه، ويقول لـ(المدى) انه يعمل “في هذا المجال منذ حوالي 13 سنة”.

ويضيف تاجر السمك ان “السمك الموجود في الاسواق نوعان؛ أما سمك من الشط، أو سمك الاحواض (الكاريبي)”.

وتخرج من القسمين انواع متعددة من الاسماك منها: فسكر، وحمام، وتونه، وعروسة البحر، وشانك، وزبيدي، وروبيان، وشبوط، وغريبة، وسلفر، وسمتي، وغيرها.

والسمك الكاريبي هو الشائع في السوق لانخفاض سعره الذي يتراوح بين اربعة آلاف وخمسة آلاف، وهو سعر غير ثابت اذ ارتفع مع أزمة كورونا قليلا.

ويقول المتبضع قاسم احمد إن “سمك الكاريبي المفضل لدى العائلة وسعره مناسب، ولا نفضل السمك المستورد الذي يبقى بالبرادات مدة طويلة او يكون مجففًا”.

ويضيف في حديث مع (المدى): “هذا عدل نشوفه بعيونّه”، ويلفت الى انه يشتري السمك كل يوم جمعة من السوق “ونسكفه بالبيت على الحطب بحضور العائلة”.

وتشتهر بغداد ايضا بمحال الشواء او ما يعرف عاميا بمحلات “المسكوف” أو سكف السمك، وهي محال مختصة بشواء السمك على الحطب.

ويقول صاحب “محل المسكوف” ابو علي، “سعر السكف 3 آلاف للسمكة الواحدة، سواء اشتراها الزبون من داخل المحل، او يحضرها الناس من السوق”.

المصدر