في تناقض واضح مع شعاراته التي ظل يرفعها ويدعيها طوال الـ 30 سنة الماضية ، والداعي “ظاهرياً” الى التحرر والاستقلال ، وتغريره بآلاف الشباب الكورد بهذه الشعارات البراقة ، عبر زجهم في اتون صراع مستمر طوال هذه الأعوام أضاع بوصلته برأي معظم المراقبين ، كرر قيادي بارز في حزب العمال الكوردستاني PKK دعوته للكورد لـ”التحرر” من ما سماها بـ “عقلية الدولة القومية الضيقة” ، مطالباً إياهم بالشروع في تطوير إدارة “العيش المشترك بين الشعوب والوحدة الديمقراطية”.
عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكوردستاني PKK دوران كالكان (وهو تركي الاصل) ، أشاد في تصريحات لوسائل اعلام تابعة لحزبه ، بالاتفاق الذي وقعه مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا (إدارة PYD) مع حزب “الإدارة الشعبية” ، معتبراً ذلك “دليلاً على صحة تطوير الاتفاقيات ” حسب تعبيره.
ومضى القيادي في PKK دوران كالكان ، بالقول أن كل من حركة المجتمع الديمقراطي وحزب الاتحاد الديمقراطي ومجلس سوريا الديمقراطية تستطيع تطوير علاقاتها مع باقي الأطراف في المنطقة.
معتبراً ، ان مثل هذه العلاقات مهمة جداً في الشرق الأوسط الجديد، قائلاً ان “المفهوم القوموي” سبب الدمار للشرق الأوسط القديم .
ودعا كالكان الى “التحرر” من عقلية “الدولة القومية الضيقة ” ، و الشروع بتطوير “إدارة العيش المشترك بين الشعوب، والوحدة الديمقراطية “.
و اشار كالكان ، الى الوضع في مدينة شنكال(سنجار)الذي يتحالف حزبه مع ميليشيات الحشد الشعبي هناك ويفرض تواجده في هذه المنطقة رغم مطالبات السكان منهم بإخلاءها للتمهيد لعودة النازحين ولدرء القصف التركي المستمرعليها ، قائلاً ، “هناك مخططات ومؤامرات مختلفة ضد شنكال، ونأمل أن لا تقع الإدارة العراقية في ورطة تلك المخططات” ، مشدداً على بقاءهم في شنكال ومبدياً دعمه لما سماها “الإدارة الديمقراطية المشكلة من قبل أبنائها” قائلاً ان هذا “سوف يقوّي العراق” وفق قوله .
والمعروف ان الايزيديين خرجوا مؤخراً في تظاهرات في منطقة شنكال مطالبين مسلحي حزب العمال الكوردستاني بالخروج من المنطقة ومعرفة مصير ابناءهم الذين خطفهم الحزب والحقهم بقواته في قنديل.
وكان كالكان هذا نفسه قد صرح في عام 2017 ، ابان استفتاء الاستقلال في إقليم كوردستان ، بأنه لا يحق لاحد ان يقوم بتقسيم دول تركيا وايران والعراق وسوريا ” لاننا نحن (PKK ) نحمى دولة شعوب الشرق الاوسط ، ونسعى الى بناء دولة الشعوب الديمقراطية في هذه الدول الأربعة” .
مضيفاً ، بأن ” الكورد سيكونون نسيج هذه الدولة الديمقراطية ، ولهذا لا يحق للكورد ان يطالبوا بدولتهم المستقلة . ولا يجوز ان يبني شعوب الشرق الاوسط دولا قومية لهم .وان المطالبة بالدولة القومية خطا ستراتيجي” .
مشدداً ” لهذا نحن ضد الدولة الكوردية نحمى دولة العراق وتركيا وايران وسورية . ونحن نسعى الى تغيير هوية هذه الدول لتحويلها الى دولة الامة الديمقراطية” .