غرامة وكمامة

365

عبد الهادي مهودر

حوادث مثيرة جرت على هامش حظر التجوال الوقائي، بدأت بفرض الغرامات على المخالفين لارتداء الكمامة ونفذت بحق عدد من المواطنين لكن التركيز وقع على (جاسم) من دون غيره لدلالات الاسم لمواطن بسيط تم ضبط مخالفته بأقصى سرعة من قبل المفارز المختصة، وقورن بالحيتان والفاسدين الكبار الذين يمر وقت طويل جداً قبل أن تطولهم يد العدالة، دفع ( جاسم ) غرامته الفورية وانصرف مقراً بمخالفته ولم ينبس ببنت شفة وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورة لوصل الغرامة باسمه الثلاثي الصريح وكأن ( المگرود ) فائز بجائزة يانصيب، وكم تمنيت لو ان المفرزة طيبت خاطره وأهدته مع بقية المخالفين علبة كمامات مقابل المخالفة كمبادرة ودية ما دام الهدف توجيهياً وليس بدافع الانتقام من (ابو نصيف)، بينما أقدم مواطن من اهالي محافظة كركوك على احراق سيارته الشخصية احتجاجاً على ايقافه وتغريمه في ردة فعل انفعالية غير متوقعة، مبرراً ذلك بتوجهه الى المستشفى للعلاج من دون تفهم من المفرزة لوضعه الصحي حسب قوله، كان ينقصه شيء من الهدوء وينقص المفرزة بعض الرحمة والتقدير لوضعه الصحي الاستثنائي بكلمة طيبة، والمصيبة انه عاد بلا سيارة ولا مصرف يومي، اما أشد الغرامات فوقعت بحق موكب زفاف خرَق الحظر بمدينة الحرية وبلغت خمسة ملايين دينار، ربما بمقدار المهر الحاضر، وهو أول عريس تصيبه كورونا في جيبه وليس بجهازه التنفسي، والحمد لله، وسيتذكر هذه الحادثة كلما احتفل بمرور عام على عيد زواجه وسيحتفظ بالبيانات الرسمية الصادرة عن غرامته في (البوم) خاص مع صور عرسه الذي (طش بالولاية ) بعد بيان خلية الاعلام الأمني وهو ايضا اول بيانات الخلية عن حفل زفاف بدل بيانات الحرب والكاتيوشا، وليت كل بياناتها افراح وانتصارات، وبقيت فئة العاملين بأجور يومية في المهن الحرة والقطاع الخاص هي الأكثر تضررا من تعليمات منع التجوال، فلا توجد حتى اليوم حلول وبدائل لهذه الشريحة الأسرع تضرراً اذا استمر الحظر لأيام متتالية، وكان بالإمكان أن يدفع أرباب العمل اجورا رمزية لتمشية امورهم كجزء من حقهم ومن التكافل الاجتماعي او منحهم قرضاً الى حين ميسرة اذا كان ارباب العمل يخشون ربهم، خلافا للموظف الحكومي الضامن لمرتبه الشهري المعترف به في الموازنة العامة التي يؤمل اقرارها هذا الاسبوع. واذا كانت نسبة الالتزام بحظر التجوال جيدة في مركز العاصمة والمناطق الراقية، فنسبة الالتزام منخفضة جدا في المناطق الشعبية، وارتفاع نسب الاصابات فيها دليل على تقاربهم الشديد كالبنيان المرصوص في بيوت تضيق بساكنيها وتعاني من كثافة سكانية ونقص في الاوكسجين لا يمكن معها احتمال البقاء في البيوت وقتاً طويلاً، اضافة الى ان حدائق المنازل الخضراء موجودة فقط في أحلام ساكنيها وخيالهم الواسع ودفاتر الرسم لأطفالهم الذين أنهوا فصل التعليم الالكتروني عن بعد والبعد عن التعليم بنجاح ساحق.

المصدر