بغداد/ حسين حاتم
بالرغم من استمرار جائحة كورونا واعلان الموقف الوبائي يوميا من قبل وزارة الصحة الا أن الالتزام بالإجراءات الوقائية اصبح شبه معدوم. وتعايش الناس بصورة طبيعية مع الوباء بلا كفوف وكمامات، وباتت المستلزمات الوقائية تتكدس في المذاخر والصيدليات بشكل مختلف عما كانت عليه قبل ثمانية اشهر.
الصيدلانية زهراء حسين تقول لـ(المدى): “في بداية الجائحة كان التزام الناس بنسبة 85% من حيث لبس الكمامة والكفوف واستخدام المعقمات. وكان المعقم لا يفارق جيوب الناس”. وتضيف الصيدلانية أن “الاقبال الاكبر كان على الكمامات حيث وصل سعر العلبة الواحد الى 15 الف دينار”، مشيرة الى أن “سعر العلبة حاليا 2500 دينار الى 3000 دينار”. وتعزو حسين سبب انخفاض اسعار المستلزمات الوقائية الى ان “الناس بدأت تتعايش مع الفايروس وكأنما هي انفلاونزا عادية”.
تلفت الصيدلانية الى أن “نسبة الالتزام بالإجراءات الوقائية في الأشهر الاربعة الاخيرة اقل من 25%”.
وتتابع حسين أن “اكثر الناس الذين يرتادون الصيدلية عند رؤيتهم لي مرتدية الكمامة يضحكون باستغراب قائلين (وين اكو كورونا بعد، كورونا راحت وانتهت) اي لا وجود للوباء بعد”. وتكمل الصيدلانية حديثها قائلة: “دخل احد الاشخاص الى الصيدلية وبيده تقرير (المسحة) وهو بدون كمامة، وعند اعطائه الكمامة رفض قائلا هي (حالها حال الفلاونزة بالبرتقال والشمس تروح) ولم يأخذ العلاج كاملا سوى الفيتامينات”، مضيفة أن “هناك استخفافا بالوباء بشكل غير طبيعي، الناس لم تع خطورته بعد”، مشيرة الى أن “الذي يصاب مرة يمكن ان يصاب مرة ثانية وثالثة، اصبت مرتين عندما كنت اشرف على ردهات العزل في مستشفى ابن الخطيب، والثانية في الصيدلية كون مناعتي ضعيفة جدا”. بدوره يقول علي سعدون الذي يعمل في أحد مذاخر الادوية، إن “سعر علبة الكمامات قبل كورونا كان بـ1500 دينار وعلبة الكفوف بـ 1000 دينار لكن في ظل ازمة كورونا، بعد شهر آذار تقريبا ارتفعت الاسعار بشكل خيالي بسبب كثرة الطلب على المستلزمات الوقائية”. ويضيف سعدون في حديثه لـ(المدى) أن “علبة الكمامات وصلت لـ10 آلاف بسعر الجملة والكفوف كذلك”. ويشير سعدون الى أن “هناك الكثير ممن استغل الازمة ولم يلتزم بتسعيرة محددة. كان همهم جني الارباح فقط”، لافتا الى أن “المذخر لا يبيع للمواطن العادي الا للصيدليات”. ويردف سعدون أن “الاقبال على المواد المعقمة قل بنسبة كبيرة جدا بعد قيام الحكومة بفتح حظر التجوال وتعايش الناس مع الفايروس”. ويقول سعدون “اذا كانت المادة بـ250 دينار مثلا تصل للمكتب بـ500 دينار ومن ثم تصل للمذخر بـ1000 دينار وللمواطن بـ2000 دينار”. الى ذلك يقول كرار صبيح لـ(المدى) “عندما اضع الكمامة تنظر إلي الناس باستغراب كأني (ارهابي)”. ويضيف أن “التعايش مع الفايروس يتطلب الالتزام بالوقاية، الا أن اكثر من 75% من الناس غير مكترثين للوباء وهذه كارثة كبيرة”.