وقال ولات بكر في حديث إن «عداء PKK لإقليم كوردستان ليس وليد اليوم أو اللحظة، إنما نابع من أفكار ونهج الحزب، حيث جاء على لسان زعيم الحزب عبد الله أوجلان في لقاء مع مجلة لبنانية عام ١٩٩٨، أن (الكيان الكوردي في شمال العراق هو خنجرٌ مسموم في خاصرتنا وخاصرة إيران وتركيا والأمة العربية)» .
وأضاف بكر «انطلاقاً من هذه المقولة، فقد اعتبر الحزب الإقليم هدفاً له، وهذا ما نتابعه في إعلام الحزب، فرغم الاعتراف الدولي بالإقليم إلا أنه يستخدم مصطلح (شمال العراق)، ناهيك عن العمل لزعزعة الأمن والاستقرار الذي يتمتع به الإقليم، حيث أعلن الإقليم قبل أيام عن اعتقال شبكة مرتبطة بالحزب تعمل على ضرب أمن كوردستان».
وتابع «بعد فشل الحزب في هذه المحاولة، لجأ لتفجير أنبوب النفط، حيثُ مصدر قوت الشعب، وهذا لا يمكن إدراجه إلا في إطار الأعمال التخريبية التي انتهجها الحزب نحو الإقليم منذ تأسيسه».
ماذا يفعل PKK في إقليم كوردستان؟
وقال الصحفي الكوردي: «بعد أن فقد الحزب حاضنته الشعبية في شمالي كوردستان (جنوب شرق تركيا)، وخروج جميع مقاتليه من الأراضي التركية، يحاول الحزب أن يأخذ دوراً في الإقليم يُساعده على الاستمرار ويكون مصدر تمويله من خلال السيطرة على مقدرات المناطق الواقعة تحت سيطرته، في وقت كان الأجدر به شكر الإقليم على حُسن الضيافة والاستقبال ومحاولات الإقليم لإنجاح عملية السلام مع تركيا ويكون لـ PKK دور في العملية السياسية التي ستعقبُ السلام المفترض».
وأوضح بكر، أنه «بهذه الممارسات يحاول الحزب جر إقليم كوردستان لحرب لن يستفيد منها إلا أعداء الشعب الكوردي».
من يقف خلف PKK؟
وقال ولات بكر: «للإجابة على سؤال من يقف وراء الحزب، علينا أن نعرف من هو المُتضرر من الاتفاق الموقع بخصوص شنگال بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية»، مؤكداً أن «المُتضرر بالدرجة الأولى هو الحشد الشعبي ومن خلفِه إيران التي لا تترك فرصة للنيل من الإقليم».
وأردف بكر قائلاً: «بالنظر لممارسات الحزب المُعادية لنجاحات الإقليم وتطوره على جميع الأصعدة واستهدافه بشكل مستمر، نستنتج أنَّ أعداء الكورد هم من يقفون وراء الحزب، خاصةً بعد الاتفاق المُبرم بخصوص شنگال، كما ذكرنا، هذا الاتفاق استهدف بالدرجة الأولى الحشد الشعبي والميلشيات الأخرى، وتجنباً لأية مشاكل مع الإقليم دفعوا بـ PKK للواجهة بهدف خلق اقتتال كوردي – كوردي، وهذا ما لن يَنجر إليه الإقليم، فالأخير يُدرك ماهية الحزب وداعمه».
ولات بكر
ماذا قدم PKK للكورد في شمالي كوردستان؟
وأكد بكر، أنه «خلال ٣٠ عاماً غيّر الحزب شعاره من تحرير وتوحيد كوردستان كدولة قومية، إلى شعارات وأهداف طوباوية (خيالية) مثل الأمة الديمقراطية»، مشيراً إلى أن «هذا التغير الجذري ومحاربته للدولة القومية يقودنا لاستنتاج أن الاستراتيجية المتبعة من قبل PKK كانت خاطئة، والخطأ لا ينتج شيئاً، وبالتالي يمكن القول أنه لم يقدم لشمالي كوردستان أي شيء».
وبيّن بكر، أنه «على الصعيد العسكري، وبالرغم من آلاف الشهداء، لا يوجد حتى الآن متر مربع واحد من أراضي شمالي كوردستان تحت سيطرة PKK»، مشيراً إلى أن «نضالهم وكفاحهم كان مسوغاً لتركيا لتهجير وحرق أكثر من أربعة آلاف قرية منذ ثمانينات القرن الماضي، فضلاً عن فشل الحزب سياسياً من خلال حزب الشعوب الديمقراطي لإعادة السكان الأصليين لمناطقهم، وفشل أيضاً في إيجاد خارطة طريق لحل القضية الكوردية في تركيا، بل على العكس، هناك عشرات البرلمانيبن في السجون، على رأسهم صلاح الدين دميرتاش، ولم يقم الحزب بأي ردة فعل لا سياسياً ولا عسكرياً على التصرفات التركية، وبذلك أصبحت تركيا دولة آمنة نتيجة توقف الحزب عن القيام بعملياته العسكرية، وبالكاد نسمع بين فترة وأخرى عن عملية للحزب داخل تركيا».
وأضاف «بعد نضال دام أربعين عاماً، نرى أن الحزب لم يعد قادراً على الدفاع عن نفسه حتى خارج حدود الدولة التركية، فجميع المقاتلين خارج تركيا الآن، وتستخدمهم تركيا ذريعة وسبباً للسيطرة على مناطق كوردية خارج حدودها، كما في المناطق الكوردية في سوريا أو في إقليم كوردستان».
ماذا قدم PKK لغربي كوردستان؟
وقال الإعلامي الكوردي، إن «بمجرد الحديث عن المناطق الكوردية، نرى أنها تُعاني الويلات جراء سيطرة الفصائل المتشددة المدعومة من تركيا، ناهيك أن مصير المناطق الأخرى مهدد في ظل وجود تهديدات شبه يومية من تركيا باجتياح المنطقة بسبب وجود عناصر PKK، ورغم التضحيات التي قدمها أبناء غربي كوردستان، فالمنطقة ما زالت على صفيح ساخن من اللهب».
وأشار بكر إلى أنه « تربوياً، ورغم إيجابية التدريس باللغة الكوردية، نجد أن هذا المنهاج يفتقد للموضوعية، وعلى العكس، فهو منهاج مؤدلج يفتقد لأبسط المقومات، زد على ذلك عدم وجود أي اعتراف من أي جهة دولية بهذا المنهاج ولا بشهاداتهم».
وأكد أن «PKK فشل سياسياً في تسويق حزب الاتحاد الديمقراطي PYD حتى الآن باعتباره حزباً كوردياً سورياً، بل فشل الحزب حتى في انتزاع اعتراف بقوته العسكرية كقوة تحارب الإرهاب إلى جانب التحالف الدولي، وهذا إن دل على شيء يدل على أن الحزب انخرط في التحالف بموجب عقد محدد بزمانٍ محدد حدده التحالف لمحاربة داعش، وكان ترامب واضحاً في هذا الأمر أثناء اجتياح تركيا لسرى كانيه (رأس العين) وكرى سبي (تل أبيض)».
كما لفت بكر، إلى «غياب الحضور الدبلوماسي لـ PYD على المستوى السوري أو الدولي، والدليل هو عدم وجود أي ممثلين لهم في المحافل الخاصة بسوريا كاجتماعات جنيف واللجنة الدستورية، إضافة إلى ذلك، الانتهاكات التي تحصل بشكل يومي وتؤدي إلى هجرة الآلاف من أبناء غربي كوردستان إلى الخارج»، مشدداً على أن «هذا سيؤثر بشكل سلبي على ديموغرافية المناطق الكوردية، وخيرُ دليل على ذلك هو أن نسبة العرب المقيمين في قامشلو أكبر بكثير مما كان عليه قبل الثورة السورية».
وقال الإعلامي الكوردي: «بعملية حسابية بسيطة، نصل لنتيجة أن المناطق الكوردية مهددة ولا نعرف مصيرها، وهذا ما أكده الاتفاق الأمريكي – التركي، والروسي – التركي الذي نص بشكل واضح وصريح على إخراج العناصر والأحزاب المرتبطة بـ PKK لمسافة ٣٠ كيلو متر، وبالتالي اتفاق الدول المعنية بالملف السوري على الإدارة الذاتية، كما أنه ليس هناك اعتراف سياسي بالإدارة الذاتية لا داخلياً ولا دولياً».
وشدد على أن «عدم وجود اعتراف رسمي بالإدارة الذاتية يعني أن مستقبلها سيبقى مجهولاً أيضاً، وبالتالي يمكننا القول، إن سلبيات حزب العمال الكوردستاني أكثر من إيجابياته في غربي كوردستان».
وختم ولات بكر حديثه قائلاً: «كان على PKK أن يحذو حذو الحزب الديمقراطي الكوردستاني-إيران بإبعاد الإقليم الكوردي الوحيد والناشئ عن مشاكله مع الدول الإقليمية، وكان من المفروض ألا يجعل نفسه مسوغاً لتركيا لاجتياح الإقليم، فهذا الحزب هو شماعة تركيا للسيطرة والتمدد، ولذلك عليه أن يُغير استراتيجيته في التعامل مع الوضع الراهن. وخير ما يمكن أن يفعله الحزب هو أن يغادر الإقليم للمكان الذي تأسس لأجله ويناضل كما يشاء دون أن يتدخل في شؤون شعب كوردستان في الأجزاء الأخرى، فأهل مكة أدرى بشعابها».