ستقع ألكارثة!

102

أخوتي الأعزاء ؛ خصوصاً الذين تساءَلوا عن أشياء بيّنـاها:
إلى كلّ عراقي شريف لم تدنس لقمته بآلمال الحرام إن وجد:
سلام عليكم أولاً .. و أما بعد ثانياً .. و بإختصــار مفيد ثالثـاً:

– هل تعلمون بأنّ العراق فقد إئتمانه المالي و للأبد بسبب ألسياسات الجاهليّة الطائشة لرؤوساء الحكومة و الجمهورية و البرلمان و القضاء !؟
تلك السياسة التي نبّهنا عنها إمام الكون الأمام عليّ(ع) قبل 1400 سنة, لكن و بسبب الدّين ألمؤدلج الذي سيطر على عقول المتصدين المتحاصصين لأموال الفقراء و المساكين و أكثرية الشعب ؛ فقد حلّت بنا المصيبة و الكارثة العظمى التي نبهتهم عليها مراراً و تكراراً, لكن و بسبب الامية الفكريّة التي ميّزت الأحزاب المتحاصصة – لا أستثني منها أحداً – و تركيزهم على الربح السريع و الرّاتب السريع فقد حطموا كلّ شيئ بما فيها منهج الأمام عليّ و الصّدر المظلوم و كلّ شهيد ضُرّج بدمه في شوارع و زنازين البعث الهجين لإقامة العدالة و حدود الأسلام بدل حدود النهب و التحاصص و الرواتب و القصور و المال الحرام!

يقول الأمام عليّ:
[زوال الدول بأربعة؛ تقديم الأراذل و تأخير الأفاضل و ترك الأصول و العمـل بآلتكبر].
و قال الأمام عليّ (ع): في ما يوجب زوال الدولة: [زوال الدول بإصطناع السفل](1).
و يقول الأمام الرّضا(ع) عن جدّه(ص): [ما ولّت أمّة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا](2).

– هل تعلمون بأنّ العرق مدين بأكثر من 300 مليار دولار يعني لو أرادت ان تتحرر من الفساد و الديون على العراق؛ هو أن يصوم الشعب خمس سنوات و هذا مستحيل إطلاقاً!؟

– هل تعلم بأن الناس في العراق يعيشون على الرواتب فقط لا إنتاج عملي ولا علمي ولا حتى خدميّ!؟

– هل تعلم بأن الدّينار العراقي سقط في سوق العملات و أصبح يساوي تقريباً 1450 للدولار يعني رجع مثلما كان زمن المقبور!؟

– هل تعلم بأن أشهر معدودات سينتهي كل شيئ لأن العراق لا يمتلك لا قدرة مالية ولا إقتصادية بسبب قادة الأحزاب المجرمين الذين علموا الناس على النهب و السلب و الرواتب الحرام!؟

– هل تعلم بأن المتحاصصين يخافون من أي عالم أو فيلسوف يتقدم لأنهم يعلمون بأنه سيجري على يديه حكم الله؛ مما يعني محاكمتهم و مصادرة أموالهم الحرام التي جمعوها من قوت الفقراء و الأرامل و الثكالى!؟

– هل تعلم بأن صندوق النقد الدولي و البنك العالمي سحب ثقته من العراق كلياً و لم يعد يعطيه حتى الديون و كما تبين في المعاملة الأخيرة التي طالب بها العراق بحدود 34 مليار دولار لكنها رفضت .. فأضطرت الحكومة من أجل تسديد ديونها أن تقترض من البنك المركزي العراقي .. يعني عملية (مداور كيس) مثلما يسمونه بأسواقنا المحلية, يعني ستعتمد على صكوك كدين يؤخذ من المواطن بآلنتيجة لأشعار آخر برعاية البنك المركزي, و هم أساسا لا يملكون رصيد يغطيه سوى النفط الذي لا يعلم أحداً بمصيره و سعر برميله!؟

إخوتي المظلومين بسبب الجهل و الجشع التحاصصي: هؤلاء القادة الدّجالون الفاسدون؛ قد وجهوا طلقة الرحمة للعراق بتكبرهم و عنادهم بآلاستمرار في الجهل و بإرادة نفوسهم الشهوانية المغطاة بلباس الدين التقليدي . بسبب فقدان الوعي و الأيمان الحقيقي بآلله.

لأن الدين في العراق و بآلأخص في دعاة اليوم الحاكمين و أهل الرواتب هو: مجرد دين تقليد و شكلي و طقوس موسمية و صلاة ترقيعية لا روح ولا مصداق فيها, لهذا أغلقوا أبواب الحكمة في نفوسهم, بحيث عادوا حتى القراءة, سوى الأخبار التي تتعلق بلقمتهم و رواتبهم, بينما (القراءة) هي المرحلة الأولى في مدارج المعرفة السبعة, و التي يفترض بكل داعية حقيقي و كما حدّدناه أن يصل المرتبة الوسطى على الأقل في مدارجها, و هي (التفكير و فلسفة الأمور) بشرطها و شروطها.

لهذا البلاء الكبير قد حلّ و أتى بسببهم, و قد يُختم كل شيئ بهجوم عسكري ظالم آخر لقتل الشعب كله بوسائل مختلفة منها صحية و إجتماعية و إقتصادية ووو و بآلمقابل هروب المتحاصصين إلى مقراتهم الأم و مهنهم الاصلية كجواسيس أراذل و شحاذيين للندن و أمريكا و دول أخرى قريبة من العراق.

و الله يستر من تلك العواقب الوخيمة و الكوارث العظيمة بسبب الجهل و الغرور و التكبر و لقمة الحرام التي هي علّة العلل في مأساتنا و هذه النهاية السوداء التي نبهتُ المتحاصصين عليها منذ زمن الملعون الجعفري و المالكي و أعضاء حزبه و حكومته و و وزيره الخاص السيد صولاغ كَبر الذي أقسم على أن يبقى في أعماق الجهل سابحاً و المالكي ما ملَّ يُبخخ له منذ أوّل إفتتاحية للقروض قام بها بعد حصوله على دين من البنك الدّولي بمقدار مليار و 800 مليون دولار عام 2008م .. و عندما جاء العبادي بمؤآمرة من بعده؛ أنكر عليهم تلك الفعال .. طبعا من دون أن يشير للمصدر بقصدٍ .. ليسجل القضية بإسمه متعمداً و يضرب بنفس الوقت تيار الحكيم مُتقصداً و يظهر نفسه و حزبه كعالم و مفكر .. و هكذا إستمر النفاق و الفساد لعدم فهمه و من يحيط به كما مَنْ سبقه و لحقه بأصول و أهداف و سياسيات القروض و الفوارق الحقوقية و الطبقية, و الغريب أن العبادي بدأ يُنادي بجهلٍ واضح و بقوة بسبب الأمية الفكرية طبعاً؛ ينادي بضروة بل وجوب الأنتماء كعضو في مؤتمر (دافوس) التي هي علّة العلل في هيمنة (المنظمة الأقتصادية) التي تحكم العالم!

خلاصة الكلام: ألتّكبر بجانب الجّهل الذي عمقه الأراذل؛ هو الذي أسقط العراق و أوصله للحضيض .. و الأمل الوحيد الباقي هو ظهور الأمام الحجة(ع), و هو قريب إن شاء الله .. فلا تيأسوا يا أيها الكونيون.
حتى و إن فقد المجتمع وعيه بوعي و بدراية و كما تشهدون!؟

لكن لا محيص ولا خلاص أيّها “الدّعاة” من المآسي و توقعوا تكرار المحن و كما وقع زمن صدام و إن إختلفت العناوين و الشعارات, و لهذا عليكم بدراسة أسباب السقوط السريع لصدام و أوّلها؛ إبتعاد و كره و إنتفاضة الشعب ضد النظام ..

و كما قالوا: هكذا كان العراق و سيبقى تحكمه آلدكتاتوريات و العصابات و الأحزاب .. لعلّه القدر أو شيء أكبر من ذلك؛ و من الاستحالة أن نجد له تفسيراً منطقياً لأنّ ما يحدث على ارض العراق منذ بدء الخليقة و حتى الان عصيٌّ على الفهم و التفسير، فقد مرّت على أرض السواد الذي “صُخّم” اليوم كما كل الأيام و الأزمان؛ موجات من البشر و الاقوام و الأحزاب و شُيّدت “حضارات” عريقة لكنها جميعاً آلت الى الخراب لأنها شُيّدت على جماجم الفقراء و عرق الكادحين و فكر الفلاسفة المظلومين لمنافع الرؤوساء و آلحاكمين و كما تكرّر اليوم ..

و يتساءَل أنصاف المثقفين و معهم البسطاء بعد ما شهدوا بوادر المحن الأكبر القادمة بقولهم؛
أيّة لعنة هذه قد حلّت بنا و ببلادنا!؟

و آلجّواب .. بعيداً عن التفسيرات الميتافيزيقة و الاساطير اللامنطقية و بكل وضوح و بيّنة ؛ يتحمل انسان هذه الارض وزر ما حل به بسبب الفساد و العمل بغير دين الله؛ بدين الأحزاب و دين العشائر و دين المرجعيّات المختلفة ..
ولعلّ .. بل يقيناً: كان أوّلهم سيّدنا آدم الذي تحمّل إثم الخطيئة الأساسية .. فأرغمه الله على الهبوط من الجنة الى أرض العراق ، فكان هو العراقي الاوّل الذي يتحمّل الخطيئة الأولى الممتدة حتى يومنا هذا و المشتكى لله!

ثم قتل قابيل لهابيل بلا رحمة ليسجل الأول و ببراعة أوّل جريمة قتل للنوع البشري بسبب جشعه و خبث سريرته و ربما بدافع الجنس كمحرك لكل تلك الجريمة، بينما كان دافع الجريمة الأولى تعود لوالديه؛ لغواية حواء و شهوة البطن, و إنا لله و إنا إليه راجعون ..

ختاماً: أعوذ و أكرّر على كل الاحزاب و المليشيات المتحاصصة: [أنتم و منذ الأيام الأولى بعد السقوط؛ في خطر كبير و هذا الخطر قد وضع العراق بجميع مكوناته على نار حاميّة أشعلتموها بجهلكم و تكبركم و جشعكم و حصاركم على المفكرين و الفلاسفة لذلك ستحترقون جميعاً : ما لم تتوبوا و تُرجعوا الأموال التي نهبتموها قبل فوات الفرصة الأخيرة وهي ترليون و ربع ترليون دولار بآلأرقام و العناوين و هذه البداية التي تكسبون بها ودّ معظم الشعب الغاضب عليكم, يضاف لها قطع رواتب البيشمركات من البصرة صعوداً حتى كردستان التي وحدها تستطيع و بقوة “أعمامنا” من دحركم في ليلة و ضحاها و قد تفعل ذلك في الوقت المناسب .. و المشتكى لله.
العارف الحكيم عزيز حميد مجيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) غرر الحكم: (5106 – 5107).
(2) بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ١٠ – الصفحة 143.

المصدر