بقلم صبيح الكعبي
(الكل فينا اما امير او اسير ..لا حل عندنا ….فأما كبير او حقير…في دولة بلا ضمير…يسرق الوزير و يأكل الوزير….و يشبع الوزير …و يسجن الخفير)
الخامس من أبريل يوم الضمير العالمي الذي يحتفل به العالم كل عام ( وسمي يومًا عالميا للضمير) , هل سمعتم بهذا في عراقنا الحبيب ؟؟؟؟؟ العراق نأى بنفسه عن هذه المناسبة ولم يلتفت لها لا رسميا ولا شعبيا باعتباره غير معنيا بها لأنه في الاساس يعيش أزمة الضمير, بعد ان منحوه أجازه مفتوحة ريثما تنجلي غيمة( الفرهود ) ويعود القانون ليحيى من جديد , بعض قادته غيبوه وطْلْقوا القيم والمبادئ الأخلاقية ,لأنها تشكل هوة وانحراف أمام لهاثهم نحو مجد الهوى والتاريخ الزائف وتمسكوا بالمشروع الاموي و ( كلمن أله ).
من السهولة أن تكون صاحب ضمير حي ونظيف وطاهر ونقي تمتلك مفردات الصدق والنقاء في زمن يعج بقائمة أسهل، ومن الصعوبة أن تبيعه بزينة زائلة، ومبلغ زهيد و تستغني عن صاحب، و تنسى قرابة، وتلبس النذالة. والضّمير ليس له وضع دائم مستقرّ , يكون على حالة صاحبه ,مسترخيا، متنطّعا، غبيّا، مخاتلاً، عميلا، أفّاقًا، مترهّلاً، ناعسا، صاحيا، جبانًا، موتورًا، متزلّفًا، جاهلاً، وطنيّا، مستوردًا… , في حالة سكر،, عطالة مثلما نحن فيه الآن، أصابه موت سريريّ, في حالة ضياع، في وضع مخلّ بالآداب.. وأحيانا يكون كنيّة صاحبه ,وهو حاله كحال الضّمير النّحويّ، قد يكون معربا وقد يكون مبنيّا، قد يكون متّصلاً بما نعرف وأحيانا لا نعرف، وقد يكون منفصلا عن الواقع والتّاريخ والمصلحة الحقيقيّة للوطن، وقد يكون مستترا تحرّكه أيادٍ قذرة متآمرة. وهناك نوع آخر لمن يعرفه، اسمه الضمير المنّاعي , واحد من غرائب انعدام الضمير وخيانة الأمانة المتهم مدير الهيئة الوطنية للتقاعد العامة باعترافات نسبة اليه قيامه بإدخال (106) مئة وست آلاف أسم فضائي بالتعاون مع مدير شركة كي كارد الذي القي القبض عليه مؤخرا , يتقاضى الواحد منهم مليون دينار شهريا ( حاميها حراميها ) , لا نستغرب بيع ميناء الفاو وعقود الكهرباء , والمشاريع الوهمية وغيرها الكثير .
نتعطش لأي معلومة تبل الريق وتطمئن القلب والتي تعتمد على مدى جدية أجهزة الدولة في تطهير مؤسساتها من الفساد والفاسدين، وبالتالي فأنا نتشوق للمعلومات الصحيحة ولكن إلى أي اتجاه؟! إلى الأعلى أم إلى المزيد من الحضيض؟!