داعش ينفذ هجومين قرب وادي الشاي تزامناً مع دخول قيادات جديدة إلى العراق

242

بغداد/ تميم الحسن

من المرجح ان يصعد ما تبقى من عناصر تنظيم داعش هجماتهم في البلاد رداً على مقتل زعيمهم في العراق، عبر استغلال بعض الأخطاء العسكرية والسياسية. ومنذ مقتل مايعرف بوالي العراق أبو ياسر العيساوي بضربة جوية نهاية الشهر الماضي، شن التنظيم ثلاث هجمات في محافظتين سبق ان كانتا تحت سيطرته.

وأسفرت الهجمات الاخيرة عن مقتل واصابة 15 من مقاتلي الحشد الشعبي والقوات الامنية بواسطة كمائن وبنادق قنص.

آخر الخروقات الامنية، جرى ليلة الجمعة على السبت في منطقة قريبة من وادي الشاي الواقع جنوب كركوك، وهي نفس المنطقة التي قتل فيها العيساوي.

ويقول مصدر امني في كركوك لـ(المدى) انه “في الليلة الماضية شن تنظيم داعش هجومين على قوة من الشرطة، الاول في داقوق جنوبي كركوك، والثاني في ناحية الرشاد الواقعة في الجنوب الغربي للمحافظة ذاتها”.

واستغل تنظيم داعش غزارة الامطار التي تشهدها البلاد منذ ليلة الجمعة، والانخفاض الشديد لدرجات الحرارة في كركوك، وسقوط ثلوج في بعض مناطقها، لتنفيذ عملياته.

ويضيف المصدر ان “الهجوم على قرية طوق قرب داقوق تم عبر مهاجمة عناصر من داعش نقطة امنية، ما اسفر عن استشهاد عنصر من الشرطة واصابة ثلاثة آخرين”.

السياسة أهم من الأمن!

وداقوق، هي احدى المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل، وتضم خليطا قوميا، وأخيرا بدأت صور زعماء سياسيين وفصائل مسلحة وشخصيات ايرانية مثل قاسم سليماني تنتشر داخلها. وبحسب السكان هناك، فان الاهتمام بالتنافس السياسي في المدينة، يتغلب في كثير من الاحيان على الجانب الأمني.

ويستغل التنظيم المسلح ــ بحسب تقارير امنية ــ الخلاف على النهايات العسكرية بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة مع بقاء الخلاف وعدم الاتفاق على تأمين المنطقة بتعاون الجميع.

وكان التنظيم قد شن هجوما مماثلا في داقوق الشهر الماضي، استهدف قوة تابعة الى الجيش، وأسفر عن مقتل ضابط وجنديين وبالاضاف الى إصابة جندي آخر. وخلال الهجوم ذاته زرع التنظيم عبوة ناسفة في وادي الشاي جنوب قضاء داقوق، استهدفت قوة من اللواء 45 / الجيش العراقي. وأسفر الهجوم عن مقتل الملازم أول نهاد فلاح واثنين من الجنود هما مرتضى جبار وصفاء المرشدي، وإصابة آخر بجروح. وعد الهجوم في ذلك الوقت هو الأول للتنظيم في العام 2021 بعدما شهد العام الماضي زيادة في وتيرة هجماته لاسيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين وديالى التي وصلت حينها الى اكثر من الف هجوم.

وبحسب مواقع الكترونية مرتبطة بتنظيم داعش، فان الاخير نفذ 1329 هجوما خلال عام 2020، اكثرها كان في شهر أيار بـواقع 193 هجوما، ثم نيسان 151 هجوما، واقل شهر بعدد الهجمات كان في نهاية العام بـ75 هجوما. وعقب هجوم ساحة الطيران الذي نفذه انتحاريان الشهر الماضي وتسبب بمقتل واصابة اكثر من 100 شخص، تصاعدت التحذيرات من انتقال الهجمات الى مناطق اخرى.

وبعد أيام قتل داعش وأصاب 11 من الحشد الشعبي في شرق صلاح الدين، فيما الحكومة ردت عبر طيران التحالف بعد ذلك بضرب “وادي الشاي”. وهو القصف الذي أطاح بزعيم داعش في العراق.

داعش ينتقم لزعيمه

ويرى علي الحسيني، القيادي في الحشد في مناطق شمال بغداد في تصريح لـ(المدى)، ان الهجمات هي “رد فعل وثأر لخسارة تنظيم داعش قياداته”. وقال المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة داعش واين ماروتو قبل ايام، إن شركاءهم في العراق وسوريا نفذوا 19 عملية ضد داعش منذ بداية شهر شباط الجاري.

وأضاف ماروتو في تغريدة على تويتر أن شركاءهم استطاعوا “ردع 12 إرهابيّا” من أتباع داعش من ارتكاب “أعمال إرهابية” ضد السكان.

ومنذ ثلاث سنوات على الاقل، ويسكن ما تبقى من تنظيم داعش في وادي الشاي وهو “مثلث وعر” يربط عدة محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى. ومنذ ذلك الوقت كان “العيساوي” الذي اعلنت القوات الامنية قبل اكثر من اسبوع مقتله، قائداً لتلك المنطقة.

ويرجح المصدر الامني ان “الهجوم الأخير في داقوق كان محاولة للتغطية على نقل قيادات من التنظيم الى العراق”. ويعتقد المصدر ان “الهجوم الثاني الذي جرى بعد نحو 7 ساعات من الاول كان بعد اكتمال عملية التهريب”.

ويضيف المصدر ان “الطريق الذي يستخدمه داعش من جنوب كركوك يجب ان يمر على الحويجة ثم الى جبال حمرين”.

ويبلغ طول هذه الجبال حوالي 25-30 كيلومتراً وعمقها 7-8 كيلومترات، وتمتد بين محافظتي صلاح الدين والسليمانية من الشرق والغرب وكركوك وديالى من الجنوب.

ويقول احمد خورشيد، مسؤول في الحشد العشائري في الحويجة جنوب غرب كركوك لـ(المدى) ان “مناطق الحويجة وعرة وفيها الكثير من المبازل والأحراش الكثيفة التي يمكن ان يستخدمها التنظيم للهروب”.

المصدر