جعجع لـ«حزب الله»: كفى تدخلاً سافراً في شؤون دول عربية

661

جعجع وعقيلته لدى وصولهما إلى موقع الاحتفال (القوات البنانية)

عدّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن لبنان يواجه «أزمة وجودية كيانية» تعود في جوهرها إلى الفساد و«التعدي الحاصل على الدولة ودستورها وسيادتها وسلطتها ومؤسساتها وقرارها من دويلة نمت في كنفها وعلى حسابها، مما أدى إلى شللها».
ورأى جعجع، خلال كلمة في ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية» أمس (الأحد)، أنه «لا تغيير يرتجى ولا إصلاحات فعليّة ولا انتخابات نافعة إذا لم يتمّ تحرير قرار الدّولة وسلطتها، وإذا لم يصبح سلاح الدّولة هو السّلاح الوحيد»، موجهاً انتقاداً شديداً إلى السلطة.
وفي حين لفت جعجع إلى أنّ الفساد فاق «كلّ تصوّر في السّنوات الأربع الأخيرة»، قال: «هنالك كلمة سحريّة تختصر أسباب كلّ ما وصلنا إليه؛ وهي (تفاهم مار مخايل) الذي كان (صفقة بين حزبين؛ التيار الوطني الحر وحزب الله) على تأمين مصالحهما الحزبيّة الضّيّقة على حساب لبنان الوطن، لبنان الدّولة، لبنان السّيادة، وعلى حساب اللّبنانيين كشعب وتاريخ ومستقبل».
وتابع جعجع: «بدلاً من أن يدخل (حزب الله) في كنف الدّولة، دخلت الدّولة أكثر فأكثر في كنف (حزب الله)، وتمّ تدمير كلّ فرصة لقيام دولة فعليّة، وازدادت العلاقات بين المجموعات اللّبنانيّة تشنّجاً، ولم يعد أي مبعد من إسرائيل كما كان الوعد، لا بل وصل الأمر إلى حدّ اتّهام بطريرك الجمهوريّة (بشارة الراعي) بالعمالة لإسرائيل، ووقع لبنان في عزلة عربيّة ودوليّة غير مسبوقة».
وتوجه جعجع إلى «حزب الله»، قائلاً: «آن الأوان لإجراء مراجعة للسّياسات والخيارات»، وإنه «على (حزب الله) أن يسلم قرار الحرب والسّلم للدّولة، ويكف عن تدخّلاته الخارجيّة السّافرة غير المبرّرة في شؤون وشجون أكثر من دولة عربيّة».
وتطرّق جعجع إلى انفجار بيروت، عادّاً أن «ما نجم عنه في لحظات يفوق بدرجات ودرجات ما نجم عن الحرب في سنوات وسنوات» وأنّ «هذه الجريمة لن تمرّ من دون عقاب». وطالب بـ«تحقيق دولي شفّاف وموثوق، ولأنّه لا ثقة بالسّلطة القائمة».
من جهة أخرى؛ عدّ جعجع أن «(انتفاضة الـ17 من تشرين) غيّرت في مسار الأحداث والذّهنيّات، ولكنّها لن تؤتي ثمارها في الشّارع فقط، وستجنح إلى الفوضى والمراوحة والاستنزاف الذاتيّ إذا لم تكن لها خارطة طريق واضحة»، رافضاً شعار «كلّن يعني كلّن».
ورأى أنّ هذه الانتفاضة «يجب أن تنتقل إلى صناديق الاقتراع، وعلى أرض الانتخابات، فتنبثق عنها أكثريّة نيابيّة جديدة معبّرة عن طموحات اللّبنانيين»، لافتاً إلى أنّ «الانتخابات المبكرة من الطبيعي أن تجري على أساس القانون الحاليّ»، منتقداً شعار «كلن يعني كلن».
وقال جعجع: «بعد الانتخابات النيابية المبكرة، سنكون أمام برلمان جديد وحكومة جديدة، وسلطة جديدة. وعندما تدقّ ساعة الاستحقاق الرئاسي فستكون لنا فيه كلمة وقرار وموقف، ولن نقبل بأن يكون هذا الاستحقاق خاضعاً لمساومات وصفقات ووسيلة لضرب الإرادة الشعبيّة الجامحة التّائقة للتّغيير».

المصدر