( جامعة الانبار ) بقت حية بعد أن ظن راجموها أنها ماتت !

641

( جامعة الانبار ) بقت حية بعد أن ظن راجموها أنها ماتت !
د . خالد القره غولي ..
العراقيون جميعا وأغلب العرب والكثير من دول العالم يعرفون جامعة الأنبار ليس لأنها ترتبط بالمحافظة الأكثر شهرة في العالم ، الأنبار، أو لأن الجامعة إحتلتها بتخطيط وتعمد مدروس قوات العدو الداعشي ومن ثم حررها الجيش العراقي الباسل بمعركة شرسة نقلتها جميع وسائل الإعلام في العالم , بل لأن جامعة الأنبار ومنتسبيها وشم متجول بين قواميس العلم يحملون فضلا على إختصاصاتهم العلمية والإنسانية وسامة فكرية وتواضعا أخلاقيا قل نظيره بين جامعات العالم وكلياتها متحملين مالم يتحمله أقرانهم ولو بنسب ضئيلة جدا.. كيف إعتلى تدريسيو جامعتنا منصة التفوق وهم يعملون بصمت؟ في بداية تأسيس الجامعة عام ١٩٨٧ وبداية الدوام فيها في عام ١٩٨٨ لم يخصص للجامعة أصلا مكان بل خصص لها موقع بديل وهو بناية المعهد الفني وعدد قليل من التدريسيين العراقيين وتدريسيين من مصر وفلسطين والهند وسوريا ودول أخرى لأن معظم العراقيين كان منشغلا بالحرب العراقية – الإيرانية.. تزايد بعد ذلك عدد التدريسيين والموظفين العراقيين بعد توقف الحرب، ولم يغادر أو يترك الدوام تدريسي أو موظف واحد من غير العراقيين لغاية عام ٢٠٠٠ بعد إزدياد شدة الحصار المفروض على العراق آنذاك ومغادرة آخر تدريسي من غير العراقيين لجامعتنا .. توسعت الجامعة وإزداد عدد كلياتها وأقسامها وطلبتها وبطبيعة الحال زاد عدد التدريسيين من محافظات العراق جميعا بلا إسثناء! إنتقلنا من موقع إلى آخر وبعض التدريسيين آنذاك ومنهم من يقرأ كلماتي الآن تحمل متاعب جمة ومشقة كبيرة للتنقل من مكان سكنه حتى قاعة درسه في الأنبار ولم يطلب النقل إلى الجامعات القريبة من سكنه،توزعوا في شقق صغيرة ومنهم من سكن مع عائلته في الرمادي بعيدا عن محافظته خدمة للوليد الجديد جامعة الانبار.. يوما بعد يوم وعاما بعد عام كان لجامعة الأنبار مواقع أخرى في شرق الرمادي والفلوجة ومنطقة الثيلة قرب مستشفى الرمادي والقائم وحديثة وهيت أضيفت إلى موقعها الرئيس في منطقة التأميم.. أكثر من ثلث مساحة العراق تتوزع عليها مواقع الكليات ولم يكن في بالنا يوما أن موقعا ما يعيق عملنا مهما كانت الظروف،الجامعة الآن وبعد الإحتلال الداعشي تعرضت إلى دمار لا يقبل التأويلات والتفسيرات من هذه الجهة أو تلك لأن ظروف البلد تغيرت والظروف التي تمر بها المحافظة صعبة التفسير والتنبأ والتوقع.. نحن في الجامعة لنا حسابات أخرى لا يعلم بها أحد، تنزف من ضمائرنا وتحتمي بقسم لله أن تبقى جامعة الأنبار سائرة في دربها مهما قوت شوكة المعتدين وعلا صوت المنافقين مستغربا من أحاديث تدور هنا وهناك عن إنصات لمزاجية البعض ممن يريد أن يتوافق موقع الجامعة مع موقعه السكني كي لايكلف بعض المحسوبين علينا نفسه من التضحية والتعب والسهر كي نقدم مايحترمنا الناس من أجله.. فنحن قدوة هذا المجتمع ونخبته وحاملو مبادئ العلم فكيف لنا أن نفكر يوما أننا نبحث عن راحتنا وحسب! أذكر هؤلاء وغيرهم بالإلتفات إلى الماضي القريب جدا.. شهداء جامعة الأنبار كيف تساقطوا كجبال شامخة وهم يتوجهون إلى الدوام ، وهم في قاعة الدرس، وهم يحملون أقلامهم داخل قاعة الإمتحان ،وهم يدافعون عن جامعتنا ،وهم يتنقلون في الطرق والشوارع من محافظات العراق ومدنه إلى حيث جامعة الأنبار.. طلبة وطالبات وموظفون وتدربسيون إن لم تتطابق قناعاتنا مع صدق وحقيقة مايفترض أن نؤديه فالسلام على هذا الوطن.. أهلنا وأبناؤنا وأصدقاؤنا ينظرون إلينا متعلمين من صبرنا قوتا لمعاناتهم ومن تضحياتنا عبيرا في نفوسهم يتصدون به لوقاحة المحسوبين ظلما علينا كعراقيين.. مع مايحدث ومانسمع وماقد يحدث حاضرا أو في المستقبل القريب علينا بضبط النفس والإنتباه إلى تقطيع خيوط المتآمرين لأن هدفهم لم يكن ولن يكون يوما الدكتور فلان أو الأستاذ فلان بل هدفهم جامعة الأنبار لذلك أوغل الحاقدون في حقدهم ونزلوا قريبا جدا منا معتلين خشبة الكذب والفتنة والإفتراء معتقدين أنهم سينجحون في إعاقة تحقيق أهداف جامعة الأنبار السامية..نقول لهؤلاء ولمن يبحث عن صراعات عشائرية ومناصب وتصفية حسابات أن مكانهم سيبقى بعيدا عن جامعة الأنبار وسيعودون بإذن الله خائبين إلى من كلفهم.. أما آلاف العقول الباسلة المؤمنة المنتظرة من تدريسيي وموظفي وطلبة الجامعة ومعهم كل العراقيين الشرفاء وأبناء الأنبار فمع جامعة الأنبار أينما حلت ومهما واجهت من صعوبات.. متشرفين وبين عيوننا شعارها وهدفها الساميين خدمة للأنبار أولا والعراق والحضارة الإنسانية.. ولله الأمر

المصدر