بغداد/ ا ف ب
يقدّم الشاب الكربلائي حسن علي، صاحب مقهى، الشاي والاركيلة التي يصنع اجزاءها من الخشب بيده.
ويشكّل البكار صلة الوصل بين رأس النرجيلة المصنوع من الفخار والقاعدة الزجاجية حيث توضع المياه، ويجري وصل الخرطوم لسحب التبغ.
ويطلق على الحرفي الذي يقوم بصناعتها اسم “الجراخ”. ويقول مقتنو الاراكيل المصنوعة من الخشب ان الاخير يعطي “مذاقا مقدسا” مختلفا عن دخان الاراكيل النحاسية. وتعد مدينة كربلاء موقعا مهما بالنسبة لمحبي الاركيلة، لذلك بقيت حرفة صناعة الهياكل الخشبية للاراكيل على قيد الحياة.
وفي المدينة تواصل المقاهي الواقعة على مسافة قريبة من المزارات الدينية، تقديم الشاي والاراكيل، رغم المخاطر المترتبة على تفشي وباء كورونا في البلاد بمعدل الفي حالة يوميًا. ويحرص علي، على الاحتفاظ بالاراكيل المصنعة يدويًا من خشب الغابات المحيطة بنهر الفرات في مدينته، رغم انتشار الاراكيل المختلفة من النحاس والمستوردة من الخارج. يعتبر علي أن حفظ نكهة المعسل القوية يستلزم استعمال الهيكل الخشبي وليس المعدني. ويروي لوكالة (فرانس برس) من أمام المقهى ومن حوله عدد من رواد المكان الذين يدخنون الاركيلة “البكار المصنوع من الخشب يعطي الطعم الذي تريده مثل التفاح أو النعناع (..) النحاس لا يعطيك إلا دخانًا”. بدوره يقول محمد باقر احد “الجراخين” الذين يحافظون على دوام هذه الحرفة القديمة، وهو يصنع بمعدل 20 بكارًا في اليوم رغم الجهد الجسدي الشاق الذي يتطلبه حفر التصاميم: “لا يكون ببالي أي نقش، عندما أضع الخشب تحت آلة الحفر يظهر التصميم بالشكل الجميل الذي يرغب به الزبون”. على بعد شارعين من باقر، يقطن الجراخ محمد جاسم في مكان قريب من مشغله. ويحتفظ جاسم ببكار قديم صنعه جده في الخمسينيات ليكون بمثابة تذكير دائم بعراقة الحرفة التي ورثها أبًا عن جد، والذي بدوره سينقلها إلى ابنه.
ويرفع على جدران المشغل صورةً لجده من المكان وهو يقوم بحفر بكار. يحفر جاسم توقيع جده بعد أن يضع اللمسات الأخيرة على منتجه. لم يبق إلا عدد قليل من الجراخين في المدينة ولذلك فالمنافسة قوية فيما بينهم. لكنّ جاسم يؤكد أن مدخني الاركيلة يفضلون عمله بسبب التاريخ المحيط به، والجهد الشاق الذي يبذل فيه. ويقول جاسم “إذا كنت تحب مهنتك تكون مبدعًا فيها”.
ويوضح أن “الزبائن في جنوبي العراق يفضلون الاركيلة ذات الهيكل الخشبي لأن حرارته لا ترتفع كالمصنوع من النحاس. من بين التصاميم التي يتقنها جاسم، تصميم يشبه قبب المساجد ويسمى التصميم الإسلامي”.