الحاكمون الجهلة…وثورة تشرين البطلة ..الى اين …؟

273

الحاكمون الجهلة…وثورة تشرين البطلة ..الى اين …؟
د.عبد الجبار العبيدي
نظام السلطة في العراق بعد 2003 فشل في تحقيق الهدف الحقيقي في بناء الوطن من جديد .. لكنه نحج في قتل شباب الوطن…وسرقة اموال الوطن…وبيع الوطن للأخرين ..والتخلي عن اخلاق الوطن ..وبعثرة التماسك الاجتماعي بين العراقيين وحرق المؤسسات للتغطية على الجرائم المتعمدة..وقتل العلماء والمفكرين..والأستحواذ على وظائف الدولة الرئيسية ..وتبني شركات غسيل الأموال وغيرها كثير..
نشعرونحن نعيش الزمن الاسود اليوم وكأننا نعيش في ظل نظام همجي لا يؤمن بألارضية الفلسفية لنظام الحكم الصالح للجماهير ..فهل حقا ان هؤلاء تربوا في عقائد الوطنية والدين .. بعد ان أرتبطت نفوسهم الخبيثة بمصالحهم الخاصة وبالغرباء الأخرين…وما ان مسكوا السلطة حتى قلبوا ظهر المَجن للوطن والمخلصين..لذا عليهم ان يعترفوا بالفشل ويرحلوا، لحاجة الوطن الملحة بأستبدالهم بحكم جديد ، يستند الى المعرفة والقانون والاقتصاد واخلاقية المجتمع في ادارة الدولة كما عرضتها انتفاضة تشرين الخالدة…..المتمثلة بفلسفة جديدة قائمة على القانون وحقوق الناس ونظرية التطورالاجتماعي والاقتصادي والمنهج التاريخي العلمي بعيدا عن النظرية الدينية الجامدة التي أنتهى زمانها اليوم وتستند الى شرعية النص الثابت المتعارض مع مفهوم الصيرورة الزمنية في التغيير ..حتى فشل فقهاؤهم في حل المعضلات الاساسية للمجتمعات الحديثة مثل اطروحة الحرية ، ومشكلة المعرفة ، ونظرية الدولة والمجتمع ، والاقتصاد ، والديمقراطية ، وحقوق المرأة ، وتفسير التاريخ.
بالدراسة الحيادية سنجد ان احزاب السلطة الباطلة الحاكمة اليوم هي من تعمدت تدمير الوطن خدمة لمصالحها الخاصة وبتأمر مع الرئاسات الثلاث التي أغمضت عيونها وسكتت عن باطل يُنفذ تحت سمعها وبصرها لأنها جاءت أصلا بلا شرعية الأنتخاب والدين.
هذه السيادات المزيفة التي لا تحمل مقومات المعاصرة شكلاً ومضموناً ولا تستطيع مسايرة الفكر المعاصر الحديث الذي ولد في عصر التكنولوجيا المتغيرة كل يوم هل تستطيع ان تقدم وطن وتخدم شعب ؟كلا.. حتى ظلت بعيدة وغريبة عن الوطن والعالم وليست جزءً منه..لا تسندها الا سلطة السلاح والقوة التي لاتستطيع مقاومة متغيرات الزمن الجديد..خاصة بعد ان زيفت الأنتخابات وغابت العدالة في المجتمع وحلت مكانها الفوضوية وحكم اللا قانون..فهل نحن في عصر المقتدر العباسي “ت317 للهجرة ” والى اليوم.
كنا نعتقد ان العمود الفقري لفلسفة الحكم العراقي الذي كنا ننتظره وقدمنا من اجله التضحيات يقوم على قانون تغير الصيرورة الزمنية(التطور) والحكم المدني ليتماشى الحكم مع قانون تغير الأشياء..والتخلي عن التعصب والتفرقة الاجتماعية والابتعاد عن الطائفية والعنصرية التي كنا نَتهم بها الحكم السابق ..ومجيء حكم يسوده الحب والطمئنينة والمساواة بين المواطنين بعد نزع الطائفية والعنصرية وسن دستورمدني يشرعه فقهاء الدستور لا عصابة بريمر ومن معه من جهلة القانون او من الساكتين عن الحق طمعاً لا عن اقتناع..حتى خربوا حياة الوطن والمواطن فضاع الأمان والكفاية والعدل … ،دستور كبلوا فيه المواطن بنوازع الشروالتداخل القانوني حتى أماتوا العدالة وحكم القانون .. فأصبحت القوانين الشرعية الدينية الأحادية الجامدة هي التي تُلزم تطبيق الدستور وفق ارادتها الشخصية.. كما في النص الدستوري العراقي الذي يقول :”لا يجوز سن القوانين التي تتعارض مع الشريعة الاسلامية” ونحن كنا نأمل ان لا تتعارض مع الديمقراطية ..ولا ندري اية شريعة يقصدون؟..شريعة الاسلام الموحدة ..ام شريعة ولي الفقيه أم شريعة البويهيين والسلاجقة ومن تبعهم من فقهاء الدين الذين أثبتوا فشلهم وأنانيتهم عبر السنين ؟
هؤلاء الذين جزؤا المفاهيم الدينية الى مذاهب وفِرق مختلفة في الرأي والتطبيق والتي أنفردت بسلطة الدولة دون حسيب أو رقيب.. فأحتكروا السلطة فأماتوا شورة القوانين .. وأحتكروا الثروة فظهرت من بينهم طبقة الاغنياء وتجار القوافل ..وأحتكروا المعرفة فأستندوا الى فتاوى رجال الدين والقرآن لا يعترف بهم ،ولا يخولهم حق التوى نيابة عن الناس..وأحتكروا السلاح عن مليشياتهم ،فتحصنوا خلف جيش مأجور مُعد للقتال في سبيلهم دون وجه حق..فقتلوا به العلماء والمفكرين والمحتجين دون رقابة القانون..محاولين تصفية خصومهم السياسيين..,القرآن يقول “من قتل نفساً بغير نفس او فسادٍ في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً ،المائدة 32” وهم لا زالوا يخططون لانشاء دولة الولي الفقيه التي لا تؤمن بوطن للعراقيين..وما دروا ان سقوط دولتهم الباطلة هي فريضة واجبة على الوطنيين ..وسيثبت التاريخ ان كل فكرة نقلوها عن ولاية الفقيه ..كانت فكرة مميتة..لكنهم لم يكونوا سوى قادة جهلة وخونة أميين. ..اذن لا يمكن لهذا المجتمع ان يستقر ويتقدم الا بفصل الدين عن السياسة وأمور الحكم واحلال نظرية المواطنة بأنتخابات شعبية وطنية بعيدا عن التزييف ينتج عنها حكم وطني يلتزم بالقانون بعد أبعاد نظرية “الدولة أنا”، التي تتجاهل القانون كأساس من أسس قيادة المجتمع ،لنتحاور ولا نتقاتل ، ونقبل بهزيمة الرأي امام الأغلبية … والكل يطيع..عن اقتناع..لا بقوة السيف والتهديد.
ونتيجة للتطور الزمني والتكنولوجي اليوم علينا ان ننظر الى الامور بعيون مفتوحة وليس بعين واحدة ، وبهذا يجب ان يكون منهج فلسفة الحكم في الدولة العراقية قائم على البينات المادية وأجماع الأكثرية ، وليس لحزب معين كما يرغبون ويطبقون ..لأن حرية التعبير عن الرأي وحرية الاختيار هما اساس الحياة الانسانية في الدولة الحديثة لأيجاد نظرية جديدة في المعرفة الانسانية تتماشى مع التطور وهذا ما أقره الأسلام..ان كانوا به يدعون ؟” قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف بدأ الخلق ” أي كيف بدأ وتطور والصيرورة الزمنية تحتل مكانة الصدارة في القرآن الكريم..
وما دمنا نضع كل المنتج الانساني للحضارات القديمة وما انتجه الفكر الانساني في هامش الخطأ أو الباطل..ونعاني من مسيرة النقص والتعايش مع نص القرآن حتى اصبح النص يعيش في لغة الناس وليس في واقعهم لذا والى اليوم لم نصل الى تعريف ماهو الاسلام برأي واحد متفق عليه ؟..سوى ما تطرحه مؤسسة الدين الجامدة ونحن نقلد بلا علم ولا عليم ..من هنا فقد اصبحنا بحاجة ماسة ومستعجلة الى فقه جديد معاصر لتلافي النقص في فكرالمذاهب الدينية المتعصبة دون دليل…وان كان الاصح هوانهاء فكرة المذاهب الدينية المختلفة واحلال بدلها القانون وحقوق المواطنين المتساوية.. بعد ان صادرت هذه المذهبية المخترعة من فقهاء السلطة القرآن وأستبدلته برأي الفقيه(قدس سره) والتي لم تنتج لنا الأ الضرر.
مع الأسف ان المفهوم الحركي للتاريخ ليس واضحا في موسوعاتنا الفكرية “القاعدة الفكرية للتغيير” التي ورثناها مما طرحته الحركة الفقهية .. التي تحكمت في التوجهات الدينية .. فقد كانت مبهمة عند فقهاء القرن الرابع الهجري الذي رافقوا العهد البويهي “334-447 للهجرة” وجاءت ملفوفة بالمبالغات الوهمية كما عند الكليني في كتابه الكافي (ت329 للهجرة ) وعند ابن بابويه في كتابه من لا يحضره الفقيه (ت381 للهجرة ) والشيخ المفيد في كتابه الأرشاد (431 للهجرة) والطوسي وكتابه الأستبصار (ت460 للهجرة).. وخاصة في نظرية المهدي المنتظر لنشر العدل المطلق،وولاية الفقية لتقديس الحركة النصية والابتعاد عن علم الاصول التي نادى بها السيد المرحوم محمد باقر الصدر (ت1980 م) ، والمبالغة في أحزان عاشوراء لربط الفكرالديني بالشخصنة دون تحقيق مفاهيم الأصول.واستمرت في العهد السلجوقي “447-547 للهجرة” متمثلةً بالماوردي ” ت 450 للهجرة” صاحب الاجتهادات المؤيدة للسلطة المستبدة ، والغزالي “ت505 للهجرة ” صاحب نظرية الضرورات تبيح المحضورات ، وابن تيمية “ت 728 للهجرة” صاحب نظرية ان فصل الدين عن الدولة يعني الفوضى ..فأباح للمستبدين أستبدادهم ، وغيرهم كثير. وبسبب فقدان هذه الصورة وقع المشرعون للقوانين فريسة أحكام فقهية عشوائية ناقصةلا ننفذ من خلالها الى طريق سَوي يقود الى الرأي السليم..فظلت فكرة التقدم بعيدة عن الاذهان والاستقرار والفكر العلمي الرصين.
لذا لابد من استكشاف المفهوم الحركي للتاريخ للوقوف على حقيقة التغيير.بعد ان اختلف الفقيه والمشرع القانوني في النظرة الى النص في التفسير والتطبيق..وبعد ان اصبحت لدينا اديان لا دين.. ومذاهب لا مذهب .. وفقهاء لا فقيه… فأختلفت الأراء الفقهية بين الناس في المعتقد والتطبيق ..فأنتجت حصيلة صراع سياسي وفكري وعزمٍ وحزمٍ رأي بحاجة الى توحيد ..فمالم تكن لنا نظرة واقعية للأمور بغض النظر عن النتيجة بعد ان تغير الزمن ..لذا لابد من نتائج صادقة لملافاة تصور الخطأ في عقيدة الدين ..فكيف الى ذلك والحاكم ينفذ الخطأ بقوة السلاح دون الاهتمام للرأي والقانون ..والعلماء يقتلون اليوم ولا راد لمن يَقتل من عصابات التجهيل، والا هل من دين يأمر بقتل العلماء والكتاب وتغييبهم واحلال فلسفة الأنفراد بالراي دون الأخرين ولا رادَ لمرجعيات الدين ، كما حصل لعلمائنا ومفكرينا بعد 2003 والدكتور الهاشمي مثالاً وغيره كثير..وكل هذه الدماء تجري دون مسائلة القانون .
المؤرخون يقولون لهم :ان أهل البيت والصحابة المتمسكين بهم الحكام باطلاً ..هم من عرفوا الرسالة المحمدية وقرؤوها بصدق الأيمان..وأدركوا أنها ختمت عصر الأحادية .. وجاءت بعصر الاجتهادية التعددية في الفكر والحقوق والايمان.. ويقف الامام جعفر الصادق وتلميذه الامام ابو حنيفة النعمان في موقف واحد من عدالة القانون ، وان اختلفا في نظرية القياس..لذا فقد كان التوجه الفقهي عندهما ينحو نحو تكوين الدولة على مؤسسات ،لذا وان صادفت الدولة الركود احيانا لكنها لم تصل الى مرحلة الجمود التام كما نحن اليوم .. لان الامة بقيت تغذي مؤسساتها الحضارية العامة كالقضاء والعلم والفقه والحسبة بأدوات الرقابة المركزية وليس من حق احد التجاسر عليها كما هو اليوم حتى اصبحت موضع احترام الجميع تلقائيا دون اعتراض من احد.فلم يعد احد يتجاسر على سرقة حياة الناس او التعدي على حياة العلماء والمفكرين وان اختلفوا مع الدولة في الأراء فأستقر المجتمع وان اصابه الخلل احياناً. اما اليوم.. فقد أصبحت الدولة خارج ضمير الأمة ولا صلة له بها..حين أرتبطت عقول حاكميها بالمصالح الشخصية والطمع في اللا معقول .. فاصبحوا كالطغاة الذين لا يستحقون الحياة لأنهم يسعون الى سرقة حياة الناس.. فأنطبق عليهم الشعار النموذج بحقهم من قبل المحتجين “بأسم الدين باكونا الحرامية “….والا هل يجتمع على صدق نقيضان..؟
وهكذا اضاعوا علينا ماجاء به النص “وأمرهم شورى بينهم””ولكم دينكم ولي دين” بحق وحقيقة .. ولم يتركوا للمبادىء والقيم الا شعاراتهم المزيفة لأمتصاص غضب الجماهير في البلاد المنكوبة بهم يتزعمهم قادة الاحزاب الفاشلة والمرتدة على الاصول … يبدو ان أزمتنا الحالية معهم هي ازمة أخلاق قبل ان تكون أزمة.. انسان ونظام .. حتى الذين كنا معهم ايام الدراسة والعمل من المؤمنين بمبادىء الوطن والانسان غَيرَهم الذهب الاصفر لينضموا الى البشر اللا انسان..فالغالبية اصبحوا جهلاء والنخبة منهم جبناء .. والا لما ذا انفردوا بالتغيير والبهتان وأنضموا لباطل النقصان…أما كان عليهم ان يعلموا ان الوعي الفكري في العدل والتطبيق هو الذي يصنع النصروالقيم والمكانة للانسان ..لا المال والمنصب الذي وضعهم في مذلة الخسران ..فالوطن للجميع مثل الدين فلا يحق لأحد الانفراد بحقوق الأنسان .. لكن يبدوا انهم كانوا يقرأون في مدارس غير التي عرفناها عن المخلصين من الرعيل الاول من قادة الانسان..كان همهم ان يجعلوا انسان العراق – كما اراد فقيههم – فقيرا يلهث من ورائهم وما دروا انهم وشيوخهم اليوم ادرجوا في قوائم فقراء الانسان ..ولم يبقَ لهم من وجوه تواجه انسان الوطن .. فأختفوا في خضرائهم اللعينة يندبون الخذلان..
الشعب العراقي البطل الذي أنجب ثوار تشرين الابطال عام 19 هو الذي يحدد نفسه اليوم حين رأى قيم الاخرين تنهار..لا كما عدوها هُم من ان القيم تقاس بالمناصب والاموال والأوزان..ونحن نقول لهم ولكل الفاشلين والغاصبين والمؤيدين منهم للمال والسلطان لو ان القيم والمبادىء تقاس بالأوزان ..لكانت الصخور اغلى من الماس في الأثمان..نعم اخي المواطن العراقي المظلوم.. الحوادث جلل..ولكن الرجال صغار..ولو ادركوا لعرفوا ان العدل هو أقوى جيوش الانسان .. والأمن للمواطن هو أهنأ عيش للأنسان ..فالانسان لا يتباهى ويفتخر بالمال الحرام وقصور الصبيان .. بل بالاوطان ..ولطالبوا الناس بنقدهم في التقصير فنقد الدين ورجاله والتصرف به هو اساس كل نقد يحتاجه الانسان..فليقرؤا الاية (120) من سورة التوبة ليروا بأعينهم موقف الرسول (ص) الصعب من العتب الآلهي في موقعة مؤتة ..أما كان عليهم ان يضعوها قاعدة في العمل والعرفان..فأين هم اليوم من المبادىء التي ينادون بها وهماً للمحافظة على وجود دولة الأنسان .
يقولون دوما نحن اصحاب العقائد والمبادىء ما جئنا الا لسعادة الوطن والانسان.. وما دروا ان العقائد والمبادىء المنحرفة التي يؤمنون بها هي التي حاربها الدين والانسان من أقدم الأزمان …فلا كاريزما لديهم ولا قدرات لديهم سوى التبرير وفتلكة اللسان ، فعمر المبادىء الساقطة ما نجحت ولا رفعت من قيمة الانسان ..فالمبادىء قناعة في الفعل والعمل ومنطلقات الانسان..قناعة وآيمان..فالسياسة بلا مبادىء كالمعرفة دون قيم الانسان، والثروة الممتلكة بالتزوير والغش والبطلان وبلا عمل..هي كالعبادة بلا تضحية وايمان الأنسان…خسئت نفوسهم وأختل عقلهم فالمبادىء لا تباع عند معتنقي ايمان الانسان..
..نعم..هم لا يؤمنون بدين ولا مبادىء .. الا بانفسهم دون الاخرين..ألم يقلها رئيس حزب الدعوة : “أخذناها وبعد ما ننطيها” بعد ان تعاون مع الاجنبي الحاقد على الوطن فخرب بجهالته البلد والأنسان ..ألم يقلها ابراهيم الجعفري السارق الهارب اليوم في لندن بقصوره “ان دولتنا دولة ملائكية” وسليم الجبوري الفاسد من قصره المنيف في عمان المشرع لقانون العفو العام سيء الصيت ليمكن السارقين من مسئولية الخيانة ببهتان..هكذا يفهمون الاخلاق والدين ..لكن العتب على القضاء الاعلى والمحكمة الاتحادية الذين مكنوا لهم العصيان على الانسان .. هذه هي ديمقراطيتهم التي ينادون بها اليوم كذباً وأفتراءً على الوطن والتاريخ والأنسان.؟..
كل العراقيين الشرفاء الذين انحازوا الى عمل الخطأ تجاه الوطن سيموتون حسرة عليه نادمين .. ألم ترونهم في التلفزيون وقد …. اصفرت وجوههم وتبدلت اشكالهم لاعذر لهم الا التبرير الخالي من حقيقة الانسان . حتى استفاق المارد العراقي الشهم في ثورة تشرين الخالدة يطالب بتحرير وطنه من عصابات الرعيان..فقدم الدم وهو اغلى ما عند الانسان ..لكن الغرباء لا تحنُ قلوبهم على الوطن لانهم هم اصلا اعداؤه بحسبان .. … فلا تأمنوهم ..فالذئاب لا تؤتمن حتى على صغارها..
وكما الناس يتشابهون فيما يجري عليهم اثناء رحلة العمر،فكذلك الدول تتشابه في ميلادها ومسارها وما يجري عليها حتى أفولها وسقوطها ،ولا جديد تحت الشمس..فلا جديد في حوادث التاريخ الا الصدق والاستقامة..وان كل مايحدث اليوم حدث بالامس وسيحدث غداً..لكن الباطلين من الحُكام جهلة لم يقرأوا التاريخ الذي ما هو الا دائرة شريرة لا يزال البشر يدورون فيها ،وكلما أتموا الطواف مرة بدأوا فيها من جديد.
أعتقد ان نظام الحكم بعد 2003 لم يكن موفقاً في معالجة التطرف السياسي والديني والذي ادى الى نمو التيار السياسي الديني الذي لا يؤمن بدين او اخلاق بعد ان مات الحوار معه واصبح حاله كحال شجرة ماتت جذورها فجفت فيها الحياة .ويتحمل بعض مفكرينا الذين انساقوا وراء المكاسب المادية – مع الآسف – وزر التقصير ..حين تناسوا قيم الحياة الوطنية وما وعدوا به بقَسم اليمين..نعم نحن اليوم في مأزق تاريخي ..ومع هذا كله نقول : الحوار وليس العنف هو السبيل الوحيد للخروج من المأزق .. وان الكلمة قد تمنع رصاصة ..لأنها أقوى..وبالقطع أبقى..
ثق اخي المواطن المظلوم..ان من يحكمون الوطن اليوم..هُم مثل ذاك اليهودي الذي أسلمَ وبعد أربعين سنة عندما مرَ بجانب التوراة قال لها..لا تزعلي عني ..فوالله اللي بقلبي بقلبي.. نعم الغش والخيانة .. بقلوبهم حتى لو أسلموا .. وحجوا ….مائة سنة. .فمكة ما بنيت للظالمين.
.أصبر أخي المواطن المظلوم..ستراهم غدا في أقفاص الاتهام اذلاء منكسي الرؤوس ..وستفرح بنصر الله على الظالمين..هكذا قال لنا التاريخ في الفاسدين..ودعوة محمد (ص) مثالاً.
فماذا ..لوكانوا ..مخلصين ..لله .. والشعب .. والدين…؟ اما كان لهم أشرف من خزي التاريخ .. لكن قصيري النظر لا يدركون حروف التاريخ..
المجد والخلود لثوار تشرين البطلة ..والخزي والعار للخونة المارقين…
[email protected]

المصدر