التفصيل المزاجي الأمريكي للإرهاب
بقلم مهدي قاسم
اتخذت جميع الإدارات الأمريكية من مسألة الإرهاب ذريعة لفرض وصاياها ومصالحها أو ممارسة ابتزازها السياسية على دول وحكومات ، فاتهمت بالإرهاب من ليس إرهابا وبرئت ساحة من كان إرهابيا أو داعما ومموّلا للإرهابيين ، حتى صار ضربا من نكتة تهكم واستهزاء بالنسبة للكثيرين عندما يسمعون تصريحا أمريكيا رسميا ، اعتبار هذا أو ذاك إرهابيا ..
وضمن هذا السياق يتذكر أكثرنا طبيعة ملابسات وظروف وأسباب التي أدت إلى تأسيس تنظيم” القاعدة ” الإرهابي بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان ، ومن هي الحكومات أو الدول التي ساهمت في تأسيس هذا التنظيم و قامت بتمويله بالمال و بالمقاتلين أو ب” المجاهدين” العرب والمسلمين وتسهيل أمر سفرهم إلى أفغانستان لمقاتلة الجنود السوفييت ، وكذلك طبيعة وحجم الدور الكبير الذي قامت به المخابرات المركزية الأمريكية بهذا الصدد و بتنسيق وثيق مع بعض أنظمة الخليج ولا سيما منها مع المخابرات السعودية أو بالأحرى مع النظام السعودي الداعم للتنظيم بالمال والبنون ..
أما عملية دخول النظام الإيراني في هذه الصورة فقد حدثت ( حسب اطلاعنا ــ لا سيما بعد الهجوم المدمر على مركز التجارة العالمي ، وما تبعت ذلك من أحدثات توجت بعملية الغزو الأمريكي لأفغانستان وإسقاط حكومة الطالبان ومطاردة المتعاونين معهم من قادة تنظيم” القاعدة ” ، و الذين قسم منهم قد هرب إلى إيران عبر الحدود الافغانية المجاورة لحدود إيران ـــ بمعية أفراد عائلاتهم ، ومن ضمن هؤلاء ” أبو مصعب الزرقاوي ، الذي بدوره عبر الحدود الإيرانية إلى العراق ، وبعلم المخابرات الإيرانية ، بذريعة محاربة القوات الأمريكية الغازية للعراق ، ولكنه فتك بالشيعة العراقيين قتلا وذبحا أثناء نشاطه الإرهابي في محافظة ديالى ، دون تعرض للقوات الأمريكية الغازية ..
وهو الأمر الذي يمكن أن نستشف منه التالي :
ــ أن النظام الإيراني ، حاله في ذلك حال أي نظام آخر ، أراد الاستفادة من وجود هؤلاء القادة الإرهابيين على أراضيه وفي ” ضيافته ” و محاولة توظيف نشاطاتهم الإرهابية لتحقيق مصالحه الأمنية والقومية خارج إيران ، متصورا أنه سيستفيد منهم كاستفادته ــ حاليا ــ من الميليشيات العراقية ، لبسط نفوذه وتحقيق مصالحه في العراق و باقي المنطقة..