التعلم اللا مدرسي

310

نبيل براهيم الزركوشي

إن التشاؤم وعدم التفاؤل اللذين ينشرهما البعض حول قرار عودة المدارس، باتا أمرين لا يجدان اذاناً صاغية من احد بل العكس من ذلك اخذت الاسر الامر بجدية وواقعية وتعاملت مع الامر وكأنه شراكة في بناء شخصية ابنائها وتعلمهم فبعد ان اقتصر الدوام المدرسي على يوم واحد فقط في الاسبوع لكل مرحلة اصبح اللجوء الى اشكال اخرى من التعلم امراً لابد منه لمساعدة الابناء في مواصلة دراستهم، واحدى هذه الاشكال هو مايسمى بـ( التعلم اللا مدرسي) او التعلم المنزلي وهو امر كانت تقوم به الاسر سابقاً بصورة مقتصرة على اكمال الواجبات المنزلية، واما الآن فقد توسعت واصبح المنزل بديلاً عن المدرسة وهو اسلوب تتبعه العديد من الدول ووفقًا لبرنامج الاستطلاعات الأميركية الوطنية للتعليم المنزلي، إن ما يقارب ثلاثة بالمئة من الأطفال في الولايات المتحدة تلقوا تعليمهم في المنزل خلال العام الدراسي 2011 و 2012، أما في عام 2016 قد بلغ عددهم قرابة 2.3 مليون الذي من خلاله تتولى الاسرة تعليم ابنائها، ويتميز هذا النوع من التعلم بانه اكثر فعالية ويرجع ذلك الى الحرص الشديد والصرامة في اتقان تعلم المواد الدراسية من قبل الاهالي لأبنائهم واصبح التواصل بشكل اكثر فعالية من السابق مع الهيئات التعليمية، وذلك لحاجة الأسر الى المعلم لتوضيح بعض الامور في المنهج الدراسي، وراح اكثر المدرسين الى انشاء قنوات تعليمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهذا الامر بحد ذاته يعتبر نقله نوعية في التعلم وكي تكون المدرسة فاعلة ومواكبة لهذا النوع من التعلم وجب على المعلمين ايجاد اساليب اخرى للتعلم الصفي وعدم اقتصاره على عرض المنهج المقرر واعطاء الواجبات، بل يجب أن يكون هناك مناقشات حول المادة التي تعلمها الطالب في المنزل والتحول من التعلم التلقيني الى التعلم عبر الفهم والبناء المعرفي، وهي احد اهم اهداف التعلم الحديثة وفي هذا المجال يقع على عاتق وزارة التربية تأهيل افرادها عبر دورات تدريبية ونشر اساليب تدريس حديثة، وان مسؤولية بناء الفرد لا تقتصر على المدرسة، بل يجب ان تكون هناك شراكة مجتمعية تقوم بدورها في ذلك.المصدر