اخويا من امي وابويا.

126

كان يامكان في زمن بعيد اخوان اثنان من الكورد الفيلية الاول منهم يعمل كمساعد في محل اقمشة والثاني كبائع في محل مرطبات , سنة 1970 مع بدء التهجيرات الجماعية للكورد الفيلية كان من ضمنهم الاخ العامل في محل الاقمشة ذهب لاخيه كي يخبره ان لا مكان لنا في هذا البلد بعد الان وانه هجر من قبل عدد منا والان يتم تهجيرنا ولن يتوقف التهجير بعد فرد بائع المرطبات قائلا” هذا بلدي وانا لدي جنسية عراقية واولادي سيعيشون هنا والخطأ خطأك لانك لم تأخذ الجنسية العراقية هذا عقباك” هجر الاخ الاول وعانى مثل ما عانى وقاصى جميع الكورد الفيلية عند تهجيرهم , في سنة 1973 جاء الاخ المهجر خبر ان اخوه بائع المرطبات اصبح بقدرة قادر من كبار تجار الخشب ما جعله يبعث مرسولا اليه طلبا في المساعدة لانه يعيش وابناؤه ظروفا صعبة جدا املا في ان يمد اخيه يد العون له , مع وصول المرسول للاخ الثاني في بغداد وإلقائه على مسامعه طلب اخيه المحتاج كان الرد سريعا وقاسيا “إنه إيراني لو اخذ الجنسية العراقية لما احتاج شيئا ويستحق ما حصل له” كان الرد مخيبا للآمال ما جعل الاخ الاول يفطر قلبه ويدخل في دوامة الحزن من رد اخيه الذي يسري في دمهما دم واحد.مع مرور الزمن لم يتوقف النظام العراقي الفاشي عن التهجير الجماعي للكورد الفيلية وشاء القدر ان يكون الاخ الثاني الذي اصبح تاجرا يعيش ماعاشه اخوه وبقية الكورد الفيلية من تهجير وتعذيب وكرر الزمن نفسه عندا سمع هذا الاخ ان اخوه الاول الذي ف وقت سابق بعث في طلب المساعدة منه قد تيسر حاله هو وابناؤه فبعث طالبا وراغبا منه في المساعدة وانه هجر وابناؤه وقد فرقوهم عنه و انه يتواجد في مخيم بين الحدود العراقية الايرانية. لم يتردد الاخ المنعوث بالايراني من طرف اخيه في الرد قائلا”انت تستحق هذا واكثر انت بعثي , ماذا جنيت من الجنسية العراقية غير انك بعثي ومستعرب” . هذه عبرة و واقع نعيشه , المهجريين في السبعينات ينعثون و يتهمون من هجروا في الثمانينات بالبعثيين والمستعربيين , كما مهجري الثمانينات ينعثون مهجري السبعينات بالايرانيين , لذلك هناك شرخ و فجوة كبيرة داخل مجتمعنا الكوردي الفيلي . لازال الاخوان ليومنا هذا متواجدين احدهما لاجئ في ألمانيا والاخر لاجئ في فرنسا . هذا هو حالنا ككورد فيلية اخوان من نفس الام والاب لا يقفون لبعضهما البعض فكيف لنا ان نطلب من الاخرين ان يقفوا معنا,هذه القصة واقعية وليست استثنائية وانام هي قصة من بين الاف القصص المشابهة التي حدثت ولا زالت تحدث ليومنا هذا بين شريحتنا .

كريم نوروز.

المصدر