أمنيات موضوعة تحت تصرف الله

224

بقلم مهدي قاسم

يا ليت للسماء خيولا ومراكب عملاقة

تهبط حاملة سلالا و أكياسا مليئة بأرغفة خبز وفواكه نحو بيوت الفقراء

لوكان للبحر سيقانا و رقبة زرافة يصافحني عبر نافذتي

ويحملني ماضيا نحو سواحل وموانئ بعيدة

لو كان للجمال الفتي طقوس عبادة طوال يوم في محراب قلبي

لو كان لليل ظلا عابرا يحملني سربا من طيور مهاجرة

نحو أطراف الجنوب الناعسة دفئا وكسلا و نعاسا أبديا .

لو حللتُ كرنفال عيد بهيج على دار أيتام في بلدان العالم الثالث

لو جعلتُ المساء كله حتى نهاية الليل ذكرى ساخنة

في صحبة سيدة موحشة و ظامئة لفحولة عارمة

أن أكون أنفاس معجزة ربانية شافية

بين شرايين نهدي آنسة تستوطنها خلايا شرسة ..

أن أكون أنيس صحبة مواسية

لثوري محكوم بالإعدام في فجره الأخير

أن تستيقظ أمي من غفوتها الأبدية ، ولو للحظة ،

لتراني بعدما يئست من رؤيتي حين كنتُ أعدو بعيدا

في دهاليز متاهة وسراب أوهام منذ أربعين عاما ..

أن أرى طوفان نوح جديدا يغسل قامة العراق

من كل أدرانه المتكلسة ويزيح أشباحه القتلة نحو براكين الهلاك .

المصدر