أمريكا والتحالف على خط ازمة المياه في الحسكة
عقدت منسقة الخارجية الأميركية، اجتماعاً مع ممثلين من هيئات ولجان الإدارة الذاتية بمدينة الحسكة وبمشاركة خبراء من التحالف الدولي، امس ، لبحث أزمة المياه والانقطاعات المتكررة التي تشهدها محافظة الحسكة بغرب كوردستان (كوردستان سوريا) منذ سيطرة الجيش التركي وفصائل موالية له ، على محطة علوك بريف سري كانيه (رأس العين.)
وبحسب مصدر حضر الاجتماع ، قام وفد الإدارة بتسليم الجانب الأميركي مذكرة وبياناً موقعاً من 89 منظمة مدنية وحقوقية، احتجاجاً على استخدام ملف المياه في الصراعات العسكرية والسياسية.
ونقلت مديرة مياه الحسكة لدى الإدارة الذاتية سوزدار أحمد التي حضرت الاجتماع، أن الاجتماع تم مع وفد من الخارجية الأميركية برئاسة زهرة بيلّي وخبراء فنيين من التحالف الدولي، في قاعدة للاخير بالحسكة. مضيفة إن ممثلي المنظمات، أكدوا للمسؤولين الأميركيين وأعضاء التحالف «عدم ضخ المياه من محطة علوك حتى تاريخه، وقدمنا مذكرة احتجاج على الانتهاكات التركية واستخدام ملف المياه سلاحاً لمحاربة الإدارة الذاتية، وقد وعد الجانب الأميركي بالضغط على تركيا لحل الأزمة».
ومنذ سيطرة الجيش التركي والفصائل المسلحة الموالية ، بداية أكتوبر / تشرين الأول العام الماضي ، على مدينة سري كانيه (رأس العين) بالحسكة، بعد هجوم واسع، تحولت محطة علوك إلى ورقة ضغط وشهدت المنطقة انقطاعاً تاماً لمياه الشرب منذ بداية الشهر الجاري، وهذا الانقطاع يعد الثامن من نوعه.
وذكرت المسؤولة الكوردية أن مدينة الحسكة وريفها والمخيمات المنتشرة في محيطها، تحتاج إلى 80 ألف متر مكعب يومياً من المياه الصالحة للشرب.
ولإخراج ملف المياه من الضغوط التركية وابتزازاتها، حفرت الإدارة الذاتية في منطقة الحمة ( نحو 14 كيلومتراً غربي الحسكة) ، 50 بئراً لتغطية احتياجات سكان المدينة . وعن محطة الحمة قالت أحمد: «هي مجموعة آبار سطحية بعمق 100 متر وغزارة 15 مترا مكعبا في الساعة، أنشئت محطة بديلة لتزويد الحسكة بمياه الشرب عوضاً عن محطة علوك»، منوهة بأن هذه المحطة ستضخ المياه كل 10 أيام مرة واحدة لكل حي في المدينة: «بما يعني أنها ستحمي أهالي الحسكة من العطش فقط ، لأن استطاعة هذه الآبار لا تغطي ثلث الاحتياجات مقارنة مع محطة علوك».
ومع انتشار فيروس كورونا المستجد في المنطقة وتسجيل هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية 394 حالة إصابة، وارتفاع حالات الوفاة إلى 26 خلال شهرين، تزداد المخاوف من إمكانية التصدي للوباء مع استمرار انقطاع المياه النظيفة. وقالت نحو 89 منظمة مدنية وجمعية حقوقية سورية في بيان، الاثنين، إن القوات التركية عمدت إلى قطع المياه على سكان شمال شرقي سوريا للمرة الثامنة، وإن محطة علوك «هي المصدر الوحيد لمياه الشرب وتغذي نحو مليون شخص، بالإضافة إلى كونها المصدر الرئيسي لنقل المياه بالشاحنات لمخيمات الهول والعريشة و واشو كاني (التوينة)، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر».
ودعت المنظمات السورية في بيانها إلى تحييد محطة مياه علوك من الصراعات السياسية والعسكرية، وإخضاع إدارتها إلى فريق متخصص ومستقل، تحت إشراف ورقابة دولية، وكف يد القوات التركية وأي طرف آخر من استخدامها كورقة ابتزاز.
وتشكو منظمات إنسانية دولية ومحلية تعمل في المنطقة من أن بدائل ضخ المياه من محطة مياه علوك غير كافية، حيث تقوم بتوزيع المياه عبر الصهاريج بشكل متقطع، لكنها تستغرق وقتاً طويلاً، وقال عدنان حزام المتحدث الرسمي لـ«اللجنة الدولية للصليب الأحمر» في حديث صحافي: «تدعو (الصليب الأحمر) كل الأطراف المنخرطة في الصراع إلى الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني، وتحييد المنشآت الخدمية والمدنية، وعلى رأسها المياه والكهرباء، من دائرة الصراعات».