د. حميد الكفائي الفحوص الطبية أشارت إلى استخدام غاز (Novichok) لتسميم نافالني، وهو سلاح كيمياوي صنّعته روسيا في السبعينيات.
بدت ميركل متأثرة وقالت: « إن نافالني وقع ضحية لجريمة وانتهاك لحقوق الإنسان الأساسية التي تلتزمها ألمانيا وحلفاؤها، وعلى روسيا أن تقدم أجوبة»، وقال وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، الداعم القوي لتويثق العلاقات مع روسيا، إن ردود الفعل الروسية ستضطر ألمانيا إلى الانسحاب من مشروع خط الأنابيب الناقل للغاز، الذي سيضاعف واردات ألمانيا من الغاز الروسي.
كما طالب قياديون في الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم، بإيقاف العمل بمشروع (Nord Stream2)، وتدّعي روسيا بأن ألمانيا تستغل علاج نافالني لتسقيط روسيا دوليا.
هناك جذور تاريخية للمشكلة الحالية، ففي عام 2014 أقدمت روسيا على ضم شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا، والذي عارضته أوروبا بقيادة ألمانيا، تلا ذلك تعرُّض الموقع الإلكتروني للبرلمان الألماني ومكتب المستشارة للقرصنة عام 2015، الذي وصفته ميركل بأنه جزء من «استراتيجية حرب» تشنها روسيا «لتشويه الحقائق وتوظيفها».
وفي عام 2019 قامت روسيا باغتيال القائد الشيشاني، سليم خان في برلين، وهناك خلاف حول روسيا البيضاء، إذ يرفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بشرعية رئيسها لوكاشنكو.
استنتج الألمان بمرور الزمن بأن روسيا ليست مؤهلة لأن تكون شريكا لأوروبا، ولا تستحق التعاون معها وإنشاء الخط الناقل للغاز، الذي أغضب دولا حليفة لألمانيا، كونه سيحرمها من إيرادات مرور الغاز في أراضيها.
في حين استثمرت روسيا في علاقتها بألمانيا منذ التسعينيات، لأهميتها الاقتصادية وحيادها السياسي، وكان الروس يعولون على دعم ألمانيا لتوثيق علاقاتهم بأوروبا، لكن جهودهم أصبحت في مهب الريح، إذ اهتزت أسس التعاون الألماني-الروسي، وربما يتوقف مشروع (Nord Stream2)، إن لم تقدم روسيا أجوبة مقنعة حول تدخلاتها في الشؤون الألمانية، لكن تشدد ألمانيا تجاه روسيا سيضر بمصالحها، لذلك لجأت إلى تدويل الأزمة وربطها بالقانون الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية