أسوشييتدبرس: مفاوضات إرجاع عوائل داعش إلى مناطقهم حققت بعض النجاح

444

ترجمة/ حامد احمد

بعد ان قضى ثلاث سنوات مقيما في مخيم حمام العليل للنازحين رجع مرحي عبد الله 70 عاما، الى قريته غرب مدينة الموصل ليجدها في حالة خراب، وكانت تلك لمحته الاولى لبيته منذ ان الحقت القوات العراقية الهزيمة بتنظيم داعش.

ولكي يحمي عائلته تحت سقف، أعاد عبد الله نصب الخيمة التي حزمها على عجل اثناء غلق الحكومة للمخيم الشهر الماضي، مجبرة إياه مع 8500 نازح آخر على العودة الى مناطق واحياء مهدمة ومستقبل مجهول.

200 عائلة اخرى من العائدين الى قرية ديباكة النائية حيث يعيش عبد الله، فعلوا نفس الشيء بنصب الخيم هناك.

بيوت محطمة ومحروقة تجدها متناثرة في السهول الجرداء، وبجوارها تجد الخيام التي نصبوها وهي مزينة بشعار منظمة الامم المتحدة لغوث اللاجئين، بدون ماء اسالة ولا كهرباء وتكون قرية ديباكة حالكة الظلام أثناء الليل وقليل من النازحين العائدين لديهم عمل ثابت. وقال عبد الله: “لو كان الأمر بيدي لما غادرت المخيم، انه ليس بيدي”.

اغلاق مخيم حمام العليل جنوب الموصل كان جزءا من حملة حكومية لاغلاق جميع مخيمات النازحين بحلول نهاية العام، الحكومة العاجزة ماليا تقول ان التعجيل باغلاق المخيمات شيء مطلوب لاحياء جهود اعادة الاعمار المتلكئة.

منظمات اغاثة حذرت من ان اجراءات الاغلاق المتسرعة قد تترك عشرات آلاف الاشخاص بدون مأوى خلال أشهر الشتاء وسط تفشي وباء كورونا، وتقول المنظمات ان التنفيذ العشوائي يهدد بخلق نزوح جديد ويهدد بانتشار عشوائيات غير رسمية ويزيد من حدة الاستياء بين مجتمعات ما تزال تعيش ذكريات حكم داعش الوحشي.

ومنذ منتصف شهر تشرين الاول تم اخراج ما لا يقل عن 34000 شخص بعد غلق او دمج 11 مخيما.

وتقول منظمات اغاثة ان العدد قد يكون أكبر في حين ما يزال هناك 26000 الف نازح مقيمين في ثلاث مخيمات باقية متوقع ان تغلق ايضا. أما في اقليم كردستان فهناك اكثر من 180 الف شخص موزعين ما بين 25 مخيم آخر للنازحين وانه من غير المعلوم متى قد تخضع للاغلاق. مارين اوليفيسي، المتحدثة باسم المجلس النرويجي للاجئين، قالت: “يبدو وكأن اخراج الناس من المخيمات هي خطوة لانهاء أزمة النزوح، ولكن حل هذه الأزمة لا يتم وفق تقديم حلول مستدامة”. واستنادا الى استطلاع اجراه المجلس النرويجي للاجئين قبل اغلاق مخيم حمام العليل، فإن ما يقارب من 75% من سكان المخيم قالوا انهم لا يستطيعون العودة لان بيوتهم محطمة.

وفي مخيم ليلان في كركوك تم اعطاء 7000 نازح مهلة أيام معدودة لحزم امتعتهم للمغادرة، مما تسبب ذلك بتخبط اجراءات منظمات الاغاثة والتحضير لتجهيزات علاجات انقاذ حياة طبية لثلاثة اشهر.

من جانبها رفعت الأمم المتحدة انذارا بكشفها ان 30% من العائدين هم ليسوا في سكن آمن أو لائق منذ ان تركوا المخيمات.

مسؤولون حكوميون يقولون انه بدفع النازحين للعودة، فانه بامكان منظمات الاغاثة الانتقال من ادارة المخيمات الى المساعدة في التنمية.

وقال محافظ نينوى نجم الجبوري: “نحن نريدهم ان يعودوا لاعادة بناء احيائهم وقراهم، نعم انهم سيعانون ولكن هذا لا يعني انه علينا ان نبقيهم في المخيمات بدون موعد نهائي”.

آزاد داوود، نائب مدير دائرة الهجرة في الموصل، قال إن “منظمة الهجرة الدولية قدمت مؤخرا مساعدة لعائدين من مخيم السلامية للنازحين تكفي لاعادة ترميم واصلاح بيوتهم”.

وعلى النقيض مما ذكره عشرات العائدين للاسوشييتدبرس، فان داوود قد ذكر بانه تم اعطاء النازحين خيارا للبقاء في المخيمات اذا كانوا يضنون بان مناطق سكناهم الاصلية غير آمنة.

وعلى الرغم من ان الجبوري قد أكد على ضرورة تقديم رئيس الوزراء والامم المتحدة مزيدا من المساعدات تزامنا مع اجواء الشتاء الباردة، فان كثيرا من العائدين قالوا انهم لا يستطيعون الانتظار. وفي حي التنك الفقير في الموصل، قال النازح العائد من مخيم الجدعة، غانم خلف 41 عاما والاب لخمسة اطفال “علينا ان نبقى هنا، فليس لنا خيار آخر”، مشيرا الى ان “مياه الامطار اغرقت بيته”. من جانب آخر هناك عوائل نازحة محسوبة على مسلحي داعش حيث يلاقون معارضة من مناطقهم.

سهى احمد، نازحة من معسكر ليلان في كركوك تقول انها “لا تستطيع العودة لقريتها جنوب كركوك. واضافت أحمد وهي ارملة مع خمسة اطفال (لا اعرف اين سأذهب)”. هناك ما يقارب من 2000 عائلة من مسلحي داعش في نينوى. ويتوقع داوود مسؤول دائرة الهجرة انه من الممكن ادماجهم في مخيم جدعة الخامس في الموصل، ولكنه لا يعرف ما سيحصل بعد ذلك. وحققت مفاوضات حكومية مع عشائر محلية لتسهيل عودة نازحين بعض النجاح ولكن مناطق اخرى بقيت مستعصية.

ويقول الجبوري محافظ نينوى: “لو تبقى هذه العوائل في المخيمات فنحن سننشئ جيلا جديدا من داعش في العراق يتطلب الأمر دمجهم مع الناس ويتطلب الامر تغيير افكارهم”.

المصدر