14 تموز يوم الوطن وعيده

بقلم / علي الصالحي

لم يستطع من وصلوا الى السلطة بواسطة القطار الامريكي ذلك القطار الذي سار بهذه البلاد الى المأسي والالم والحروب والقتل والجريمةوقتل روح المواطنة داخل شخصية الفرد العراقي من العبث باليوم الوطني لهذه البلاد ذلك اليوم الذي اصبح العراق فيه على حكم وطنيعراقي خالص وبتظافر شعبي لا مثيل له نابع عن تلاحم ابناء الجيش المظفر بالوطنيين والاحرار من ابناءهذه البلاد للعمل على الخلاص منحكم الاستعمار و القوى الرجعية وادواتها ناتجاً باطلالة تموزية بهية ناصعة متجسدة بالتحول الوطني بثورة 14 تموز 1958 الخالدة بقيادةابن الشعب البار الشهيد عبدالكريم قاسم (رحمه الله) ورفاقه الاحرار .

ان اختيار مجلس الوزراء على تاريخ دخول العراق الى عصبة الامم المتحدة في عام 1932 يوم وطني لهذه البلاد يعطي انطباع بان مصدرالقرار وصاحبه بعيد كل البعد عن الحقيقة التاريخية لمجريات الحياة في عراق العهد الملكي الذي كانت تعيش فيه البلاد تحت امرين الاولتحت راية الانتداب البريطاني والثاني تحت ناصية معاهدة (1930) السيئة الصيت والتي ارست بنوري السعيد الى سدة رئاسة الوزراءانذاك والتي كان ثمنها هو تسليم العراق ارضاً وسماءً الى الانكليز ليتحكموا بمقدرات هذه البلاد كما يحلوا لهم ، وان انضمام العراقباكذوبة الخروج من الانتداب البريطاني كان مجرد اكذوبة اراد منها ادوات الانكليز ايجاد ثغرة لهم في الشارع العراقي الرافض لنصوصاتفاقية عام (1930) ، ولكن في حينها لم تنطلي هذه الاكذوبة على المثقفيين والوطنيين العراقيين الذين صدحوا باعلى اصواتهم لاسقاط تلكالاعمال التي من شأنها ترسيخ الوجود البريطاني في هذه الارض الكريمة .

ان مجريات هذا الحدث ان دل وبشكل واضح ان 14 تموز لا يزال يشكل ارهاق نفسياً في صدور بعض بائعي الضمير وفاقدي الشعورالوطني الذي كانوا ولا يزالوا يتخوفون من اي بصيص ضوء وطني يلوح في سماء العراق وتاريخه ، جادين العمل على طمسه والعمل علىتزييف الحقائق وجعل من العمالة وطنية ومن الوطنية عمالة ومن الاستقلال رضوخ ومن الرضوخ استقلال ، كل هذه الاعمال لن تثني جهودالطبقة الوطنية والمثقفة والواعية والعالمة بتاريخ هذه البلاد وتواريخه ومناسبته الوطنية التي اذا مر ذكرها انتعشت الارواح وعلت الافراح .

ينتاب كل الوطنيين تسأل عن مسمى هذه البقعة من الارض وتاريخ تسميتها ، الم يكن من الاجدار ان يكون هو تاريخ عيدها الوطني ، المتاخذ ان لم نقل كل الدول بل اغلبها تاريخ تحرير اراضيها وتحرير انظمتها من قيود المستعمر تاريخ وطنياً ، الا العراق ياخذ تاريخ دخوله الىعصبة الامم المنتهية في نهاية الثلاثنيات رمزاً او عيداً وطنيياً له ، و لابد لنا ان نستشهد بما اورده شيخ المؤرخين العراقيين عبدالرزاقالحسني بصدد هذه المنظمة قائلاً :

(( ولعل خير ما نختم به هذا الفصل ، وصف الفيلسوف الامريكي ارنست هوكنك لعصبة الامم وانتداباتها وهو : ( دستور من ورق ، وتقريرمن ورق ، ولجنة تجتمع مدة تتراوح من اسبوعين الى ثلاثة اسابيع في كل سنة ، في جلسات سرية ، فهي على وجه التحقيق مؤسسة سخيفةورثة ومتداعية) )) … (من كتاب تاريخ العراق السياسي – صفحة 99) .

ان ارض وابناء الرافدين لان يقبلوا ولان يرضخوا لتزييف تاريخهم وجعل ذلك التاريخ يوم وطني لهم ويبقى وسيبقى تاريخ 14 تموز هوالتاريخ الوطني في ضمائر وعقول كل شريف ووطني ، وسيبقى الشهيد عبدالكريم قاسم نبراساً ورمزاً للخلاص والحرية والوطنية العراقيةالحرة .

المصدر