ورقة عمل لمؤتمر الكرد الفيليية الأوّل :

أعزائي الفيليين .. سلام من السلام عليكم و بعد: أدناه ورقة العمل التي قدّمتها للأخ المحامي جاسم .. لتكون ورقة عمل للمؤتمر أو الأجتماع العام للفيليين المزمع عقده خلال اليومين القادمين بواسط و نأمل تفاعل الجميع مع هذا الحدث الإيجابي الكبير: حيث يمكن أن تكون الورقة التالية و هي (مختصر جامع وشامل) لكل القضية الفيليية المظلومة و لمستقبلهم الزاهر إن شاء الله .. و يمكن طبعه و توزيعه عبر وسائل التواصل أو خلال المؤتمر الذي أرى أن يسمى بآلمؤتمر الاول للكرد الفيليية بعنوان: ألخيار ألأمثل للكُرد ألفيليّين ورقة العمل أدناه يمكن أن تكون بمثابة الأساس الذي يمكن إثراءه ليكون منطلقاً لعمل حقيقي لأستعادة ألحقوق الطبيعية للكرد الفيليين والتي هي حقوق طبيعية لكل مخلوق على الأرض وليس للأنسان فقط .. بل ليست الفيليية فقط و الذين هم الأولى .. لأنهم كانوا عبر التأريخ في مقدمة الكادحين لبناء الحياة و خدمة الأنسانية! أمام الكُرد الفيلييون خيارٌ وحيد أمثل في الانتخابات القادمة, أعرضها عليكم من خلال 10 نقاط لكسب حقوقهم المهضومة من قبل الأعداء و الأصدقاء إلى جانب نشر العدالة و الامن و تخليص العراق من الأزمات و المحن , بسبب طيبتهم ألزّائدة و إخلاصهم و صدقهم و عطائهم ألمعروف للعراق و للناس أفراداً و أحزاباً و حكومات و أمم, فقد كانوا حتى الأمس وجه بغداد ألجّميل خصوصاً قبل مجيئ صدام للحكم, حيث بنوا آلعراق و حملوا بغداد على ظهورهم بصدق و أمانة و هم يديرون تجارتها و صناعتها و حديدها و حتى سكرابها لإدارة العراق كله, و هم يخدمون الناس و يبيعوهم رزقهم في الشورجة و العلاوي وسوق الحديد و السكراب بباب الشيخ و أسواق الخشب في النهضة و محلات بغداد في الكفاح و غيرها ولم يكلّوا أو يملّوا بل فوقها و بدل ردّ الجميل لهم؛ هجم الغُربان الصداميون عليهم لتسفيرهم وتشريدهم بدل إكرامهم و إسعادهم لتبقى هذه الشريحة النموذجية مظلومة و مهضومة الحقوق للآن .. مُتغرّبة عن أوطانها في بلاد العالم, بل و تفاقمت و تعقدت أمورهم حتى بعد إستلام الأصدقاء للحكم بعد 2003م, فما زالت الحكومات المتواليّة تسحقهم و تستغلّ طيبتهم و تخصّصاتهم و أمكانياتهم و تسرقهم بلا ضمير و وجدان, لذلك فإنّ الخيار الوحيد و الأمثل لهذه الشريحة الكبيرة بهذا الظرف الذي قد يكون آخر فرصة لِلَمّ شملّهم و ردّ حقوقهم وإثبات وجودهم المُهدّد بين إجحاف الدول و الأطراف الرئيسيّة من الخارج و آلفرعيّة و آلأقليات المتحاصصة لحقوقهم من آلداخل حتى من أكراد الشمال للأسف؛ فمثلاً ألمسيحية لا يمثلون سوى نسبة أقل من 2% من سكان العراق بحسب تعداد 47 المشهور في العراق, بينما الكُورد الفيليية وقتها كانوا يشكلون ثلاثة أضعاف المسيحيين(1) ألذين حدّدوا لهم بالكوتا أكثر من مقعد في النواب و وزارة مع عدد كبير من السفراء و المدراء! هذا بحسب أرقام رسميّة وردت من (وزارة الشؤون الاجتماعيّة) ألعراقيّة, حيث كان يبلغ تعداد الفيليّية عام 1947م أكثر من 30 ألف نسمة أنذاك و بذلك شكلوا نسبة 6% من نفوس العراق الذي بلغ عام 1947م مليوني و 968 نسمة, كان يسكن حوالي 14 ألف نسمة منهم في المدن في حين يسكن 16 ألف نسمة في الريف و بآلمناسبة لو أردنا إضافة الكُورد الفيليية الذين كانوا يسكنون في (بشت كوه) و الشريط الحدودي و هي مهران و إيلام و دهلران و زرين آباد يقابها بدرة و زرباطية وقصر شيرين و توابعها شمالا ثم إلى الجنوب بدءاً بعلي الغربي و الشرقي فالعمارة حتى آلبصرة ليتضاعف العدد لأنّ أكثر المدن تابعيتها أنذاك لم تكن معلومة بدقة. و بحسب ألنّسب التصاعدية إعتماداً على قانون (الأنتكَرال) و حتى قانون (الأحتمالات) يجب أن تكون الزيادة تصاعدياً, ليصبح عدد الفيليين أضعاف أضعاف عدد المسيحين! هذا كمثال فقط عرضناه لنبيّن بوضوح مدى المظلومية التي لحقت بآلفيليين في قضية الحقوق و الحصص التي إختارها السياسيون لا نحن بآلمناسبة, لتحديد النظام ألسّيئ الجديد بعد 2003م, لأننا و الشعب أساسا نرفض التحاصص, لفقدان العدالة فيه وعدم وجود مثل هذه الحكومة في أيّة دولة أو نظام في العالم, و بناءاً على هذا يجب أن يكون حصة الفيليين(ألعراقيين) الآن أكبر من حصة المسيحيين و آلتركمان بأضعافٍ مضاعفةٍ بمستوى أكراد الشمال تقريباً إن لم يكن أكبر! ألمطلوب الآن من وجوه و شيوخ و أساتذة الكرد الفيليية ألمُثقفون و هم يملؤون آلدّنيا وأساس العراق مناقشة المسائل المصيريّة الواردة في هذه الورقة لوضع ألأولويات و تحديد النقاط لدخول الانتخابات القادمة المزمع عقدها في حزيران عام 2021م بقوة حيث ستنقلب الموازيين بشكلٍ كبيرٍ بحسب توقعاتنا في الوضع الجاري و بعد كل الذي كان, و نأمل فوز الفيليّين الذين ضحّوا بسخاء و كانوا كآلماء بلا إسم و لون و عنوان و رائحة, لكنهم في نفس الوقت أصل و عماد الحياة, و المحاور الهامّة أدناه أضعها بين أيدي أساتذتنا و شيوخنا الكرام خاصة الأساتذة العاملين في الحكومة العراقية الحالية للنظر فيها ودراستها وتحقيقها لتكون ورقة عمل أساسية للمرحلة القادمة وهي: أولاً: دراسة وضع الفيليين و تشتتهم و مراكز تواجدهم في بغداد و وسط العراق و الجنوب و بشكل خاص محافظة واسط و توابعها. ثانياً: ملاحظة أن أكثريّة هذا الشعب ألمُضطهد خصوصاً المُسفّرين منهم في إيران و العالم حيث وصل عددهم لأكثر من مليون مُسفّر و مهاجر و ما زال أكثرهم يفتقدون حتى هوياتهم و جناسيهم العراقية؛ بينما أكثرهم – إن لم يكن كلّهم – قد ولدوا في العراق و خدموا الناس في أهم مرافق الحياة الأقتصادية و حتى العسكرية, و إستشهد منهم الكثير سواءاً أثناء الخدمة أو في سجون البعث و في نقرة السلمان و أبي غريب و آلألاف منهم لحدّ هذه اللحظة لا يعرف مكانهم ربما أُذيبوا بالتيزاب أو بثرامات اللحم في دجلة!؟ و هذا العمل بحدّ ذاته أكبر دليل على مظلوميّة هذا الشعب. ثالثاً: تحديد الأسماء و الخطوط و مراكز الثقل لأهم العشائر و الكيانات الفيليية و مدنهم خصوصا في الداخل العراقي و في وسط بغداد و تشخيص الناشطين و المثقفين منهم و القيادات التي برزت خلال فترة المعارضة و حتى بعد السقوط, الغاية الأساسية هي إستخلاص قيادة بحسب الموجود و القوى العاملة, و لعلّ إنتخاب ممثل عن كل تيار أو عشيرة أو تكتل في البدء هو الحل الأمثل إبتداءاً .. لصالح الشريحة الفيليية التي تعتبر الثالثة في العراق من ناحية العدد و الأولى من ناحية المظلومية. رابعاً: تحديد الأولويات و المحاور الرئيسية في ورقة العمل الأولية .. كأساس لتقديمها لإستخلاص ألمنهج ألأمّ الذي سيتم تحديده خلال المؤتمر (العام) الأوّل ألذي يسبق موعد المؤتمر (الخاص) لتحديد التفاصيل و الأولويات و المسائل الجديرة بآلبحث لوضع النقاط على الحروف, من خلال مجمل النقاط التي يطرحها كلّ مشارك أو مندوب في ورقته و توصياته في الأجتماع التمهيدي. خامساً: تحديد الإستراتيجيات العامّة بخصوص العلاقات الداخلية و الخارجية و التنسيق مع الكيانات الأخرى بما يحقق مصلحة الوطن الذي يضمّ الجّميع لتحقيق العدالة. سادساً: ألأتفاق على مرشح لرئاسة الوزراء و قد أشرت لأسماء بعضهم سابقاً, يتم خلال المؤتمر الخاص الذي ينعقد بعد المؤتمر العام بداية السنة القادمة, و هي خطوة ضرورية, خصوصاً بعد فشل الكيانات و الأحزاب الأخرى بآلأخصّ المتحاصصون للرئاسات كرئاسة الوزراء و مجلس النواب و رئاسة الجمهورية و هيئة القضاء الأعلى, بحيث لم نجد أيّاً من أعضاء الخط الأوّل و آلثاني و آلثالث في تلك الأحزاب التي مثّلت تلك الرئاسات؛ لم يصبح مليونيراً؟ لأن النيّات كانت منصبّة لذلك و لم تكن سليمة بل كانت مقوّضة بآلأنا و التعصب الحزبي و القومي البغيض؛ لهذا لم تكن لدى الجهات التي رشحت ممثليها أهدافاً وطنية – إنسانية .. سوى تحقيق مصالح أحزابهم و عوائلهم و قومياتهم و تياراتهم و ذلك كان مستوى فهمهم و ثقافتهم, و باقي الشعب في العراق كان يأتي دائما بآلدرجة الثانية و الثالثة هذا إن كان يبقى لهم شيئ لأن العراق الآن مدين بمئات المليارت بسبب ألأميّة الفكرية ففشلوا بل و إنسحبوا بشكل طبيعي حيث لم يبق لهم مكان في قلب الشعب خصوصا الفقراء منهم, و السبب فقدانهم للحكمة الكونية القائلة: [لا ينال السعادة مجتمع فيه شقيّ واحد ؛ فكيف الحال إذا كان الشعب كله يشقى!؟]. لهذا فإنّ إنسانيّة و طيبة الفيليّ و وعيه الكونيّ المُميّز لمُثقفيه وعطائهم و كما ثبت ذلك للجميع سيجعلهم بحكم السّماء قادرين على تحقيق هذه الحكمة الكونيّة ليكون ممثلين حقيقيين لكل الشعب العراقيّ خصوصاً المظلومين منهم إن شاء الله بعد محاكمة الفاسدين. سابعاً: طرح صيغة محددة لآلية الترشيح و الانتخابات, حيث يبدوا أنّ جميع الأحزاب بسبب الأميّة الفكريّة لا تعرف ذلك لأنها للآن لم تظهر ولم تُبيّن, و هي خطوة ضروريّة و كافية لوحدها كسب ودّ الجماهير بجميع إنتماآتهم, مع بيان كيفية الترشيح فردياً أو حسب القوائم, و بنظري؛ ألفرديّة أفضل من القوائم(نقطة للدّراسة), و يتطلب فرز و تحديث سجلات الناخبين و شطرها حسب المناطق الأنتخابيّة و مراكز متعددة لفرز النتائج بجانب إشراف لجنة من هيئة الأمم المتحدة لدرأ التلاعب بآلنتائج وكما يحدث عادةً, فإذا كان قانون الانتخابات لم يقرّ للآن مع دراسة المستلزمات و الكوادر و الأمكانات و التفاصيل الفنية؛ فأرى من المناسب قيام الأخوة بتقديم ذلك خصوصا و إن بعض أساتذتنا لهم خبرة و تجربة غنيّة في هذا المضمار. ثامناً: الأهتمام بآلجانب الأعلامي و الأنفتاح ألمهني – المدروس على جميع المحاور الرسمية و غير الرسمية و إستغلال كل فرصة و لقاء خصوصا عبر القنوات الفضائيّة و شبكات التواصل لعرض مشروع الفيليية الوطني – الأنسانيّ – العالميّ لنجاة العراق من المحن التي أحاطت به بسبب التحاصص و الفساد و نهب الأموال التي جعلت العراق مَديناً لمئات المليارات للعالم بسبب سوء الأدارة و الأميّة الفكريّة و العقائديّة, إلى جانب أنّ الحديث عن الانتخابات و مشروع الانتخابات للآن كان مجرد للإستهلاك الأعلاميّ حتى من قبل الحكومة و لذلك لم يتقدم أحد بمشروع مفيد و مثمر و واضح لفقدانهم لعلمه وفنونه بجانب فقدان الأخلاص في وجودهم. تاسعاً: تحديد حلّ للأوضاع الغير المستقرة التي تندر بعواقب وخيمة في الوسط و الجنوب و حتى بغداد, فمن المحتمل أن تقوم القوات الأجنبيّة بضرب جميع المقرات خصوصا المقاومة, و دفع الشعب لحرب شاملة تكون سيئة العواقب. عاشراً: ألتنسيق مع جميع الكيانات و الدّول خصوصا أمريكا و إيران للعيش بسلام و إنهاء الحرب لأن العراق لم يعد فيه شيئ يخيف الطرفان ؛ فآلنفط بأيديهم و المدن مباحة و القوى كلها مرتبطة بهم سراً و علانية بعضهم له إرتباط مزدوج؛ والأموال منهوبة بل العراق مَدين؛ و الشعب مُتمرّد حتى على نفسه بجانب تمرّده على ألاحزاب السيئة الصيت؛ و الدول العربيّة باتت أعرابية تتمنى أن يحترق العراق كله بسبب الطائفية, و هكذا يمكنكم القول بأننا وصلنا خط النهاية و لا بد من حكومة إنقاذ لتلافي الخطر الأكبر القادم الذي سيجسد كل الأزمنة العراقية المحروقة بضربة واحدة. هذا هو مجمل ما أردت بيانه هنا للسّادة و الشيوخ و الوجهاء الأكارم في الطائفة الفيليّية لدراستها و إتخاذ ما يلزم بشأن تفعيلها كفرصة مناسبة للمشاركة في الانتخابات القادمة إن شاء الله .. و يتطلب هذا الأمر الأهمّ أوّل ما يتطلب هو: الدعوة لجلسة تمهيدية بآلوجوه وبكل من يرغب ألمشاركة لإحياء و إقامة المؤتمر التمهيدي لدراسة هذه المقترحات من قبل كلّ مشارك بحسب تجربته و بصيرته للواقع و الأحداث, لترتيب النقاط الهامة و الضروريّة بحسب الأولويات, كمقدمة لعقد المؤتمر الخاص لدراسة الوضع الداخلي(المنهاج) والنقاط التي قد لا يمكن مناقشتها أمام الأعلام .. للمشاركة و الدخول في الانتخابات القادمة بثقة وقوة بإذن الله على أمل الحصول على رئاسة الوزراء, و الله و لي التوفيق. خادمكم: ألحكيم عزيز إذ أنذركم بآلأحقاف و قد خلت النّذر من بين يدي و من خلفي, أ لا تعبدوا إلا الله إنّ أخاف عليكم عذاب يوم عظيم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) حنا بطاطو, ألعراق. الطبقات الأجتماعية و الحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية, المجلد الأول. ص60.

عزيز حميد مجيد

المصدر