واقع الازهر، الدكتور صالح الورداني
_______________
ازدادت قبضة الدولة على الأزهر في ظل حكم عبد الناصر وتحول شيخه إلى موظف يعين بقرار من رئيس الجمهورية ولم يكن هذا هو حاله في الفترة الملكية..
وتم تطعيمه بالعديد من التخصصات التي خرجت به عن دوره ورسالته..
وتحولت هيئة كبار العلماء إلى مجمع البحوث الإسلامية وتابعة للازهر..
الا انه دعم فكرة التقريب بين السنة والشيعة..
واصدر الشيخ شلتوت شيخ الازهر فتواه الشهيرة عام ١٩٥٨ بجواز التعبد بمذهب الشيعة..
وفي ظل حكم السادات تم اختراقه من قبل الوهابيين الذين زادوا من محنته وإخفاقه في مواجهة الواقع والأحداث..
بعد ان أفسح الطريق للتيار السلفي الوهابي الوافد من جزيرة العرب ليسود الساحة المصرية وتتولد منه شتى صور الإرهاب والتطرف الذي عانت منه مصر ولازالت تعاني..
وفي ظل حكم اللامبارك تدني دور الأزهر اكثر واكثر..
ثم انقلب على الشيعة بعد قيام الثورة الاسلامية واصدر العديد من الفتاوى المتطرفة ضد الشيعة..
وهو ما برز بقوة طوال فترة الثمانينيات اثناء الحرب العراقية الايرانية التى وقفت فيها مصر الى جانب العراق..
ثم اصدر العديد من الفتاوى ضد اصحاب الراي..
وعجز عن اصدار فتوى حاسمة في داعش..
وهو اليوم أصبح أكثر التصاقاً بالدولة نتيجة الخوف من حالة الانفتاح والوعي التي تعيشها الساحة بعد ان فقد جاذبيته وأصبح مؤسسة فاشلة تشكل عبئاً على الدين وعلى الدولة..
وأصبح رجاله ينطقون بلسان المذهب والحكومة لا بلسان الدين..
وقد تربوا على خرافات ومناهج عقيمة متخلفة..
ويعيشون بعقل الماضي وبلباس الماضي أيضاً..
وهو ما يكشف لنا سر محاربتهم لفكرة تجديد الخطاب الاسلامي..