مسؤولون عسكريون: تخفيض القوات الأميركية إلى 3.5 آلاف مستشار خلال شهرين

ترجمة / حامد احمد

بعد ادلاء مسؤولين عسكريين اميركان بتصريحات لهم الجمعة عن خطط تعمل عليها الولايات المتحدة لتخفيض عديد قواتها العسكرية في العراق بحلول تشرين الثاني المقبل من 5,200 مستشار الى 3,500، اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب في اليوم التالي السبت 30 آب في تغريدة مقتضبة له على موقعه الرسمي في تويتر قال فيها “ان الولايات المتحدة تخطط لتقليص تواجدها العسكري في العراق”. دون ان يعطي اي تفاصيل اخرى .

وقال المسؤولون الاميركان ان القوات العراقية اصبحت الان اكثر قدرة على تنفيذ عمليات مكافحة الارهاب ضد تنظيم داعش . واستنادا للمسؤولين العسكريين الاميركان فان هذا التخفيض سيكون متماشيا مع دعوات الرئيس ترامب المتكررة خلال حملة اعادة انتخابه بارجاع القوات الى الوطن التي تعهد فيها بوضع حد لما اسماه بـ”الحروب التي لا نهاية لها” بعد تحقيق تقدم في هذا المجال .

وكان الرئيس ترامب قد أشار في احد تصريحات حملة اعادة انتخابه بقوله: “بخلاف الادارات السابقة، حافظت على ابعاد الاميركان عن اي حروب جديدة، قواتنا ستعود الى الوطن”. ومضى بتأكيد رغبته في اكمال سحب القوات خلال المستقبل القريب . من جانبها قالت المتحدثة باسم البنتاغون، جيسيكا مكنولتي، في تصريح لموقع VOA الاخباري “نحن نقوم بتخفيض معدلات عدد القوات بينما تتحسن القدرة العراقية على الحاق الهزيمة ببقايا تنظيم داعش ومنع ظهوره من جديد .”

واضافت مكنولتي بقولها “أي تقليص بالقوات الاميركية في العراق سيُحدد عبر تنسيق دقيق مع الحكومة العراقية وكذلك مع شركائنا في التحالف وقوات حلف الناتو، وكذلك وفقا لمعيار مصالحنا الامنية المشتركة والتقدم الحاصل في الحملة ضد تنظيم داعش .”

المسؤولون العراقيون لم يدلوا بأي بيان لهم بعد بخصوص تصريحات الرئيس ترامب بتخفيض عدد القوات .

وكانت مناقشات بين البلدين بخصوص مستقبل القوات الاميركية في العراق قد بدأت في وقت سابق من هذا العام. وتم طرح الموضوع ايضا خلال زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الى البيت الابيض الاسبوع الماضي .

وقال الرئيس ترامب خلال لقائه الكاظمي “نحن نتطلع قدما الى اليوم الذي لا يتطلب عنده وجودنا هناك. نحن كنا هناك والان نستعد للمغادرة. سنغادر عن قريب والعلاقة بيننا طيبة جدا. سنغادر ونأمل باننا سنترك بلدا قادرا للدفاع عن نفسه.”

وقال خبراء انه بعد ايقاع الهزيمة بداعش في مدن عراقية كبرى مثل الموصل، فان الجيش العراقي قد اثبت فاعليته في محاربة المسلحين.

حسين علي علاوي، خبير بشؤون الامن الوطني في جامعة النهرين ببغداد، قال: “القوات المسلحة العراقية قادرة على ادارة العمليات العسكرية على الارض، ولكن دور التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ما يزال يعتبر مهما بالنسبة للاسناد الجوي القريب والاستطلاع في العمق وجمع المعلومات الاستخبارية عن طريق الجو، كل تلك الخصائص تتجلى في المهمة الاستشارية للتحالف الدولي في العراق”.

وقال علاوي في حديث لموقع VOA انه بينما تستمر الحملة في العراق للقضاء على ما تبقى من مسلحي داعش، فان الحكومة العراقية ما تزال بحاجة “لخبرة التحالف الدولي في اعادة تنظيم القوات المسلحة العراقية واصلاح القطاع الامني وتعزيز قدرة البلد في الجانب الاستخباري وتوثيق العلاقات بين الجيش والمدنيين .”

واضاف الخبير علاوي قائلا بان الهدف الاسمى بالنسبة لواشنطن وبغداد هو سحب المتبقي من القوات الاميركية في العراق البالغ عددها 3,500 في غضون ثلاثة اعوام ابتداء من آب .

الشهر الماضي قال قائد القيادة المركزية للقوات الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال فرانك مكانزي، انه يتوقع بان الولايات المتحدة ستبقي على عدد اقل من القوات في العراق ولكن لفترة طويلة، وقال انه يعتقد بان العراقيين يرحبون بالقوات الاميركية وقوات التحالف خصوصا خلال المعركة المستمرة لمنع مسلحي داعش من السيطرة على اي موقع لهم في البلد مرة اخرى .

وكان وزير الخارجية الاميركي، مايك بومبيو، قد ذكر مؤخرا خلال هذا الشهر بان الادارة الاميركية تنوي تخفيض عدد القوات الاميركية في العراق لاقل حد ممكن وباسرع وقت ممكن، ولكنه لم يحدد عدد القوات التي ستبقى .

الاسبوع الماضي انسحبت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من قاعدة التاجي العسكرية في العراق وسلمتها للقوات الامنية العراقية . وقال التحالف في بيان له بان تسليم قاعدة التاجي، شمال بغداد، هي عملية التسليم الثامنة التي تقوم بها قوات التحالف بعد اشغالها جزءا من القواعد العراقية واعادة مسؤوليتها للقوات الامنية العراقية .

عن: أسوشييتدبرس وموقع VOA الإخباري

المصدر