واع- علي جاسم السواد تصوير: صفاء علوان في كل بيوتات الوطن راية تهتف باسم الحسين، وفي درابين المحلات تنصب سرادق تفيض بخيرات حسينية تجود بكرم عهدته هذه الأرض منذ الأزل. مواكب توشحت بالسواد تعتصر آلام ذلك اليوم العصيب وكأن السماء تنزف دما، في أرض الرافدين دونت حكاية الحسين لتعيد مسار الأمة إلى طريقها التي خطها نبي الأولين والآخرين، فبدماء سبط الرسول ومن معه صنعت هذه الأرض تأريخا جديدا مثلما صنعته قبل آلاف السنين، لم يكن استشهاده في أرض العراق صدفة أو لحظة صنعتها الظروف التاريخية في حقبة سرق فيها شراذم القوم القيم والسيرة النبوية العطرة، بل أن مسيرة الحسين جزء من حتمية القدر الإلهي الذي بارك هذه الأرض بالأنبياء والصالحين وجعلها مثوى للائمة الأطهار، قدر صنعته إرادة الله ليشرف أرض السواد بأطهر خلقه وأعظمهم شأنا.
في ذكرى هذا اليوم الخالد في ضمير الأمة كان لوكالة الأنباء العراقية (واع) حضور في مختلف مدن الوطن لتسجل وتدون تعاطي أبناء العراق مع هذه المناسبة القابعة في وجدان كل مسلم، وفي كربلاء المقدسة حيث مرقد سيد الشهداء قال السيد أحمد الجابري صاحب موكب لـ(واع): “هذا العام اختلفت الطقوس عن سابقاتها بسبب تفشي فيروس كورونا، الأمر الذي تطلب منا كأصحاب مواكب ومسؤولين عن سلامة المواطنين أن نضع شروط الصحة والسلامة في مقدمة عملنا”، مضيفا، “المواكب الحسينية تشبعت بثقافة وفكر الحسين لذلك تأقلمت بشكل سريع مع هذه الإجراءات الجديدة وحتى الآن الأمور تسير بشكل جيد”. وقرب مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام يجلس شباب متشحين بالسواد وتبدو على وجهوهم ملامح الحزن، من يشاهد أماكن جلوسهم يدرك مدى التزام الزائرين بتوصيات المرجعية الخاصة بزيارة محرم الحرام، ما يميز الزائرين التزامهم بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والكفوف حاملين في قلوبهم وجع الموقف الذي يزيدهم قوة لمواجهة التحديات الصحية مثلما منحهم قوة في مواجهة التحديات الأمنية قبل سنوات. الشاب نبيل حسن قال لـ (واع) إن “أغلب الزوار التزموا بتوصيات المرجعية الخاصة بالزيارة وهو أمر ليس بالسهل في ظل وجود هذا العدد الكبير من الزائرين لكن بالرغم من ذلك كان الجميع حريصين على إجراء مراسم الزيارة في ظل الالتزام بشروط الصحة والسلامة”.
وفي مدينة أمير المؤمنين في وادي السلام حيث تشهد المدينة توافد المواكب كانت لـ (واع) وقفة مع مسؤول قسم الإعلام في العتبة العلوية المقدسة فائق الشمري الذي قال، إن “العتبة العلوية وبالتنسيق مع مؤسسة المواكب الحسينية وشعبة السلامة في العتبة وقيادة شرطة المحافظة عملت على تنظيم دخول المواكب ومتابعة الالتزام بشروط السلامة والوقاية من فيروس كورونا وهناك التزام واضح بتوصيات المرجعية من قبل الزائرين”، مشيرا إلى أن “العتبة اتخذت إجراءات عدة لتأمين الزيارة مثل استخدام البوابات الإلكترونية وفحص درجات الحرارة وتقليل التلامس بين الزائرين”. وبين حركة الزائرين يتحرك عناصر القوات الأمنية لتأمين حركة المواكب وتنظيمها وقال قائد شرطة النجف الأشرف فائق فليح الفتلاوي إن “الخطة الأمنية أعدت مسبقا قبل بداية شهر محرم لتأمين المحافظة من أربعة محاور وباستنفار كامل في المدينة القديمة وتنفيذ قرارات خلية الأزمة لتامين سلامة المواطنين وهناك التزام من قبل المواكب بشروط السلامة من فيروس كورونا”.