ضوء على صورة الحكومة القادمة..بقلم: وهاب رزاق الهنداوي
بدأت تتضح معالم اللعبة السياسية في العراق بشكل جلي لما قدمه اللاعب السياسي الرئيسي في العراق والذي بدأ بكشف المضمر من خفايا الصراع الشعبي والحزبي في المرحلة الماضية ،والذي جاء على شكل تصريحات علنية وواضحة لزعيم التيار الصدري واعلانه عن شكل الحكومة القادمة حسبما جاء بتصريحاته ان رئاسة الوزراء ستكون من حصة التيار ،والحقها بتصريحات النائب الاول لمجلس النواب عن دور التيار الصدري في تنصيب كافة الحكومات السابقة ،وهذه الثقة العالية في تصريحات التيار الصدري لم تأتِ من خلال استقراء مبني على التخمينات والحسابات المستقبلية ،بل جاء وفق معلومات دقيقة واتفاقات تم عقدها اثناء اندلاع التظاهرات العراقي في اكتوبر عام 2019 . لقد جاءت حكومة الكاظمي بعد اسقاط حكومة عبد المهدي حيث شارك التيار الصدري في عملية اسقاط عبد المهدي بفاعلية كبيرة وكان هو الضمانة لحماية المتظاهرين مع وجود بعض الخروقات التي ادت الى استشهاد اعداد كبيرة ولولا وجود عناصر التيار لكانت الخسائر اكبر بكثير مما حصل لأن جميع الاحزاب والميليشيات قد اتفقت على انهاء التظاهرات بأي شكل من الاشكال وقد استشعر الصدريون هذا الخطر فاحكموا اللعبة ولو على حساب قواعدهم حيث تم تصفية الكثير منهم من قبل التيارات المختلفة . بعد مجيء الكاظمي بادر التيار بعقد تحالف استراتيجي مع الحكومة الجديدة واتفق على انهاء التظاهرات مقابل الامتيازات التي سيحصل عليها التيار الصدري في الحكومة الجديدة ،حيث صدرت الاوامر بانسحاب اعضاء التيار من الساحات ،مما اثار غضب الشارع العراقي مما استدعى قيام الجامعات برفد ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات ،وهذا ما اثار حنق زعيم التيار وخروجه بتصريحات ضد المتظاهرين وتهديدهم بشكل علني بالتصفية وهو ما اطلق عليه (جر الاذن). لقد بات تحالف الكاظمي والصدر ممارسة فعلية وعلى ارض الواقع وقد اكدته عدة مواقف من الجانبين 1. أ انهاء مظاهرات. تشرين بطريقه دراماتيكية واضحه حيث. انضم التيار كله بأوامر مقتدى. ثم انسحب. ثم عاد ليقتلهم بعد ازاحه عبد المهدي. 2. تناغم. الكاظمي بل تغاضيه الكامل عما حدث في الناصرية. من قتل وتغييب للّناشطين. 3. قيام التيار الصدري. بإرسال رسائل. بانه من سيملك زمام الامر. وسيحتل رئاسة الوزراء. 4. المسألة الاكثر اثاره ان التبكير الصدري في هذه المرحلة وسيطرة النائب الاول لرئيس البرلمان على مجريات الاحداث والبرلمان ،وايضا استحواذهم على منصب رئيس مجلس الوزراء وتسييره وفق رغبات زعيم التيار . 5. الصدر استطاع بطريقه غريبه من السيطرة على مدراء عامين في كل الوزارات وايضا المناصب السيادية. 6. هناك وضوح في رؤيه الكاظمي. عن طريق تغيير قادة هم تابعين للدولة العميقة وعلى راسهم ابو علي البصري. ثم تراجعه عن القرار لان البديل كان معاديا للصدريين. وبأمر الصدر تغيرت قرارات. الكاظمي بتعيين رائد جودت فقط بليلة واحدة . ان تداعيات المرحلة الحالية واخفاقات الحكومة في تلبية مطالب الشعب بالتغيير والانعتاق من هذه الاحزاب تجعلنا امام معادلة صعبة في تحقيق التغيير المنشود امام احلام السيد الصدر في تولي تياره رئاسة الوزراء ومنظومة الفساد التي يقودها …اذا ما تحقق ذلك فمصير البلد سيبقى مجهول بالرغم من الدماء التي قدمها على طريق التصحيح والاستقلال.
وهاب رزاق الهنداوي
رئيس تحرير
صحيفه الحقيقه في العراق
WAHAB ALHINDAWI
www.factiniraq.com