جماعة ” البطة ” يردون على رأس الخبطة

بقلم مهدي قاسم

لم ينتظر طويلا مقتدى الصدر ليرد ــ بشخص صالح العراقي الذي يُعتقد هو نفسه مقتدى الصدر ــ على نوري المالكي ردا على تصريحه بأنه ــ أي المالكي ــ سوف لن يسمح مرة أخرى ل” البطة ” والمقصود هنا التيار الصدري ـــ بتكرار إرهابهم للناس ، مثلما فعلوا و أجرموا في عهده ، حيث أضطر المالكي إلى مواجهتهم بوحدات من الجيش وسحقهم و اعتقال الكثير من بلطجيتهم الذين كانوا يخطفون ويقتلون حسب الكيف والمزاج ويبتزون و يأخذون ” خوة ” أو حصة من المقاولات الوهمية والشكلية وربما بسبب ذلك أصبح لمقتدى الصدر طائرته الخاصة ومئات من السيارات غالية الثمن ذات الدفع الرباعي ، وهو الذي لم يعمله في حياته ولو يوما واحدا ….

ومن الواضح أن تلميح المالكي هنا كان رد فعل على تصريحات مقتدى الصدر الذي قال أن منصب رئيس الحكومة سيكون من نصيب التيار الصدري في الانتخابات القادمة مشيرا من خلال ذلك ــ حسب اعتقاده ـ إلى فوز التيار بالأغلبية الساحقة وكأنه ضمان نتائج الانتخابات مسبقا !!

ولكن الملفت في رد محمد صالح العراقي هوقوله المثير للسخرية :

ــ “البطة هي الحل الوحيد للفاسدين ولمن باعوا ثلث العراق لداعش، الا ان اخلاقنا نحن لا تسمح لنا بذلك ”

نعم أخلاق جماعة ” البطة ” ؟!!!..

وهذا يعني أن أخلاق مقتدى الصدر لم تسمح له بقتل الفاسدين ومِمَِن باعو ثلث العراق لداعش ـــ حسب تعبيره إلى جانب خسائر مادية بلغت عشرات مليارات دولار ، ولكنها سمحت له و باعتراف مقتدى الصدر التلفزيوني بممارسة ” جرة أذن ” بحق المتظاهرين السلميين والتي تجسدت بارتكاب مجازر عديدة ترتب عليها سقوط عشرات من قتلى و جرحى من المتظاهرين الذين كان كل ذنبهم هو المطالبة بالخبز والعمل والخدمات ..

وحيث تكررت ” جرة الأذن ” هذه لمرات عديدة ! بحيث تمكن مقتدى الصدر في النهاية وذلك لما ما يمتلكه من قوات ومجموعات همجية مسلحة ومدججة بأسلحة خفيفة وثقيلة من تصفية التظاهرات و إرهاب المتظاهرين السلميين بعد قتل العشرات منهم والذين لم يكونوا يمتلكون حتى مجرد عصا للدفاع عن أنفسهم إزاء تلك الأسلحة الفتاكة والبربرية الحاقدة ..

إلا أن الملفت هنا في الدرجة الأولى هو قول المالكي أنه لا يسمح ” للبطة ” مرة أخرى بإرهاب الناس ، ولم يقل أن الدولة أو الحكومة سوف لن تسمح بذلك ، لأن الدولة بالنسبة لهؤلاء غير موجودة، وهو نفس الكلام يكرره عادة مقتدى الصدرعلى أنه سوف يقوم بكذا وكذا مهددا ومتوعدا الآخرين بتطبيق الأمن والنظام ، طبعا على طريقة ” البطة ” .

وهذا بالضبط ما نحن نعتبره ونعده دولة عميقة داخل دولة العراقية الهزيلة أي :

دولة نوري المالكي ، دولة مقتدى الصدر ، دولة هادي العامري دولة قيس الخزعلي ، ودولة أي قائد مليشياوي جربوع آخر مدجج بالسلاح ، طبعا بالإضافة إلى دولة كربولي ودولة الخربوطلي ودولة الحلبوسي ودولة الشرموطلي ، ناهيك عن دولة البارزاني ودولة الطالباني !!.

هامش ذات صلة :

مقرب من الصدر يرد على حديث المالكي عن “البطة”

رد مقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الخميس، على حديث رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي عن سيارة “البطة”.

وقال صالح محمد العراقي في بيان له، إن “البطة هي الحل الوحيد للفاسدين ولمن باعوا ثلث العراق لداعش، الا ان اخلاقنا نحن لا تسمح لنا بذلك”

وكان رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي أعرب، اليوم الخميس، خلال لقاء، عن خشيته من تأثير السلاح المنفلت على “الانتخابات” المقبلة التي وصفها بـ”المعركة”، فيما أكد أنه لن يسمح لما سماها بـ”البطة” بأن ترعب الناس كما لم يسمح لها في السابق.

وأدناه نص بيان المقرب من الصدر:

المصدر