النجف الاشرف ـ واع ـ حيدر فرمان مدينة لايمكن تحديدها باطار زمني لامتداد تاريخها الى عصر ما قبل الاسلام، تقع على حافة الهضبة الغربية من العراق واطلق عليها العديد من التسميات اشهرها وادي السلام ومعنى التسمية، أرض الطمأنينة والراحة، فكل من زارها يتسرب الى قلبه الخشوع والرهبة لما تضمه من قدسية محاطة بصور واسماء لاشخاص لم تبقى منهم الا قبورا شاخصة وبقايا ذكريات يحتفظ فيها من يعرفهم.
تاريخ المدينة تمتد عمر الازقة القديمة في النجف الاشرف لمئات السنين، تعتبر الموروث التاريخي والثقافي للمدينة المقدسة حيث يتوسطها مرقد الامام علي (عليه السلام) و تنتشر فيها مساجد و مدارس دينية تاريخية، و مكتبات تحتوي على مؤلفات و نوادر العلماء الذين سكنوا فيها، و أبنية كانت شاهدة على حقب وأحداث ماضية من تاريخ العراق، من هذا المنطلق بدأت أهمية هذا المكان، فأصبحت محط رحال الزائرين من كل بقاع العالم الا ان تلك المدينة العريقة بما تحتوي من حكايات وثقافة لا يزال أهلها يشكون الاهمال بسبب وجود مخالفات البناء التي عمت ارجاء المدينة وشوهت مظهرها، وكذلك وجود البنايات الشاهقة التي غيرت الطبيعة الشعبية البسيطة للمدينة.
قرارات لم تنفذ محاولات عديدة لجمع اشلاء تاريخ المدينة ففي عام 2015 تم تخويل الادارة المحلية في النجف بازالة التجاوزات ومحاسبة المخالفين، الا ان القرار قيد التنفيذ حتى اللحظة وعن اسباب عدم تنفيذ القرار صرح محافظ النجف الاشرف لؤي الياسري، لوكالة الانباء العراقية (واع)، ان "الحكومة المحلية تعتزم بالتشاور مع الدوائر المعنية بفرض غرامات مالية على المتجاوزين وايقاف البناء غير المرخص في المدينة القديمة"، مبينا ان "المحافظة ليس لديها الامكانات الفنية لازالة الابنية المتجاوزة". وبحسب الخبير القانوني وليد الشمري، إن "قرار حكم الزامي صدر من محكمة بداءة النجف يلزم بها الجهات المعنية بانهاء التجاوزات ومحاسبة المقصرين والمخالفين".