الكاظمي يطرح فكرة إحياء مفاعل تموز أمام الرئيس الفرنسي

كشف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، عن مساعٍ لدخول العراق إلى نادي الدول النووية، وذلك خلال مؤتمره المشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

واجتمع الكاظمي مساء أمس مع الرئيس الفرنسي، وعقد مؤتمرًا صحفيًا مقتضبًا، تحدث فيه الرئيسان عن خططهما لإحراز تقدم على المستوى الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.

وقال الكاظمي في المؤتمر، تابعته (المدى)، إنه تحدث مع ماكرون عن “مشروع مستقبلي للطاقة النووية” سيكون مخصصًا للأغراض السلمية، وعلى رأسها “انتاج الكهرباء”.

ووفقًا للكاظمي، فإن المشروع سيكون تحت إشراف المنظمة الدولية للطاقة الذرية، وهيئة الطاقة الذرية الفرنسية”.

من جانبه تحدث مصدر في الأمانة العامة لرئاسة الوزراء، لمواقع اخبارية، عن تفاصيل مقتضبة من المباحثات.

المصدر الذي اطلع على مجريات اللقاء بين الرئيسين، قال إن “المباحثات بين الكاظمي وماكرون كانت أكثر تحديدًا من الإطار العام الذي جاء في المؤتمر الصحفي، حيث تطرقا لإعادة الحياة إلى مفاعل تموز النووي”.

وأضاف “تبادل الكاظمي وماكرون تصوراتهما حول المشروع، واستعرضا جانبًا من المعلومات التي تمت تهيئتها عن الوضع الحالي للمنشأة المُدمّرة، فيما أظهر ماكرون حماسًا للفكرة التي قال إنها ربما تنقل العلاقة بين البلدين إلى مستوى ستراتيجي”.

واختتم المصدر ان “إحياء المفاعل النووي العراقي سيكون مشروعًا واضحًا ومُنسقًا وسيخصص للأغراض السلمية التي يحتاجها العراق، وتحت إشراف الجهات الدولية المختصة، كما تم تقديم مقترح لتغيير اسم مفاعل تموز إلى مفاعل السلام”.

وكان العراق قد أطلق مشروعه النووي عام 1976، بالتعاون مع شركة فرنسية، إلا أن الطيران الإسرائيلي قصف المفاعل عام 1981 ودمّره تمامًا.

وعبّر الكاظمي، عن شكره “للجهود التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتثبيت استقرار المنطقة”، بعد زيارته إلى بيروت.

وقال رئيس الحكومة في المؤتمر المشترك مع ماكرون، في بغداد إنه “سعيد بزيارة ماكرون إلى بغداد”، مؤكدًا أن زيارة الرئيس الفرنسي “بداية حقيقية لشراكة عراقية فرنسية”.

واكد رئيس الوزراء اهتمام العراق “بتوسيع الشراكة مع فرنسا”، لافتا الى “وجود الكثير من جوانب التعاون بين بغداد وباريس”.

واكد الكاظمي سعي العراق الى “تفعيل العمل بوثيقة التفاهم الستراتيجي مع فرنسا”، مبينًا أن “باريس قدمت الدعم للعراق في حربه ضد داعش”.

واشار الكاظمي الى ان الحكومة “ستعمل على تذليل كل التحديات أمام الشركات الفرنسية”، معربا عن شكره الى “الرئيس الفرنسي لاهتمامه بحماية سيادة العراق”.

واكد الكاظمي أن “سيادة العراق خط أحمر”، مبينًا أن “الحكومة ستعمل بقوة على دعم استقرار المنطقة”.

من جهته أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على “الصداقة بين البلدين لأجل مواصلة إحلال الديمقراطية في العراق”، مشيرًا الى أن المباحثات مع الجانب العراقي، تم التطرق خلالها الى “الوضع الحالي وسبل تنفيذ خارطة الطريق العراقية الفرنسية التي تم الاتفاق عليها”.

واضاف ماكرون ان بلاده تدعم “الانتقال السياسي الى الديمقراطية في العراق”، مشيرًا الى أن باريس “ملتزمة في المجالات التربوية والثقافية مع العراق، فضلا عن استعداد فرنسا لتأمين مصادر الطاقة للعراق”.

واكد ماكرون، أنه تمت مناقشة “تعزيز التعاون العسكري مع العراق لا سيما وان الاخير عانى الكثير في الحرب ضد داعش”.

وكذلك اكد الرئيس الفرنسي أن باريس “ستدعم المشاريع المهمة في العراق بينها (مترو بغداد)”، لافتا الى ان “بلاده مستعدة لتجنيد المجتمع الدولي متى ما احتاج العراق لذلك”.

وكان القصر الرئاسي في بغداد، قد شهد استعدادات عالية المستوى لاستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ووصلت طائرة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إلى مطار بغداد الدولي وكان في استقباله رئيس الجمهورية برهم صالح.

وقال صالح، إن العراق يتطلع الى بناء ستراتيجية حقيقية مع فرنسا. وأكد “أهمية العلاقات التأريخية التي تربط العراق وفرنسا”، مشيرًا إلى “أن هناك الكثير من التطلعات والمشتركات التي تخدم مصلحة البلدين الصديقين”، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع ماكرون.

وبين صالح الذي وصف “ماكرون” بالصديق العزيز، أنها “فرصة مهمة لتوطيد العلاقات بين البلدين، وهي علاقات مديدة وجيدة على مرّ التأريخ، ونتطلع إلى تعزيزها وتمتينها من أجل بناء شراكة ستراتيجية حقيقية من خلال تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين أو بما يسمى خارطة الطريق الستراتيجي”.

وثمن رئيس الجمهورية بحسب البيان، “الدور الفرنسي المتميز بمساعدة العراق في مواجهة الإرهاب وتحقيق الانتصار عليه بفضل تضحيات العراقيين وصمودهم، وكذلك بتعاون ودعم المجتمع الدولي والتحالف الدولي وكان لفرنسا دور متميز”، مشيرًا إلى أن “العراق لايزال أمامه تحديات وهو بحاجة إلى دعم الأصدقاء والمجتمع الدولي لتمكين العراق من تعزيز قدراته الأمنية والتعاون في إعمار المناطق المحررة وإعادة النازحين، فضلًا عن تجفيف مصادر تمويل الإرهاب الذي يمثل عامل ديمومة للمتطرفين”.

وبشأن الجانب الاقتصادي ذكر صالح، “أن هناك العديد من المشاريع والعقود التي سيتم الإعلان عن مجموعة منها والتي من المؤمل أن تخدم الاقتصاد العراقي والعلاقات بين البلدين”.

وأكد رئيس الجمهورية لنظيره الفرنسي أن “القيادة العراقية تتطلع إلى دور محوري للعراق وأساسي في المنطقة”، موضحًا أن “المنطقة شهدت الكثير من الحروب والصراعات ولا بد من تعزيز الاستقرار فيها، وهذا ينطلق من تعزيز دور العراق كدولة مقتدرة ذات سيادة تتمتع بعلاقات متوازنة مع جيرانها والمجتمع الدولي”.

وشدد صالح على “وجوب احترام سيادة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية”، مؤكدًا أنه “لن يكون ساحة صراع للآخرين، والجميع مدعوون لدعم استقراره بما يضمن تحقيق تطلعات شعوب المنطقة في التنمية والازدهار”.

وقال رئيس الجمهورية “نتطلع لزيارة طويلة للرئيس ماكرون العام المقبل يزور فيها مناطق مختلفة، فصديقنا حريص على دعم العراق ودعم تطلعات شعبه في الحياة الحرة الكريمة”.

من جهته اعرب الرئيس الفرنسي عن “شكره لرئيس الجمهورية على كلمات الترحيب”، معبرًا عن “عمق الصداقة التي تربط الشعبين العراقي والفرنسي”.

وأشار ماكرون إلى أن “العراق يمر بتحديات وهو الآن أمام مرحلة مفصلية كون داعش لايزال موجودًا في المنطقة وعلى الأراضي العراقية، وأن فرنسا ملتزمة بالوقوف إلى جانب العراق بالحرب ضد الإرهاب في إطار التحالف الدولي”، مشددًا على “ضرورة احترام السيادة العراقية”.

وأوضح الرئيس الفرنسي أن “التحدي الثاني الذي يواجه العراق هو التدخلات الخارجية العديدة التي أتت من سنوات ماضية أو مؤخرًا ومن شأنها أن تضعف الحكومة والدولة وتؤثر على مصالح الشعب العراقي”.

وأضاف ماكرون أن أهمية الزيارة تأتي لما يمثله العراق من دور في المنطقة، قائلًا “أنتم مهد الثقافات وأنتم قوة من أجل الاستقرار ولكم دور مهم وعلاقات مميزة في جغرافية هذه المنطقة”، كما وصف لحظات وجوده في بغداد بـ”المهمة جدًا”.

وجدد الرئيس ماكرون “دعم بلاده والمجتمع الدولي للعراق”، مبينًا أن “هناك إرادة في تنفيذ سياسة حازمة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية وهذه هي مصلحة المجتمع الدولي وفرنسا بدعم العراق”.

كما التقى رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، الرئيس الفرنسي في بغداد، وعبر عن تطلعه لتطوير العلاقة مع فرنسا.

وقال بارزاني في تغريدة: “يشرفني أن ألتقي بالرئيس ايمانويل ماكرون مرة أخرى، كان لدينا لقاء بناء اليوم في بغداد، أنا ممتن لفرنسا للدعم المستمر ولعلاقاتها القوية مع شعب إقليم كردستان، إنني أتطلع إلى تطوير علاقاتنا القوية مع فرنسا”.

وحسب المعلومات يأتي الاجتماع الذي جاء بناءً على طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد ظهر يوم أمس الاربعاء، حيث لم يسمح ضيق الوقت لماكرون بزيارة أربيل، وستقتصر زيارته للعراق على بضع ساعات فقط.

المصدر