بغداد- واع- علي جاسم السواد
تصوير صفاء علوان
في اطراف بغداد تتناثر بقايا معامل تصارع من اجل البقاء، يجد أحد العاملين في صناعة الفخار متعته وهو يداعب الطين الحر وكأنه نحات مولع بتشكيل المنحوتات، لكنه يسخر مهنته لكسب رزقه الذي يخشى عليه من الانقطاع بعد ان باتت صناعة الفخاريات مهنة مهددة بالاندثار بسبب عدم وجود دعم لها من الدولة وكذلك اقبال الناس على شراء الفخاريات المستوردة لرخص ثمنها.
مهنة متوارثة
ونحن نشق طريقنا بين بقايا معامل متناثرة دونما تخطيط او تنظيم كان ابن صاحب معمل بغداد لصناعة الفخار صفاء حسين ينتظر وصول فريق وكالة الانباء العراقية (واع) وعينه ترنو نحو حلول عسى ان تجد طريقها للمسؤولين عبر عدسة كاميرا تمثل بالنسبة له طوق امل لعله يجد اذناً صاغية من مسؤول او (فزعة) من جهات حكومية لتقديم الدعم لهذه الصناعة وانقاذها من الاندثار.
آلية العمل واوضح صفاء ان " الكثير من من الناس يعتقدون ان هذه المهنة بسيطة ولا تحتاج الى جهد ولكن في الحقيقة انها معقدة، وان آلية العمل تبدأ خطواتها الاولى بعملية تحضير الطين الخاص والذي يؤخذ من ارض المعمل والذي يضم ايضا مقلعا خاصا بتأجير آليات (شفل) لنقل التراب ومن ثم خلطه مع الماء، وبعدها يتم ادخاله الى قاعة المعمل ليبدأ (الاسطة) بالعمل"، مشيرا الى ان " صناعة قطعة الفخار الواحدة يستغرق وقتها ساعة من الزمن فيما تحتاج الى بقائها في الفرن الى 15 ساعة، ويتم انتاج ما يقارب 10 الآف (حِب ماء)في السنة فضلا عن انتاج انواع اخرى من الفخاريات".
مواجهة التحديات
احد العاملين في المعمل واسمه باسم جمعة خلف قال ان " هناك تحديات عديدة تواجه هذه المهنة لكنها تبقى مصدر الرزق الوحيد للكثير من العائلات وهو جعل الجميع هنا يواجه تلك التحديات التي تتعلق باسعار الوقود ومنافسة المستورد وعدم وجود بنى تحتية تتناسب مع التطور الحاصل في العديد من البلدان"، مؤكدا ان " اغلب المواطنين عادوا لشراء الفخاريات خاصة (حب الماء) لكونه صحي وتراثي وسعره مناسب ايضا، وان هناك طلبا على شراء الفخاريات من جميع المحافظات، وان المعمل قادر على تجهيز مؤسسات الدولة والمواطنين بالفخاريات"، داعيا " وزارة الصناعة والمعادن الى دعم هذه المهنة خاصة فيما يتعلق باسعار الوقود وكذلك منع دخول البضائع المستوردة التي تباع باثمان زهيدة".