العالم بعد كرونا ليس مثل ما قبل كرونا؟

العالم بعد كرونا ليس مثل ما قبل كرونا؟ نعيم الهاشمي الخفاجي

لكن عكس مايعتقده العرب الطرف المهزوم عبر التاريخ، المتابع لخطابات القادة والساسة يجد إشارات يتفوه بها الساسة، فمثلا
في أبريل (نيسان) الماضي، توقع وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، أن فيروس «كورونا» سيغير النظام العالمي إلى الأبد. وقبل ذلك في عام 1941 خلال أحلك سنوات الحرب العالمية الثانية، قال رئيس الوزراء البريطاني الأشهر ونستون تشرشل، إن تلك الحرب ستفرض نظاماً عالمياً جديداً إلى الأبد. وفعلاً، فإن المشهد السياسي الدولي ما قبل الحرب العالمية الثانية لم يعد قائماً بعد تلك الحرب النووية.
الملكة إليزابيث الثانية أعادت إلى الأذهان في الأشهر الأولى لانتشار «كورونا» (كوفيد – 19) خطابها في عام 1940 مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، وكان عمرها 14 عاماً؛ حيث طالبت مواطنيها بالتحلي بالانضباط والعزيمة اللذين أبداهما الآباء والأجداد في الحرب.
تقريباً كل الملوك والرؤساء الأوروبيين والأميركيين والآسيويين استذكروا في خطاباتهم في عام «كورونا» الأول أجواء الحرب العالمية الثانية.
وضع الحرب العالمية الثانية يختلف عن وضع العالم الحالي، كرونا فرضت امور كثيرة فهي عجلت استخدام التدريس في المدارس والمعاهد والجامعات عبر استخدام الانترنت وخاصة في العالم الغربي، كانت هناك دراسات تحتاج عشر سنوات لجعل التدريس بغالبيته عبر الإنترنت لكن كرونا عجلت ذلك بعقد من الزمان، كرونا فرضت طريقة جديدة في التعامل مع الآخرين في كيفية السلام وكيفية تناول الطعام وكيفية الابتعاد وترك مسافة هذه الأمور تبقى وان انتهت كرونا، تحليلات الكتاب والمثقفين العرب بغالبيتها تحليلات سطحية لاقيمة لها، كل كتاباتهم منصبة أن هناك مؤامرة لتقليل عدد البشرية؟؟؟ ويروجون لعدم تناول اللقاح؟ ونحن نرى تزاحم الأوروبيون لأخذ التطعيم ضد الفيروس وبطوابير كبيرة، هناك حقيقة الفيروس ينتهي لكن فيروس البعث وفيروس الوهابي التكفيري يبقى قاتل للبشرية واشد فتكا من فيروس كرونا والذي أوشك على نهايته.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
29.12.2020

المصدر