بغداد/ حسين حاتم
رغم تراجع فرص العمل ماتزال العمالة الاجنبية تتوافد الى العراق. ومنذ أشهر يفترش الآلاف من خريجي الجامعات الارصفة مطالبين بإنصافهم بالتعيين الحكومي او توفير فرص العمل لهم في القطاع الخاص.
ماهر محسن، خريج كلية الاعلام يفترش ارصفة منطقة العلاوي بعد سنتين على تخرجه وعدم حصوله على فرصة عمل حتى في القطاع الخاص يقول لـ(المدى): “بعد تعب 16 عاما من الدراسة والشقاء نأتي لنفترش الارصفة مطالبين بحقوقنا ولا أحد يبالي، عجيب هذا الزمان الذي نطلب فيه الحقوق التي تعبنا من اجلها”، لافتا الى انه “معتصم تحت جسر العلاوي منذ شهر آب”.
وكان المتحدثُ السابق باسم الحكومةِ احمد الملا طلال قد اشار إلى أنّ الحكومةَ ليست لديها القدرةُ على تعيينِ أيّ شخص.
ويضيف محسن مخاطباً الحكومة: “حتى إذا ماكو (لاتوجد) تعيينات على الاقل وفروا لنا فرص عمل في القطاع الخاص، بدل الاجانب”.
ويلفت الخريج محسن الى أنه “من اكثر المشاكل التي تؤدي الى بطالة الشباب العراقيين هو ان الشركات العراقية وحتى الاجنبية التي تأتي، يأتون معهم بعمالهم ولا يفسحون المجال للعراقي بالعمل”. ويتابع: “يعني لا بالقطاع العام يردونه ولا بالقطاع الخاص”.
بدوره، يقول حسن حكيم عاطل عن العمل “عندما يُفتح مطعم لبناني يأتي بالكادر اللبناني وعندما يُفتح مطعم سوري يأتي بكادر سوري، لكن العراقي في بلده وعلى ارضه لا يقوم بتشغيل ابن البلد بل يأتون بالبنغالي وغيره حتى يفرق لهم في الاجور فكيف لا تحدث بطالة؟”.
واستدرك حكيم: “نحن نعلم ان هناك قانونا يقول إن 50% او اكثر تكون من حصة العمالة العراقية لكن لا نجد اي اثر لهذا القانون اليوم إذ ان الاغلبية من العمالة الاجنبية”.
وكانت وزارة العمل قد اعلنت موافقة الامانة العامة لمجلس الوزراء بالزام الشركات الاجنبية لتشغيل 50% من العمالة العراقية ضمن مشاريعها الاستثمارية.
بدوره يقول احد تجار معامل جميلة الذي يعمل لديه 8 عمال بنغاليين: “العراقي لا يلتزم بالعمل ويشكو كثيرا من قلة الاجر ووقت العمل الطويل رغم أن اجره يكفي لتشغيل عاملين اجنبيين”.
ويضيف التاجر لـ(المدى) أن “العمالة الاجنبية حاليا هي التي تحرك السوق كون العمال البنغال او غيرهم لديهم قدرة كبيرة على التحمل ويكونون موجودين في مكان العمل في كل الاوقات دون اي التزامات اخرى عكس العامل العراقي”. الى ذلك كشف وزير العمل والشؤون الاجتماعية عادل الركابي، يوم الخميس عن حملة مرتقبة لتقنين العمالة الاجنبية في المؤسسات الاهلية والحكومية.
وقال الركابي إن “الوزارة نظمت حملات تقليل الايدي العاملة الاجنبية واستبدالها بالايدي العاملة المحلية”.
وأشار الى، ان “هذه الخطوة تهدف الى تقليل البطالة وايجاد فرص عمل لفئة الشباب”.