الأقلام الطائفية!!

مؤلم ومخزي ومهين ومذل أن تقرأ لأقلام تكتب بحبر الطائفية والكراهية والبغضاء , ولا تأبه للفضيلة وتتمرغ تماما بالرذيلة والعدوان على أبسط القيم والمعايير الإنسانية , من أجل أن تضع في جيوبها حفنة دراهم إثم وجريمة وظلم وإمتهان.
الحق واضح وساطع والباطل أوضح وأسطع , فلماذا تتعامى الأقلام وتخلط بينهما؟!
أساتذة , دكاترة , مفكرون , أكادميون , مثقفون , كتّاب , شعراء , مبدعون , وما شئت من الألقاب والعناوين , يكتبون بمداد الضلال والإنفعال والبهتان , ويتوهمون بأنهم يخدعون الآخرين ويضللونهم , وما يخدعون إلا أنفسهم وهم في غفلتهم وعواطفهم المتأججة يعمهون.
هولاكو عندما هاجم الوجود العربي إستخدم كتّابا يخطون رسائله باللغة العربية , ومن فحواها وأسلوبها تكتشف بأنهم من العارفين بلغة الضاد ومن المثقفين والمفكرين , وتلك مصيبة أمة في أقلامها ونخبها التي من المفروض أن تذود عنها لا أن تكون عليها.
والكثير من أقلام اليوم المسوّقة تكتب ما يعادي الأمة والدين , وما يساهم في تأهيلها لإستلطاف الخنوع والخضوع والإنكسار والوجيع , وقبول القنوط والتبعية والطاعة العمياء لمتسلط في كرسي أو عمامة.
الأستاذ الدكتور الفلاني يكتب , وعمّاذا يكتب؟
وما أن تقرأ له حتى تفوح من مستهل سطوره العفونة الفئوية والنوازع الطائفية , والمفردات العدوانية السقيمة التي تريد سحق الآخر ومحقه , ويؤكد على أن ما يذهب إليه هو جوهر كل شيئ وما عداه هراء!!
إن هكذا أقلام تشارك في صناعة مآسي الأمة وتداعياتها , ولا يمكن تبرئتها من سلوكها العدواني الرجيم , فالكراسي تحتاج لمن يقرع لها الطبول ويشجعها على الإقدام على المآثم الشنيعة , ويبرر لها أن الباطلَ حقٌ والحقَ باطلٌ , وفقا لما يستحضره من الأضاليل والتبريرات المخادعة التي تخدم فرضيته العوجاء العرجاء.
فأقلام الأمة أشد عدوانا عليها من أعدائها , لأنها ذات قدرات فائقة على المحق والتدمير , فهي كالأرضة التي تنخر الأشجار من قلبها فتسقط أرضا مع أبسط هبة ريح.
ولن تقوم لأمة العرب قائمة إن لم ترعوي أقلامها , وتتخذ من الحق والصدق صراطا لما تكتبه وتبوح به على السطور.
فهل من أقلام ذات خلق عظيم؟!!
د-صادق السامرائي

المصدر