إقليم كردستان.. تحذير من ثغرة تسمح بتسرب داعش ومخاوف من تكرار سيناريو سقوط الموصل

دخلت التنظيمات المتطرفة إلى إقليم كردستان في تسعينات القرن الماضي، وبقيت جبال حلبجة تخوض معارك شرسة ضد تنظيم أنصار الإسلام وقيادات في تنظيم القاعدة الذين تسللوا من أفغانستان عبر الأرضي الإيرانية لداخل الإقليم.

وعلى هذا الأساس تم تشكيل جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية بأمر من الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني آنذاك جلال طالباني، لمحاربة التنظيمات المتطرفة.

وشهدت تلك المناطق استقراراً بعد هزيمة تنظيم أنصار الإسلام والعناصر المتطرفة، وبقي الإقليم مستقراً منذ عام 2003، بالرغم من حالة الانهيار الأمني الذي شهدته محافظ الوسط والجنوب طوال السنوات الماضية.

وتزايدت في الفترة الأخيرة حملات الاعتقال التي قامت بها الأسايش وجهاز مكافحة الإرهاب ضد مجاميع من عناصر داعش، وخاصة في منطقة كرميان، فيما بات التنظيم يتحرك بصورة واسعة في مناطق قريبة من الإقليم، وتحديداً في مرتفعات جبل قراجوغ بقضاء مخمور على مسافة قريبة من مدينة أربيل، والمناطق الممتدة بين محافظتي ديالى والسليمانية ما يثير قلقا كبيرا حول إمكانية عودة بروز التنظيمات المتطرفة وانتقال سيناريو داعش لداخل الإقليم.

ويبدي العديد من المراقبين للشأن المحلي والأمني مخاوفهم من أتساع نشاط داعش وبروز تنظيمات متطرفة داخل الإقليم، خاصة في ظل اتساع الحركة السلفية بشكل لافت للنظر داخل مدن كردستان.

طرق دخول عناصر داعش لكردستان

ويؤكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني، محمد الحاج عمر، أن عناصر داعش يدخلون إلى مدن إقليم كردستان بصفة عوائل نازحة تود السكن والاستقرار في الإقليم، وعلى هذا الأساس يتم إسكانهم، ولا يدخلون للإقليم بصفة مقاتلين.

ويتابع عمر خلال حديثه أن “الإقليم يعتبر منطقة بعيدة عن الأنظار، لذلك تلجأ إليها تلك العوائل، لتكون بعيدة عن اهداف القوات الأمنية في المناطق التي تشهد نزاعات أمنية مستمرة”.

ويضيف أن “هذا الأمر، يعود سببه لعدم وجود تنسيق بين بغداد وأربيل، بما يخص المطلوبين وكذلك وجود الفراغات الأمنية في المناطق الفاصلة بين حدود الإقليم والمناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة الاتحادية”.

مراقبة المساجد

ويرى الخبير الأمني هاوكار الجاف أن، الوضع الاقتصادي هو الأساس لرفاهية الشعوب ومنه يأتي الاستقرار في جميع مفاصل الحياة، ونتيجة لسوء الأوضاع المالية والاقتصادية فأن الشباب سيلجئون للتطرف ويتم استغلالهم من قبل التنظيمات المسلحة، خاصة وأن داعش هو تنظيم عالمي لا يقف عن حدودٍ معينة.

ويؤكد الجاف خلال حديثه لـ(بغداد اليوم) أن “التطرف ينتج من المساجد، ونرى في الفترة الأخيرة تزايد الحركة السلفية، وبعض المساجد لا تقتصر على العبادات والصلاة فقط، وانما يتم تعليم الشباب فيها الأفكار المتشددة والمتطرفة”.

ويشير إلى أنه “ينبغي متابعة عمل المساجد في الإقليم، وتوحيد مضمون خطبة الجمعة، ومتابعة الدورات التعليمية التي يتم إعطائها للمراهقين والشباب، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، من خلال إيجاد فرص عمل للشباب، ومراقبة التحويلات المالية التي تصل لبعض خطباء المساجد داخل كردستان”.

ويوضح أن “العديد من خطباء المساجد، يحثون على تكفير الأديان والمذاهب الأخرى، في حين أن جميع المذاهب والأديان لها سكان داخل الإقليم، لذلك ينبغي على الحكومة متابعة الخطب التكفيرية، وعدم السماح لهم بالاستمرار حتى لو اضطر الامر لإغلاق تلك المساجد”.

غياب التنسيق

عضو لجنة الأسايش والبيشمركة في برلمان إقليم كردستان، سعيد مصطفى، يقول إن غياب التنسيق والفراغ الذي تركه انسحاب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها عام 2017، سمح لعناصر داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى بالتحرك على مقربة من الإقليم.

ويلفت مصطفى خلال حديثه لـ(بغداد اليوم) إلى أن “الوضع في إقليم كردستان هو تحت السيطرة، ولا وجود لتلك التنظيمات فعلياً داخل أراضي الإقليم، والأجهزة الأمنية والاستخبارية تقوم بدورها الفعال، ولكن يجب أن يكون هنالك تنسيقا وغرفة عمليات مشتركة بين بغداد وأربيل، لتبادل المعلومات الأمنية بشأن المطلوبين حتى تسهل عملية القبض عليهم دون أن يجدوا ملاذا آمنا لهم داخل كردستان”.

ويضيف أن “وجود غرف التنسيق والتعاون المشترك بين البيشمركة والجيش العراقي مهم جداً، لمنع عناصر داعش من استغلال الفراغات الأمنية في الحدود الفاصلة بين الإقليم والمحافظات العراقية”.

ويكمل مصطفى، أن “الأحزاب الإسلامية والحركات تمارس نشاطاً سياسياً، ولا علاقة لها بالتنظيمات المسلحة، وبما يخص المساجد فهي تمارس عباداتها الدينية، بكامل حريتها دون الاعتداء على أحد أو مصادرة حقوق الأديان والمعتقدات الأخرى”.

المصدر