إقبال بغدادي على فن العمارة التراثي.. والشانشيل أبرز التصاميم المطلوبة

بغداد/ عامر مؤيد

تطور فن العمارة وتصاميم الديكورات بشكل لافت في الآونة الأخيرة، لكن ذلك لم يمنع البغداديين من العودة إلى فن العمارة التراثي.

فكثيراً ما نشاهد في الوقت الحالي منازل أو محال تتخذ من واجهتها تصميم الشناشيل البغدادية أو الديكورات التراثية القديمة.

وظهرت الشناشيل لأول مرة في العراق في مدينة البصرة في القرن السابع عشر الميلادي، متأثرة بمثيلاتها التركية والهندية وانتقل هذا الطراز إلى بغداد وباقي مدن العراق.

علي خريبط – صاحب ورشة لتصميم الديكورات يقول لـ(المدى) بأن “الطلب المقدم لتصميم الشناشيل يزداد بشكل كبير”٠

وأضاف خريبط أن “محلات تجارية كثيرة تطلب تصميم واجهة المحل على سبيل المثال بديكور بغدادي قديم”٠

وأشار الى أن “هذا الأمر لم يكن موجوداً قبل سنوات قليلة ماضية حيث طغى الديكور الحديث على أغلب التصاميم”٠

ويوضح أن “الديكور القديم سواء الذي يخص المنازل أو المحال جميل جداً وفيه فن كبير وحتى العمل فيه يكون متعباً لأنه ملتصق بالدقة العالية”٠

وقبل فترة ليست بالقصيرة، أصبحت الكثير من الأبنية تقوم بعمل “الكوبون” واندثرت منازل عديدة تراثية في شارع الرشيد وغيرها من الأماكن.

لكن أخيراً، بتنا نلاحظ اسماء مطاعم كبيرة باسماء بغدادية بحتة فضلاً عن تصاميم من الطراز القديم.

وبالرغم من عودة البعض الى تصميم الشناشيل إلا أن العدد الأكبر مازال يفضل التصاميم الأوروبية الحديثة والألوان المختلفة.

زينب الجبوري -مهندسة معمارية تتحدث لـ”المدى” عن تجاربها مع الزبائن بخصوص التصاميم وتقول “إن المشكلة الأبرز تكمن في أن أصحاب المكاتب مقاولون وليس لهم علاقة بالعمارة”٠

وبينت أن “الحكومة لا تحاسب المقاولين أو من أصحاب الاختصاصات الأخرى الذين يفتحون مكاتب تجارية ما يجعل التصاميم قائمة على أساس ربحي وليس فني”٠

وأشارت الى أن أغلب المقاولين يقوم باستنساخ تصاميم أوروبية لا تحاكي البيئة المحلية.

وأكدت أنها وزملاءها المهندسين المعماريين يحاولون إضافة شيء من التراث حتى في التصاميم الحديثة٠

وتقول الجبوري إن “صعوبة الإمكانيات المادية للمتخرجين من الهندسة المعمارية يحتم عليهم العمل مع أصحاب الشركات “المقاولين”، مطالبة بأهمية وجود رقابة من أجل الحفاظ على العمران البغدادي٠

وبينت الجبوري أن المطاعم كثيراً ما تستخدم الشناشيل في ديكوراتها الداخلية وزاد هذا الأمر في الأونة الأخيرة بشكل لافت وهذا الأمر يجعل المهندسين سعيدين جداً لانهم يعلمون أهميتها٠

وذكرت أن أغلب المهندسين يحاولون ترغيب الزبون بأهمية إضفاء شيء من التراث في التصاميم لأنهم يعرفون أهميتها وجماليتها إضافة الى الارتباط اللصيق بالعراق على مدار التاريخ”٠

يذكر أن الشناشيل وردت في الكثير من القصائد والقصص والروايات، وربما في مقدمتها قصيدة الشاعر العراقي الحداثي بدر شاكر السياب «شناشيل ابنة الجلبي». كما جُسّدت في اللوحات التشكيلية والأعمال النحتية أيضاً، ناهيك عن الصور الفوتوغرافية، التي قدّمها الكثير من الأدباء والفنانين العراقيين.

المصدر