وطن كمقبرة .. وطن كمستودع توابيت : نص مفتوح

وطن كمقبرة .. وطن كمستودع توابيت : نص مفتوح

بقلم مهدي قاسم

إلى أرواح آخر سرب غادر سماء الوطن إلى ملكوت الشهداء

ليس من ثمة أرض كأرض السواد مشبعة ومخضبة

وهي تفيض طافحة بدمائها أبنائها منذ سنين و سنين

فهل هذا وطن أم مقبرة بحجم كون ؟!..

أرض تنبت فيها هياكل عظمية أزهارا سوداء

تتخذها غربان عشا لها وتنوح حزنا طوال اليوم

أرض السواد فيها كل شيء سواد في سواد على سواد

أرض تسير بظهر منحني مستندة

على عكازة من عمود فقري منخور

لملايين قتلى مغدورين على غفلة منهم .

عشقها الموت و استوطنها ضريحا دائما ومريحا

فهل هذا وطن أم مستودع توابيت ؟.

لم تكن يوما أرضا مباركة أبدا

مر عليها سحرة و أشباه مهرجين من كل حدب وصوب

فاستحالت إلى متاهات من أوهام وأباطيل .

فهل هذا وطن أم مسرح سيرك لبكاء مرير ؟

فيا لها من شهية مفتوحة ونهمة

لابتلاع جثث أبنائها في مواسم حصاد لا تنتهي و لا تزول

حيث الضحايا ينقلبون جلادين و قتلة و بالعكس أيضا

يستدرجون بعضهم بعضا إلى وليمة غدر وفناء

فهل هذا وطن أم لعنة أبدية ؟ ..

أرض عجيبة بغرابتها الغرائبية النادرة

أتعبت حتى الموت …………

والموت فيه تعبان وهلكان !..

ولا زال الجميع في انتظار طوفان نوح جديد

أو اكتساح بركاني يعيد أرض السواد

طاهرة مطهرة بنقاوة كف رضيع مجيد .

المصدر