وزارة الثقافة..ومنحة الصحفيين..وإقبض من دبشّ!!

حامد شهاب

عنوان المقال لاعلاقة لوزارة الثقافة به، لكنها أعلنت عن ” بشرى” للصحفيين والادباء والفنانين ، بإحتمال صرف المنحة لهم في القرون المقبلة ، بالرغم من ان من يقرأ آخر خبر وزارة الثقافة حين نقلت عن وكيلها السيد أبو رغيف (تأويلات) و ( تكهنات) على أنها تصرف ” في حال تحسن الاوضاع العامة واسعار النفط وتراجع العجز في الموازنة العامة” ، مايؤكد صحة عنواننا على أنه ينطبق عليهم القول : إقبض من دبش!!

وللتاكيد فإن معشر الصحفيين والادباء والفنانين أيقنوا أن تصريحات مسؤولي الدولة الكبار في البرلمان ورئاسة الوزراء ، ينطبق عليها المثل القائل ” أواعدك بالوعد وأسكيك ياكمون” !!

كم تصريح سمعنا من رئاسات البرلمان السابقين والحاليين وعن مسؤولين برئاسة الوزراء منذ عهد العبادي ، الذي كان السبب في قطع أرزاق الصحفيين وتعريض حياة عوائلهم للمخاطر ، ومن جاءوا بعده ساروا على المنوال نفسه ، لكن الحق يقال ، وأذكرها لأول مرة ، أن عهد المالكي هو ” العهد الذهبي” لتلك النخب، وكانت الصحافة في أعلى درجات شأنها ومواردها وتطورها وانفتاحها وتقدمها ، لكن من جاءوا بعده عاملوا الاعلاميين والصحفيين على أنهم مجرد مادة للدعاية وبوقا لهؤلاء الساسة، وما أن تنتهي الحاجة منهم، بعد الانتخابات، حتى يضربونهم ( البوري المطلوب) ، لأغراض إثبات أن الجهلة والأميين واصحاب السوابق والمرتشين والدجالين ومن عاثوا في الارض فسادا ودمارا يبقون على الدوام في الزمن الرديء ، على أنهم هم فوق السلطة الرابعة وفوق نخبها!!

كم سمعنا من رئيس مجلس النواب السابق سليم الجبوري ومسؤولين رفيعين في عهده، وكان حال الدولة المالي افضل بكثير من العهد الحالي ربما ، ومن جاءوا بعدهم من رئيس مجلس النواب الحالي محمد الحلبوسي، ومن تصريحات من مسؤولين آخرين منذ أعوام ، بأن المنحة ستصرف لهم في وقت قريب، واذا بتصريحاتهم هواء في شبك، كما يقال!!

وبالرغم من أن منحة الصحفيين والادباء والفنانين ، هي أقل بكثير لو أحتسبت شهريا من (منحة الارامل والمطلقات) ، إذ كانت تعادل ( 80 ) الف دينار شهريا، وصرفت لأول مرة في عهد الرئيس الراحل جلال الطالباني وهو من إقترح المنحة ، ومن جاوا بعده تنكروا لها، وتوقفت آجالها الى “اليوم الموعود”، الذي لاتعرف نخب العراق، متى يكون هذا اليوم، ويقصدون به ” يوم الآخرة” إذ تعهد رجالات السلطة بأنها ستصرف للنخب الصحفية والثقافية والفنية ، بعد إنتقالهم الى “الرفيق الاعلى” وترسل لهم بمظروف خاص الى قبورهم ، معنون الى / عزرائيل او جبرائيل، يرجى صرف المنحة لهذه الشريحة المظلومة في ” يوم الحساب”، واعفائهم من ضريبة الدخل.. وإبلاغنا ..شاكرين تعاونكم معنا..مع التقدير!!

والنخب الصحفية والاعلامية والثقافية والفنية توصلوا الى قناعة بأن عهدهم الحالي ، يكاد يشبه ما مر به العراق في العصور المظلمة، وعصور الانحطاط ، وهم سوف لن يكون لهم ” شأن ” في عالم الديمقراطية المخادع ، لان ما ظهر من ساستهم واحزاب السلطة من تصريحات ومن أفعال ، تكاد تتفطر منه السموات والارض ، من هول مايكذبون!!

وترى النخب المشار اليها اعلاه انه لو يتم صرف المنحة للساسة الكبار في السلطة، لانهم يعيشون ” حالة زهد” رهيبة، وهم أفقر من فقرائنا ومساكين العراق ، ويستحقون منا الشفقة على أحوالهم..ولله في خلقه شؤون!!

المصدر