ناشطون يبدأون التحضير لـ مليونية ذكرى تشرين على أنغام التهديدات

من المحتمل ان تقرر ساحات الاحتجاجات تأجيل موعد استئناف التظاهرات – المقرر انطلاقها الشهر المقبل- عدة اسابيع لأسباب فنية وسياسية.

ومن المفترض ان تعود التظاهرات الى الشوارع بشكل مكثف، مطلع تشرين الاول المقبل، تزامنا مع الذكرى السنوية الاولى لاحتجاجات تشرين الماضي.

ومنذ بداية ايلول الحالي، بدأ ناشطون بالتحشيد لعودة التظاهرات، بعد ان تعطلت الاحتجاجات بسبب تفشي وباء كورونا في آذار الماضي.

وسيعيد المحتجون رفع بعض المطالب القديمة، المتعلقة بمحاسبة قتلة المتظاهرين، بالاضافة الى تكثيف الحملات على قضية الانتخابات.

موسى رضا، ناشط في بغداد قال لـ(المدى) امس ان “هناك تواصلا وحوارات بين ساحات الاحتجاجات في بغداد للخروج بموقف موحد حول استئناف التظاهرات”.

وبحسب الناشط، ان هناك وجهات نظر مختلفة حول موعد انطلاق التظاهر، فيما يوجد رأي موحد تقريبا بخصوص اختيار الذكرى السنوية الاولى لاحتجاجات تشرين، لاستئناف التظاهرات. وقتل في الايام الـ 10 الاولى من تظاهرات تشرين الاول الماضي، نحو 150 متظاهرًا بحسب لجنة حكومية شكلت في ذلك الوقت، قبل ان ترتفع اعداد الضحايا بعد ذلك.

ويضيف رضا: “بعض الآراء طرحت ان يكون موعد استئناف التظاهرات يوم 25 تشرين الاول المقبل وليس مطلع الشهر”. ويقول بعض المقترحين ان اختيار الاول من تشرين الاول المقبل، سيكون متزامنا مع مراسيم احياء ذكرى أربعينية الامام الحسين عليه السلام.

ويصادف يوم 25 ذكرى الموجة الثانية من احتجاجات تشرين، بعد استئنافها بسبب الطقوس الدينية.

ويتابع الناشط: “الوقت سيكون مفيدا ايضا في زيادة التحضيرات والاستعدادات.. نريد ان ندعم اجراءات الحكومة ونأخذ حق الشهداء”.

وكان النائب الداعم للتظاهرات، فائق الشيخ علي، وجه قبل ايام نصائح الى المحتجين لتأجيل موعد التظاهرات.

وقال حساب على (توتير) منسوب للشيخ علي مخاطبا المحتجين: “أجّلوا تظاهراتكم من يوم 1 إلى يوم 25 تشرين أول/2020”.

وبين النائب ان اسباب التأجيل هي “لكسب المزيد من الوقت لتحاشي وباء كورونا”، وبسبب ان “أغلب الشباب سيكونون في طريقهم إلى كربلاء لإحياء اربيعينة الامام الحسين”.

وحذر الشيخ علي من الموعد المفترض مرة اخرى. وقال “يريد البعض استغلالها (الاحتجاجات) لرفع مطالب لا تمثل الثورة ولا الثوار. أجهضوا خطتهم”. ودشن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاك مثل “تشرين موعد الثائرين” و”راجعين تشرين”. واعاد المدونون نشر صور ضحايا التظاهرات، وطالبوا بالكشف عن قتلة الداعمين للاحتجاجات، ابرزهم هشام الهاشمي، الذي قتل امام منزله، شرقي بغداد، قبل اكثر من شهرين.

بالمقابل كان متظاهرون قد شيعوا امس، في ساحة التحرير وسط العاصمة، يوسف ربيع، التي توفي على اثر اصابة سابقة.

وقال الناشط رضا موسى، الذي كان عائدا للتو من التشييع: “مازال ضحايا احتجاجات تشرين مستمرون، ونعتقد ان امامنا طريقا طويلا لوضع كل قتلة المتظاهرين خلف القضبان”.

وكان ربيع، وهو مراهق، قد اصيب قبل 3 اشهر، اصابات بالغة في جسده باطلاقات نارية في ساحة الخلاني.

واعلن هشام داود مستشار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، نهاية تموز الماضي، ان عدد قتلى احتجاجات تشرين بلغ نحو “560 شهيدا”.

واكد داود في مؤتمر صحفي عقده في بغداد، ان معظم الضحايا هم من الشباب والشابات ونصفهم من بغداد، وان الحكومة اعتبرتهم “جميعا من الشهداء، لهم ولعائلاتهم حقوق”.

وكانت الحكومة قد وعدت في وقت سابق بـ”كشف اسماء قتلة المحتجين”، لكن متظاهرين يعتقدون ان فصائل مسلحة واحزابا، متورطة بالجرائم، لن تسمح بذلك.

حرق الخيم

امس، احرقت 6 خيم للاعتصامات في النجف، بعد ساعات من وصول تهديدات الى ناشطين بعدم العودة الى الساحة. ويقول علي شيبان، وهو اسم مستعار لاحد الناشطين في النجف لـ(المدى): “احد رجال الدين المعروفين في النجف (تحفظ على ذكر اسمه) هدد بحرق الخيم”.

وقبل يومين، بدأ المتظاهرون في النجف، بتنظيف ساحة الاعتصام وسط المدينة، تمهيدا لعودة الاحتجاجات.

ويضيف شيبان الذي حجب اسمه الصريح خوفا من الملاحقة: “مليشيات تابعة لرجل الدين، قامت صباح امس بسكب البانزين على الخيم واحراق 6 خيم”. وعلى غرار النجف، بدأ شباب في ساحة التحرير في تنظيف الساحة والرسومات على الجدار، وداخل النفق، استعدادا لاستئناف التظاهرات.

ويقول الناشط موسى رضا، ان التظاهرات “ستدعم اجراءات الحكومة في حصر السلاح، واكمال قانون الانتخابات، وتفعيل قانون الاحزاب، بالإضافة الى محاكمة قتلة المحتجين”.

وكذلك بدأ التحشيد في كربلاء وواسط، وميسان وذي قار، حيث وضع ناشطون بوسترات عن موعد انطلاق التظاهرات.

ودعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في وقت سابق، القوات الأمنية إلى احترام حق المحتجين في التظاهر، مضيفًا في بيان حكومي: “لن نسمح لأحد بأن يحرم المواطن العراقي من حقوقه، او يتعدى على رجل الأمن أثناء أداء واجبه”.

ومنذ ايام ينتقد متظاهرون في بابل، سلوك قوات الامن في المحافظة، بعد اعتقال العشرات من المتظاهرين ضد المحافظ حسن منديل.

ويقول علي الخفاجي، وهو ناشط في بابل لـ(المدى) ان “الشرطة اعتقلت 40 متظاهرا (افرج عن معظمهم) بسبب مطالبتنا باستبدال المحافظ”.

وتتدخل اجندات مختلفة على خط الاحتجاجات في بابل، بحسب ناشطين، بسبب خلافات على منصب المحافظ الذي يسيطر عليه تيار الحكمة.

ويضيف الخفاجي: “ربما هناك بعض الاحزاب التي تحاول الاستفادة من الاحتجاجات، لكن هذا لا يخفي حقيقة ان ادارة منديل سيئة جدا”.

ويعتقد الناشط ان الاحزاب تحاول ان تتدخل في كل التظاهرات سواء كانت في بابل او بغداد او اي محافظة اخرى لتحقيق مصالحها، مشيرا الى انه: “لذلك يجب على المستقلين والمدنيين ان يشاركوا بكثافة- لمنع تدخل الاحزاب- في التظاهرات المقبلة التي ستكون مليونية”.

المصدر