مناطق الأقليات الفقيرة في سهل نينوى تدخل موجة كورونا الثانية بلا تجهيزات

ترجمة/ حامد احمد

بينما تتسارع بلدان حول العالم في طريقة تعاملها مع الموجة الثانية لجائحة كورونا، فان الكثير منهم سيبذل جهدا لبناء قدرة استيعابية كافية من الرعاية بالنسبة للمرضى وتوفيرها للاكثر تضررا. مثل هكذا جهد سيشكل تحديا خصوصا بالنسبة لمناطق في شمالي العراق تحوي مخيمات ومعسكرات للنازحين المسيحيين.

الاستجابة للوباء في الموصل ومنطقة سهل نينوى واجهت تعقيدا اكثر بسبب توترات سياسية وسوء ادارة فضلا عن بقاء تهديدات لخلايا داعش في المنطقة. يضاف الى ذلك ان موارد مالية من جهات مدنية ومانحين قد اصبحت شحيحة بسبب كلف وجهود اعادة الاعمار وتوطين الناس بعد سنوات من الحرب.

رغم ان كثيرا من العوائل المسيحية المتواجدة في مناطق حول اربيل والموصل قد تفادت الموجة الاولى من الوباء في الربيع، فان اعداد الاصابة بفايروس كورونا والوفيات قد ازدادت بشكل كبير خلال فصل الصيف. وبعد معدل مستقر من الاصابات خلال الاسابيع الاخيرة، يبدو انه ستكون هناك مرحلة اخرى من تصاعد الاصابات.

المطران بشار وردة، رئيس الكنيسة الكلدانية في اربيل، قال “في اربيل لدينا الان 2000 عائلة مصابة بفايروس كورونا”، مشيرا الى انه “منذ شهر آذار توفي 23 فردا من مسيحيي اربيل جراء كورونا”.

وقال المطران ان تمويل ما يمكن توفيره من تجهيزات مطلوبة وادوية فعالة وقناني اوكسجين لتوزيعها بين العوائل المسيحية المصابة بفايروس كورونا اصبح شغلنا الشاغل الان.

استنادا الى متحدث باسم الابرشية في منطقة عين كاوة للنازحين المسيحيين في كردستان فان مستشفى مريمانة، التي افتتحت مؤخرا في المنطقة قد تم تخصيصها لمعالجة المصابين بكورونا، مشيرا الى انه لم يتم استقبال حالات جدد لعدم اتساع المكان وخشية انتشار العدوى، حيث انها تحوي 70 سريرا فقط وسبعة وحدات عناية مركزة.

اغلب مصابي كورونا تتم معالجتهم في بيوتهم الخاصة من قبل فرق طبية مرسلة من مستشفى مريمانة، في حين يتم نقل مرضى اخرين الى وحدات طبية مؤقتة تم تأسيسها لمعالجة الحالات الصعبة والمتعافية من فايروس كورونا.

وقال المتحدث من دون ان يحبذ نشر اسمه ان “اعداد الاصابات بدأت تزداد، وقضينا وقتا طويلا نحاول فيه توفير اوكسجين، وان الطلب على الاوكسجين يفوق ما هو متوفر، وليس هناك ضمان بالحصول على الكمية المطلوبة”.

كثير من المصابين بفايروس كورونا في المنطقة هم فقراء ويعتمدون بشكل كامل على ما تستطيع الابريشة ان تقدمه لهم من تجهيزات من مادة الاوكسجين.

قال المطران وردة “الذهاب للعلاج في مستشفى اهلي سيكلف المريض 2000 دولار يوميا، هذا بدون الادوية”، لافتا الى ان هكذا مبلغ يعتبر شيئًا مستحيلًا وغير ممكن بالنسبة للعوائل النازحة والاشخاص المهجرين داخليا الذين اغلبهم بدون عمل.

واضاف المطران وردة “المستشفيات العامة هنا في اربيل تعاني ايضا من قلة تجهيزات الاوكسجين مع عدم وجود سرير فارغ حيث ان جميعها مشغولة. ولكي تحصل على سرير في مستشفى فيتم اعطاؤك بطاقة انتظار لتأتي بعد مغادرة احد المرضى السرير، اما بسبب وفاة او تعافي. لهذا ليس هناك خيار حقيقي آخر، فنحن نلجأ الى معالجة الحالات في بيوتهم مع اعطائهم دواء واوكسجين والتي نعاني من قلة تجهيزها”.

تسبب الوباء ايضا بخلق ضائقة اقتصادية حادة بين شريحة سكانية هي اصلا تعاني من مشاكل تمويلية. حيث ارتفعت نسبة البطالة، وتتولى الابرشية عملية ضمان توفير مواد غذائية لعشرات من العوائل المعوزة في عين كاوه.

وقال المطران وردة انه “مع اغلاق الكنائس وفقدان كثير من الناس لوظائفهم واعمالهم فان التخصيصات والتبرعات ضمن الابرشية قد تقلصت بنسبة 32%”.

ويقول وردة ان “التحدي الآخر الذي يواجهونه وسط وباء كورونا هو الحفاظ على برامج تأهيل العوائل النازحة لمواصلة حياتهم، مشيرا الى ان ذلك يشتمل على خلق او ايجاد فرص عمل واعمال اقتصادية صغيرة لتمكين العوائل المسيحية من البقاء وعدم المغادرة. وقال انه في بعض القرى المسيحية في شمالي العراق وسهل نينوى وصل معدل البطالة فيها الى نسبة 70%”. ويضيف المطران وردة “علينا ان نبحث عن دعم لمساعدة العوائل خلال هذا الوقت الصعب، ليست هناك مساعدات من الحكومة علينا ان نعتمد على مبادراتنا ومواردنا الخاصة وندعو الهيئات الدولية إلى مواصلة مساعدتها للمنطقة لنتمكن من الوقوف على قدمينا”.

عن: موقع أميركا ماكازين

المصدر