النجف الاشرف- واع- علي جاسم السواد تصوير حيدر فرمان
ضجة كبيرة شهدتها منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام خلال المدة القليلة الماضية بشأن مقبرة كورونا، والتي تعلقت بعملية نقل الجثامين إلى المقابر الأخرى بعد ان سمحت وزارة الصحة بذلك، قصص وحكايات ومقاطع فيديو تناولت هذا الموضوع باتجاهات متعددة بعضها للأسف لم تضع الاعتبار لحرمة الموتى ولا تقديرا للجهات إلى تطوعت لدفن ضحايا كورونا خلال الأشهر الماضية.
على الرغم من وصول فريق (واع) في وقت متاخر إلى المقبرة، لكنه سرعان ما تجول بين القبور التي يبدو الكثير منها خالية بعد ان تم نقل الجثث من قبل ذويها إلى مقابر أخرى وخاصة مقبرة وادي السلام، لكن في المقابل لا يزال عدد كبير من القبور شاخصا وكأنها تتشبث في البقاء بهذه الأرض.
بدوره، قال قائد فرقة الامام علي القتالية الشيخ طاهر الخاقاني ل(واع) إن " الفرقة تعرضت الى هجمات متعددة وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض بها الفرقة إلى هجوم واتهامات مسبقة كأخذها للمال من ذوي المتوفي وهذا الكلام غير صحيح لان الفرقة لم تأخذ المال مقابل دفن الموتى من اي جهة"، مبينا ان " فرقة الامام علي القتالية تبرعت بدفن ضحايا كورونا عندما كان ذوي الموتى عاجزين عند دفن موتاهم، وجميع عمليات الدفن تمت بطريقة شرعية، اما فيما يتعلق بالصور التي تظهر وجود بعض الموتى تم دفنهم من دون غسل او تكفين فهذا الامر يعود لالتزام الفرقة بتوجيهات منظمة الصحة العالمية وهذا كان في بداية الجائحة حيث كانت التوجيهات تقتضي دفن الموتى بالتوابيت من غير الغسل او التكفين".
آلية الدفن ولف الخاقاني الى ان " الفرقة التزمت بتوجهات وزارة الصحة، ففي الشهر الأول من انتشار الفيروس كانت الضحايا تأتي في الليل يرافقها جهة مسؤولة من وزارة الصحة للإشراف على عملية الدفن وكانت تلزم الفرقة بعدم فتح التابوت ودفن الجثة بدون غسل وتكفين، وفي الشهر الثاني صدرت التوجيهات بفتح التابوت و لكن الدفن بالكيس ولف الكفن فوق الكيس، اما في المرحلة الاخرى تم السماح بفتح الكيس و التيمم الى ان تم الوصل في المرحلة الأخيرة بالسماح بالتغسيل والتكفين بشكل شرعي"، مشيرا الى ان " فرقة الامام علي القتالية هي من بادرت لاستقبال جثامين ضحايا كورونا و تحملت ما تحملت من عبء و لم تكن متفضلة و انما قامت بواجبها الشرعي و الانساني بدفن المواطنين من دون ان تتلقى مساعدة او دعما ماليا من اية جهة و ليس هنالك احد له علاقة بهذا الامر و انما قامت بالتبرع من تلقاء نفسها وأخذ الشباب على عاتقهم استقبال هذه الجثامين و دفنها بشكل لائق".
شهادة المواطنين
وخارج أسوار المقبرة كان المواطن محمد علي قد أنهى جميع إجراءات نقل جثمان والده من المقبرة، وكالة الانباء العراقية (واع) سألته عن سبب إقدامه على نقل جثة والده إلى مقبرة أخرى؟ وقال إن " الوالد بعد ان توفي بسبب كورونا تم دفنه في هذه المقبرة بتابوت خشبي دون أخراج جثمانه بسبب إجراءات وزارة الصحة، والآن وبعد ان سمحت الوزارة بدفن موتى كورونا في اي مقبرة اسرعت العائلة نقل الجثمان الى المقبرة الخاصة بالعائلة"، مشيدا " بدور فرقة الإمام علي القتالية في عملية دفن ضحايا كورونا وتحملها عبء كبير من خلال تنفيذهم لاجراءات الدفن حسب الضوابط التي يعملون عليها".