معدلات الانتحار ترتفع في مخيمات النزوح.. والحكومة تحقق

سجلت مخيمات النازحين منذ مطلع العام الجديد، أكثر من 7 حالات انتحار لفتيات أغلبهن أيزيديات، فيما شكل مجلس الوزراء أخيراً، لجنة لدراسة أسباب حالات الانتحار في تلك المخيمات.

وأعلنت وزيرة الهجرة والمهجرين، إيفان فائق جابرو، في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إن “جابرو ترأست اجتماع لجنة دراسة أسباب حالات الانتحار في العراق في مقر الوزارة بالعاصمة بغداد، بحضور مدير عام دائرة تمكين المرأة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء يسرى كريم محسن، ومستشار الشؤون الستراتيجية في مستشارية الأمن الوطني سعيد نعمة الجياشي، ووكيل الوزارة كريم النوري، فضلاً عن منسقة الشؤون الإنسانية في العراق ممثل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق ايرينا فوياشكوفا”.

وذكرت جابرو بحسب البيان، أنه “بتوجيه من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بحسب الأمر الديواني ذي الرقم 4 لسنة 2021 ، تم تشكيل هذه اللجنة لمناقشة ودراسة أسباب حالات الانتحار وازديادها ووضع الحلول اللازمة لمعالجتها وتحشيد الدعم المحلي والدولي للحد منها خصوصاً في مخيمات النازحين”.

وأوضحت وزيرة الهجرة، أن “اللجنة ستباشر بعملها من خلال زيارة خمس مخيمات للنازحين في إقليم كردستان وجمع عدة تقارير عن حالات الانتحار التي شهدتها بعض المخيمات وتقديم دراسة مستفيضة عن الموضوع والوقوف على الأسباب الحقيقية التي تؤدي الى هذه الظاهرة ومن ثم تقديم الحلول اللازمة وكيفية معالجتها” . وطالبت جابرو بحسب البيان، “المنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الصحي لتكثيف برامج التأهيل النفسي للنساء ضحايا العنف لاسيما العاملة في مخيمات النزوح”، داعية “إلى الإسراع في إكمال إجراءات تأهيل قضاء سنجار في غربي نينوى، وإنهاء نزوح هذه العوائل بتوفير مستلزمات العودة الطوعية”. وكان عضو تحالف الأقليات في العراق فلاح الخطابي قد أكد يوم أمس الأول، بأن ارتفاع حالات الانتحار في صفوف الأيزيديات الساكنات في مخيمات النزوح سببه الإهمال الحكومي وعدم إيجاد حل لهن. وقال الخطابي في تصريح صحفي، بان “الإهمال الحكومي سواء كانت من قبل الحكومة المركزية أو حكومة إقليم كردستان أدى الى ارتفاع حالات الانتحار بين الأيزيديات اللواتي يعانين من آثاراً نفسية عميقة، وخاصة اللواتي وقعن بيد عصابات داعش الإرهابية وبسبب تعرضهن لجرائم وفقدانهن لذويهن وطول فترة تواجدهن في هذه المخيمات”.

وأضاف” على الحكومة المركزية والمحلية في نينوى الاسراع في إيجاد حل جذري لتلك العوائل الساكنة في المخيمات من خلال إعمار مناطقهم تمهيداً لعودتهم الى ديارهم بعد مرور أكثر من 6 سنوات في تلك المخيمات المتهالكة .

وأوضح بان “سوء الإدارة و عدم المبالاة وانتشار البطالة واليأس من أبرز الأسباب التي أدت الى ارتفاع حالات الانتحار في المخيمات”. من جانبها، قالت منظمة متخصصة بتوثيق أوضاع الأيزيديين، إن حالات الانتحار الأخيرة التي شهدتها المخيمات الأيزيدية في العراق هي “حالات منفصلة وغير مترابطة”، على الرغم من التقارب الزمني بينها. وقال مدير فرع سنجار في “المنظمة الأيزيدية للتوثيق”، خيري علي إبراهيم، إن فتاتين تبلغان من العمر 15 سنة، تعرضتا للابتزاز الإلكتروني من قبل أشخاص مجهولين مما دفعهما للانتحار “خوفاً من الفضيحة”. وقال إبراهيم إن الفتاة الثالثة انتحرت بعد مشاكل عائلية وزوجية وتعقيدات مع عائلتها. وبحسب مصدر من داخل مخيم شاريا فإن “الفتيات في المخيم يتعرضن أحيانا للاستغلال من قبل متنفذين”.

ونجا أفراد الديانة الأيزيدية الذين استقروا في مخيمات هرباً من مذبحة جماعية قامت بها عناصر داعش تجاه الآلاف من أبناء الديانة في سنجار، فيما اختطفت أكثر من 5 آلاف امرأة، بحسب إحصائيات مختلفة، لم يتم تحرير سوى القليل منهن. وقال الصحفي الأيزيدي، سامان داود، إن حالات الانتحار موجودة بكثرة، بعد 2014، والإبادة التي حصلت للأيزيديين جراء اجتياح داعش لمناطقهم ولّدت حالة نفسية سيئة لدى الجميع دون استثناء”. وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق حذّرت، في تقرير الشهر الماضي، من تزايد حالات الانتحار على مدى السنوات الماضية.

وتوفي أكثر من 590 شخصاً في العراق، في عام 2019، بسبب الانتحار، وحاول 1,112 شخصاً آخر الانتحار، 80 في المئة منهم من النساء، وفقاً لأرقام المنظمة الدولية.

المصدر