مسؤولون في المدن المحررة: 11 ألف مغيّب فـي 3 محافظات

بغداد/ تميم الحسن

انفقت عائلة محمد 100 الف دولار حتى الآن دون ان تعثر على ابنها الذي فقد في أعقاب رحلة النزوح هربا من داعش قبل اكثر من 4 سنوات.

ولا توجد في العراق أرقام رسمية لعدد المغيبين والمختطفين، كما تتضارب أرقام المنظمات الانسانية وبعض الهيئات الحكومية بين 4 آلاف واكثر من 20 الف غائب.

عُمر محمد الان اصبح 24 عامًا، حيث تتذكر الام التي تحدثت لـ(المدى) عن حياة الابن المفقود الذي توفي والده في ايام الابتدائية، وكيف اصر على العمل وترك الدراسة في مرحلة المتوسطة.

وتقول ام محمد التي تعيش الان في بغداد: “بعنا منزلنا لندفع الى المحامين وضباط ادعوا أنهم يملكون معلومات عن مكان محمد”.

ينقسم المختفون في العراق الى مجموعتين: الاولى في فترة داعش وعمليات التحرير، والثانية اثناء احتجاجات تشرين.

ومن بين اكثر عمليات الاختفاء الغامضة كانت حادثة غياب اكثر من 1000 شخص من الانبار عند مرورهم بسيطرة “الرزازة”، غربي كربلاء، اثناء فرارهم من داعش.

وتضيف ام محمد: “كنا هربنا في عام 2016 من الصقلاوية قاصدين بغداد، بسبب اشتداد المعارك ضد داعش”.

الطريق الوحيد المفتوح كان يمر عبر مناطق صحراوية قرب كربلاء. وتتابع: “عند سيطرة الرزازة عزل الرجل عن النساء، ومنذ ذلك اليوم لم أر محمد مرة اخرى”.

واتهمت حينها كتائب حزب الله بالحادث. وقال حامد المطلك، عضو لجنة الامن في ذلك الوقت لـ(المدى) ان الكتائب هي “الوحيدة التي كانت لديها نقطة تفتيش هناك”.

وبحسب المصادر، ان “وساطات صعبة” ادت الى الافراج عن 80 فقط من اصل 1200، فيما لا يعرف مصير البقية.

واحتار الجميع بخبر دفن 120 جثة مجهولة العام الماضي، من قبل متبرع في كربلاء: هل هم مختطفو الرزازة؟ واجابت قوى سُنية بـ”نعم”، ثم تراجعت امام اتهامات بـ”اثارة الطائفية”.

ويقول مصدر في مفوضية حقوق الانسان لـ(المدى) إن لجنة حكومية شكلت عام 2016 “لم تستطع نفي او تأكيد اختطافات في الانبار بسبب تضارب الشهادات واستمرار المعارك حينها ضد داعش”. واكد المصدر أن “عدد المختفين وفقا لأوراق رسمية قدمها ذووهم كان 600 شخص، اكتشفنا بعد ذلك ان 100 منهم لديهم ملفات إرهابية”.

ويحصي مسؤولون في المدن المحررة اتصلت بهم (المدى)، عدد المختفين بأكثر من 5 آلاف في نينوى، ونحو 4 آلاف في صلاح الدين، فيما لا توجد أرقام واضحة في ديالى لكنها لا تقل عن الـ2000 حالة.

وقالت مفوضية حقوق الانسان في آخر إحصائية العام الماضي، ان عدد المفقودين في العراق بلغ “4168”، دون ذكر الفترة الزمنية لتلك الاحصائية.

بالمقابل يقول المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن هناك نحو “25 ألف شخص” مختطف قسرا أو مفقود في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين.

وفي ذروة تظاهرات تشرين، بلغ عدد المعتقلين في مراكز الشرطة الرسمية اكثر من 3000 متظاهر.

واكدت جهات حقوقية لـ(المدى) ان هناك نحو “60 ناشطا ومتظاهرا، بينهم محامون، مفقودون منذ انطلاق التظاهرات في تشرين 2019”.

وكانت مفوضية حقوق الانسان قد قالت في وقت سابق، ان 166 حالة اختطاف جرت في محيط ساحة التحرير فقط. واكدت في بيانات سابقة نهاية العام الماضي، ان “56 مختطفا مجهولا حتى الان”. ووجّه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، فور تسلمه المنصب في ايار الماضي، بـ”الإسراع في كشف مصير المُغيبين”.

ورفعت ام محمد، لافتة العام الماضي في ساحة التحرير تطالب بالكشف عن مصير ابنها متضامنة مع امهات مختطفي التظاهرات، لعل احدا يراها.

المصدر